محمد حسام الذي فقدته

بلا حدود

بالأمس فقدت شخصية عزيزة علي كل محبي كرة القدم الحكم الدولي محمد حسام الدين الذي صادقته علي مدي أكثر من ثلاثين عاماً واقتربت منه كثيراً وأعرف الكثير عن حياته في الملاعب كحكم دولي بارز ورئيس لجنة الحكام أكثر من مرة والشخصية البنكية القيادية ورجل الأعمال الناجح.
بالأمس تلقي الوسط الرياضي صدمة حزينة بوفاة الحكم الدولي محمد حسام "72 سنة" عقب اجراء عملية جراحية في القلب والتي سبقها اختفاؤه عن الساحة الرياضية بسبب المرض.
عرفت محمد حسام من بداية حياته الكروية بعد ان اعتزل الملاعب كلاعب في نادي البنك الأهلي حيث كان أحد محاسبيه قبل ان ينتقل للبنك العربي الدولي ويواصل نجاحه حتي تولي منصباً قيادياً ثم يتجه للعمل الحر في مجال الأدوات الكهربائية.
بدأت معرفتي بالكابتن حسام أثناء خوضه حياته الأولي مع التحكيم عندما تولي رعايته الحكم الدولي السابق ورئيس لجنة الحكام الكابتن حسين إمام امبراطور التحكيم مع الثنائي المرحومين عزت الهواري ومحمود عثمان.. تدرج حسام في سلك التحكيم حتي نال الشارة الدولية في النصف الأول من فترة الثمانينات.
رافقت الحكم الدولي محمد حسام في رحلات كروية كثيرة في أفريقيا وأوروبا وكانت أشهر رحلاتنا في بطولة العالم العسكرية في البرتغال ضمن بعثة إعلامية كبيرة ضمت مشاهير الإعلام الرياضي من إذاعة وتليفزيون وصحافة .وكانت أشهر رحلاتي مع محمد حسام هي رحلة الجزائر عام 1990 حيث نظمت بطولة الأمم الأفريقية وشارك فيها فريقنا بالصف الثاني بقيادة الكابتن هاني مصطفي ومجموعة كبيرة أيضاً من الإعلام الرياضي أذكر منهم المرحوم الكابتن أحمد عفت والمرحوم ابراهيم لطيف ابن الكابتن المرحوم محمد لطيف ووالد خالد لطيف عضو مجلس ادارة اتحاد الكرة والكابتن حمادة إمام.. وبالمناسبة تلقي هيمة ابن الكابتن لطيف خبر وفاة والده في هذه الرحلة وترك الجزائر وعاد للقاهرة.
وحتي بعد ان انتقل المرحوم حسام الي التعليق علي مباريات الدوري لم ينس لزمة حسام في تعليقه وهي الشهيرة "جول.. وجول.. وجول" الذي اشتهر بها ضمن لزمات مشاهير التعليق في ذلك الوقت وارتبطت باسم كل واحد منهم..أدار محمد حسام مجموعة من لقاءات القمة بين الأهلي والزمالك وأشهرها إلغاؤه لهدف الكابتن حسن شحاتة نجم الزمالك والذي دار حوله جدل كبير وكان صاحب أول انذار للنجم محمود الخطيب.
تولي المرحوم محمد حسام رئاسة لجنة الحكام أكثر من مرة وكان من أفضل من تولي هذا المنصب حيث كان هدفه الرئيسي الدفاع عن زملائه والحصول علي حقوقهم وتولي رعاية الكثير منهم والذين اصبحوا من مشاهير التحكيم حتي اليوم ولعل أبرزهم الحكم المونديالي جمال الغندور والمونديالي عصام عبد الفتاح ورضا البلتاجي ووجيه أحمد وناصر عباس الذين حصلوا علي الشارة الدولية خاضوا ادارة مباريات ناجحة في الداخل والخارج.
وفي أيامه الأخيرة اتجه للعمل الحر بنجاح حيث أسس شركة لتجارة الأدوات الكهربائية المنزلية وابتعد عن الأضواء إلي أن فارق الحياة متأثراً بمرضه.. رحم الله محمد حسام الدين الإنسان الخلوق.. والحكم القدير.. والمحاسب الذكي.. ورجل الأعمال الناجح الذي أحرز في حياته أكثر من جول.. وجول.. وجول.