سيدة تحدت الظروف الصعبة وأصبحت تنافس الرجال في مهنة شاقة لأول مرة بالإسكندرية حيث تعمل سوريا علي السيد الشهيرة بأم كريم عاملة أنابيب بوتاجاز وتقوم بحملها وتوصيلها للمنازل بشارع عقل بمنطقة سيدي بشر قبلي لكي تستطيع توفير قوت يومها لسد احتياجاتها ومستلزمات أسرتها. تقول سوريا التي تبلغ من العمر 52 عاماً: انني أعمل بهذه المهنة منذ أكثر من 25 سنة وذلك لمساعدة زوجي الذي كان يعاني أمراضا عديدة وراتبه كان لا يكفي لسد احتياجات أطفالنا الخمسة وبعد وفاة زوجي أصبحت أنا المسئول الوحيد عن الأطفال والمنزل فواصلت عملي في بيع الأنابيب حتي انني اكتسبت سمعة طيبة بين أهالي المنطقة لكفاحي في حياتي. تضيف أم كريم: انها فكرت في العمل بهذه المهنة في الوقت الذي كانت المنطقة بالكامل تعتمد علي أنابيب البوتاجاز وندرة عمال الأنابيب ولكن حالياً وبعد وصول الغاز الطبيعي للمنطقة أصبح الرزق شحيحاً بالمقارنة بالماضي ولكنه يكفي بالكاد لسد احتياجات أبنائي الذين نجحوا في تعليمهم وزواجهم ولم يتبق لديَّ سوي بنت مازالت تدرس في الصف الأول الثانوي وطفل قمت بتبنيه في الصف الرابع الابتدائي. أكدت سوريا انها تعرضت للعديد من المضايقات خلال بداية عملها بهذه المهنة وكانت مطمعاً في نظر العديد ولذلك قامت بقص شعرها وارتداء كاب وتعمد ارتداء ملابس رجالي حتي لا يطمع فيها أحد. وتقول سوريا: انها تبدأ يومها من الساعة الثامنة صباحاً وتعمل حتي الساعة الخامسة مساء يومياً تقوم طوال هذه الفترة بحمل الأنابيب وتوصيلها للمنازل والتجول بين الشوارع والمنازل لعرض الأنابيب علي السكان. تضيف سوريا: ان شهور حملها لم تمنعها من العمل في حمل وتوصيل الأنابيب إلي المنازل بل واصلت عملها طوال شهور حملها وعندما شعرت بالآلام خلال عملها بالشارع قامت بتخزين الأنابيب التي معها ثم ذهبت للمستشفي للولادة وبعد ثلاثة أيام من ولادة ابنتها عادت إلي عملها بالشارع من جديد . مشيرة إلي انها تعتمد علي توفير قوت يومها ولا يوجد مجال للرفاهية أو الجلوس في المنزل ولو ليوم واحد. تقول سوريا : ان أكثر الأيام التي عانت خلالها كانت أيام ثورة 25 يناير وذلك بعد ندرة أنابيب البوتاجاز وقلة الرزق فقمت بالعمل باليومية في أعمال البناء وهدم كصبي مع عمال البناء وذلك لسد احتياجات أبنائي. تقول سوريا: عشت طفولة تعيسة بعد وفاة والدي واضطرار والدتي في العمل .كخياطة داخل المنزل لأهالي المنطقة ولكنني قررت الخروج من المدرسة من الصف السادس الابتدائي لمساعدة والدتي في توفير التزامات المنزل وسد احتياجات اخواتي الستة فقمت بالعمل في العديد من المهن والأعمال ومنها بائعة في محلات ملابس ثم عاملة في مصنع للحلويات ثم مساعدة لسباك ثم عاملة في نقل وتوزيع نشارة الخشب علي المقاهي وأفران الخبز مستقلة عربة كارو. أشارت إلي أن الأعمال التي تتناسب مع السيدات كبائعة في محل ملابس أو عاملة بأحد المصانع يعتبر دخلها ضعيفا للغاية وذلك فإنها أجبرت علي العمل بهذه الأعمال الشاقة. وتتمني سوريا اكتمال رسالتها في الحياة وزواج ابنتها الصغيرة وعودة ابنها الكبير إلي عمله كأمين شرطة بوزارة الداخلية بعد أن تقدم باستقالته عام 2007 لعدم استطاعته التكيف في العمل خلال الممارسات التي كانت تقوم بها الشرطة قبل الثورة.