«هذه فرصة هيأها الله تعالى لنا فرصة وجودنا اليوم فى مكان واحد إن قلوبنا جميعًا عامرة والحمد لله بالإيمان بمبدأ الوحدة فلنجعل إذن من اجتماعنا فرصة تاريخية لتحقيق أملنا المنشود». كلمات خالدة للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات عندما تولى مع قادة الإمارات المجتمعين التوقيع على وثيقة قيام دولة الإمارات العربية المتحدة لتكون نواة تأسيس الاتحاد. وفى 2 ديسمبر 1971 عقد حكام الإمارات الستة اجتماعًا أعلنوا فيه سريان الدستور المؤقت الذى وقعوه فى وقت سابق والذى من بعده انضمت إليهم إمارة رأس الخيمة لتكوين دولة الإمارات العربية المتحدة. بادرت دولة الإمارات بعد إعلان قيامها بالانضمام إلى عضوية جامعة الدول العربية فى 6 ديسمبر 1971 وانضمت إلى عضوية الأممالمتحدة فى 9 ديسمبر 1971 وسعت دولة الإمارات خلال 43 عامًا لتكوين نموذج دولة حديثة متطورة تتطلع للقيام بدورها من خلال وجودها العالمى والإقليمى إضافة إلى تعزيز مفهوم الدولة الحديثة بين مواطنيها والمقيمين على أراضيها. التجربة الاتحادية وقد شدد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات على أن صون التجربة الاتحادية هو هدف وطنى مستدام يتطلب من الجميع وعيًا وتلاحمًا مشيرًا إلى أهمية إعلاء قيم الإتحاد وترسيخ ثوابته وتأكيد التفاعل والتكامل القائم بين الدولة الاتحادية والحكومة المحلية لتمكين أجهزتها من التصدى للمسئوليات الوطنية بكل أمانة وشفافية لبناء وطن قوى. وقال الشيخ خليفة فى الكلمة التى وجهها بمناسبة اليوم الوطنى الثالث والأربعين للدولة: «إن الثانى من ديسمبر نستعيد فيه بالإكبار السيرة العطرة للآباء المؤسسين الذين صاغوا تطلعات الوطن والمواطن وجعلوا من تعدده كيانًا سياسيًا واحدًا هو دولة الإمارات العربية. وقال: «إن يوم الثانى من ديسمبر محطة راسخة فى الأذهان يوم لتعميق حب الوطن وتعزيز قيم الانتماء والولاء. نموذج متميز من جانبه قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى: «فى كل عام نتوقف فى يوم الثانى من ديسمبر لنحتفل بذكرى قيام اتحادنا وتأسيس دولتنا وعاما بعد عام تزداد إشراقات هذا اليوم فى نفوسنا ويتغلغل أكثر فى وجداننا ويعمق ولاءنا وانتماءنا لوطننا وقيادتنا ويزيدنا تقديرًا واحتراما لآبائنا المؤسسين ولرمز اتحادنا وعنوانه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وزاد الشيخ محمد بن راشد: «نحن نجحنا فى بناء نموذجنا الإماراتى وسط بيئة إقليمية ودولية تتسم بالاضطراب والتدافع وتحفل بالحروب والصراعات وبفضل نهجنا السياسى وتمسكنا بمبادئ التعايش السلمى وحسن الجوار وجاهزية وكفاءة قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية وعلاقة الحب الفريدة بين شعبنا وقيادتنا تمكنا من عبور الصعوبات بأمن وسلام. صفحة مضيئة وقال الشيخ محمد بن زايد ولى عهد أبو ظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة فى الإمارات: «إن ما قام به الآباء المؤسسون وما بذلوه من جهد من أجل تأسيس البلاد إذ اجتمعت فى مثل هذا اليوم إرادة كافة قيادات وأبناء الإمارات بقيادة المؤسس الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله وإخوانه أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات. وأضاف: «قد أدركوا جميعًا أن فى الاتحاد قوة ومنعة وأنه قد حان الوقت لتوحيد هذا الشعب الكريم فكان أن أعلنوا قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة ليسطروا بذلك صفحة مضيئة فى تاريخ المنطقة وليحتل هذا اليوم مكانة خاصة فى قلوبنا جميعًا بما ينطوى عليه من قيم وطنية أصيلة تحض على الاتحاد والتضامن. معدلات نمو قياسية من جانبه قال د. أنور قرقاش وزير الدولة للشئون الخارجية إن دولة الإمارات حققت خلال السنوات ال 43 الماضية على قيامها، إنجازات كبيرة بفضل قيادتها الحكيمة التى سخرت الثروة النفطية فى بناء دولة العدل والقانون والمساواة والحياة الكريمة لجميع مواطنيها والمقيمين على أرضها. وقال إن الإمارات اليوم دولة متحدة ومزدهرة ومستقرة وتتطلع للمستقبل برؤية واضحة حدد معالمها الآباء المؤسسون منذ وقت مبكر الإمارات شهدت قفزات نوعية خلال السنوات الأخيرة فى الجانب الاقتصادى وسجلت معدلات نمو قياسية وارتفع حجم الناتج المحلى الإجمالى نحو 236 ضعفًا خلال السنوات ال 43 من عمر الاتحاد وبلغ نحو 1.77 مليار دولار فى عام 1971 ومن المتوقع أن يصل إلى 419 مليار دولار مع نهاية العام الحالى 2014 حسب ما تشير معلومات وزارة الاقتصاد الإماراتى. يوم النجاحات الإمارات اليوم لبست أزهى حللها وتعيش فرحة اليوم الوطنى ال 43 تحيط بها الإنجازات من كل صوب وتحتضن تجربة اتحادية متفردة استطاعت أن تصمد وتتطور لتقدم نموذجا مثاليًا فى العالم. يمر اليوم الوطنى فى هذا العام بمزيد من النجاح والتفوق بلاد تنشر الخير والسلم وتتلمس احتياجات من حولها وتسهم فى توفيرها من حق شعب الإمارات أن يفرح ومن حق العرب أن يفرحوا أيضًا بهذا النجاح فى كل يوم وطنى تقوى المؤسسات الاتحادية أكثر وتتعزز مكتسباتها وتتوطد العلاقة بين القيادة والشعب. وفى كل يوم وطنى يتأكد بشكل أعمق مدى التناغم والاتساق بين السياسة الداخلية والسياسة الخارجية للإمارات حيث الحرص على التضامن وحيث التسامح والاعتدال والوسطية والانفتاح والإيمان بالحرية والمسئولية وتغليب مصلحة شعب الإمارات ومصالح الشعوب الشقيقة والصديقة على ما عداها.