أوهمنا تيار الإسلام السياسي أن الطريق إلي الله يمر إما عبر الإخوان أو عبر السلفيين.. أو جماعات داعش ومن يدور في مدارها! هب إن صحابياً جليلاً من الذين كانوا حول الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم بعثه الله من رقدته هل سيعترف بجماعة من تلك الجماعات وهل لن يقبل إسلامه إلا إذا تحول إلي إخوان "كذوب" أو سلفي "مخادع".. أو داعشي "قاتل". لقد شوهت هذه الجماعات الإسلام أيما تشويه لم يكن الإسلام يوماً دين قتل وتخريب وكذب ونفاق! الحوادث التي حدثت أول أمس في فرنسا.. الإسلام برئ منها.. ومن أسف أنها تلصق بالإسلام ظلماً وعدوناً. ومناطحة الغرب أو الشرق يا أهل الرشد ليس بحربه وإنما بمقارعته بالعلم والمعرفة.. وأطلبوا العلم من المهد إلي اللحد وأطلبوه ولو في الصين! ولكن كيف ينشأ الدواعش؟ وأي بيئة تلك التي تحتضنهم؟ إن اعترافات الأمير الداعشي في عدد الزميلة الجمهورية الأسبوعي الأخير يجيب لنا عن هذا السؤال! لقد ترعرع ذلك الداعشي في بيئة سلفية بمسقط رأسه بحلوان ورضع منهم ما رضع! لذلك ليس غريباً أن نستدل من كلامه أن السلفيين مفرخة الدواعش! لقد حددت الاعترافات كيف يصبح السلفي داعشياً وشروط ذلك! الشرط الأول هو التعليم الرمادي.. من حيث المستوي والكفاءة.. المستوي يدور حول المؤهل المتوسط والكفاءة! تعليم يقوم علي التلقين بنيته إلي أن يعرف القراءة والكتابة.. الشرط الثاني ليكون داعشياً هو أن يتربي ويترعرع في بيئة سلفية. يقول المتهم إنه وإخوته لم يكملوا تعليمهم وأنه حاصل علي الثانوية العامة وأنه كان يحضر الدروس الدينية التي أهلته علي منهج السلف الصالح ورغم أن انتخابات مجلس الشعب عام 2012 كانت حراماً من وجهة نظر مشايخ السلفية إلا أنه قرر التصويت لصالح مرشحي حزب النور السلفي وأنه قبل ثورة 25 يناير لم يكن له انتماء سياسي بسبب افتاء مشايخ السلفية بأن الخروج علي الحاكم حرام. هذه كلمات المتهم بنصها ولكن ما الذي أوصله لداعش يقول إنه أعطي صوته في انتخابات الرئاسة الأولي للشيخ صلاح أبوإسماعيل ولما استبعد أعطي صوته لمحمد مرسي وتطورت الأمور إلي اشتراكه في اعتصام رابعة ثم هجومه علي قسم شرطة حلوان.. ثم تمكنه من تكوين مجموعة وإن كل حكام المسلمين كفار عدا حكام الدولة الإسلامية "داعش" فقرر وزملاؤه السفر للجهاد مع الدواعش في ليبيا وسوريا ولأنه لم يستطع إخراج جواز سفر فقد قرر الرحيل إلي ليبيا براً وأن شيخه أقنعه إن لم يستطع الذهاب إلي ليبيا فيستطيع الجهاد في سيناء. أرأيتم كيف يتم تشكيل الدواعش: دروس غير قويمة في بعض المساجد.. ثم الالتحاق فيما يسمي جماعة السلف الصالح.. ثم وقد أقنع بأن المجتمع كافر وأن الحاكم كذلك فإنه يري أنه لابد أن يفعل شيئاً لتمكين الإسلام.. هو مسكين لا يدري أنه مغرر به. وإن تمكين الإسلام لا يعني أولئك في شيء بقدر ما تعنيهم السلطة فإن للسلطة سكرات لا يدريها إلا من ذاقها كمرسي.. أو اقترب منها ولم يذقها كأبوالفتوح وقديماً سألوا وزيراً سودانياً: صف لنا السلطة؟! سألهم: ما أحلي مذاق لديكم؟ قالوا: المانجة.. قال: بل أحلي!! ولله دركم أيها السلفيون! كم من جرائم ترتكب!!