تكاثرت الأحداث الإرهابية علي مستوي الشرق الأوسط وطالت فرنسا خلال يوم واحد أو يومين. وتلاحقت لتسبق الأقلام في التعقيب عليها. ووقفت حائراً علي أيها أعلق. خاصة أنها خلفت وراءها مئات القتلي وأحدثت ردود أفعال عالمية. العالم كله ظل يتابع بالأمس الانفجارات الدامية التي وقعت في العاصمة الفرنسية باريس. في الوقت الذي كانت تقام فيه مباراة كرة قدم بين فرنسا وألمانيا.. وكان يحضرها الرئيس الفرنسي فرانسو هولاند الذي سمع بانفجارات هزت ثلاثة مواقع في واقت واحد بباريس. اسرع هولاند بمغادرة الاستاد الذي كانت تقام فيه المباراة وتوجه فوراً إلي وزارة الداخلية لمتابعة هذه الانفجارات التي جعلت العالم كله يتابعها دقيقة بدقيقة. الإنفجارات الفرنسية وقعت في ثلاثة أماكن في وقت واحد.. الأول في أحد المطاعم الشهيرة بوسط العاصمة باريس.. والثاني بالقرب من ملهي ليلي.. والثالث بالقرب من استاد "دو فرانس" شمال العاصمة. وإلي جانب ذلك وقعت عملية خطف رهائن في قاعة مؤتمرات "باتا كالان" بباريس حيث حجز الإرهابيون مئات الناس في هذه القاعة وبدأوا يقتلونهم جماعات جماعات. أسفرت هذه الانفجارات عن سقوط 172 قتيلاً منهم 120 في قاعة "باتا كالان" وال60 الآخرون في الأماكن الأخري.. وهي أكبر عملية إرهابية تتعرض لها فرنسا حتي الآن!! الرئيس هولاند الذي لم ينم الليلة الماضية كان منزعجاً وغاضباً وأعلن معركة بلا رحمة ضد الإرهاب.. كما أعلن حالة الطوارئ في البلاد وأغلق حدود فرنسا مع الدول المجاورة.. وأعلنت فرنسا أنها قتلت خمسة من الإرهابيين. الرئيس الأمريكي بارك أوباما قال إن تلك العمليات الإرهابية التي تعرضت لها فرنسا إنما هي ضد الإنسانية جمعاء.. بينما وصفتها بريطانيا بأنها صادمة!! داعش أعلنت مسئوليتها عن تلك الهجمات.. ونقلت وكالات الأنباء أن الإرهابيين الذين حاصروا المواطنين في قاعة "باتا كالان" كانوا يرددون عبارة "الله أكبر".. وقالت داعش إنها قامت بهذه العملية رداً علي تدخل فرنسا في الحرب الدائرة بسوريا. والسؤال هنا لماذا فرنسا بالذات.. هناك أمريكا التي تقود التحالف الدولي في المنطقة وهناك بريطانيا وغيرها من الدول الغربية.. فما هو الهدف من استهداف فرنسا في هذه الجريمة التي هزت العالم؟! كانت قد سبق هذه العملية الإرهابية التي تعرضت لها فرنسا هجوم إرهابي علي لبنان في عمل مشابه لما حدث في العاصمة باريس.. حيث قام اثنان من الإرهابيين بتفجير أنفسهما وسط تجمعات كبيرة في "برج البراجنة" جنوببيروت واسفر الحادث عن مصرع 43 شخصاً وإصابة 240 آخرين. وفي مصر.. مازالت بعض الأعمال الإرهابية تحاول اثبات وجودها بعد الضربات القاتلة التي تلقتها تلك التنظيمات في طول البلاد وعرضها.. حيث انفجرت عبوة ناسفة في محيط محكمة مصر الجديدة واصابت بعض الأشخاص وعثر علي عبوة أخري بجوار كشك للمرور في المنطقة قبل أن تنفجر.. وهذه هي المرة الثانية التي يستهدفها الإرهابيون عند المحكمة ومازالت قوات الأمن تقوم بتفريغ كاميرات المنطقة. لكن كاميرات السكة الحديد كشفت عن الإرهابي الذي اشعل النيران في احدي عربات القطار بمحطة مصر.. وقبضت عليه الشرطة وسلمته إلي النيابة بينما استشهد ضابط من القوات المسلحة أثر انفجار عبوة ناسفة في العريش. ولم تزل مصر تعاني الكثير بعد سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء والتي اسفرت عن مقتل ركابها البالغ عددهم 224 شخصاً.. واعلنت كل من بريطانياوروسيا تعليق رحلاتها إلي مصر.. وقررت روسيا منع استقبال أية طائرات مصرية في مطاراتها. المنطقة تعيش في حالة حرب حقيقية ضد التنظيمات الإرهابية التي مدت نشاطها إلي عاصمة فرنساباريس.. والأمر يتطلب وقفة دولية حاسمة لمواجهة هذه الظاهرة. والغريب أن الإرهاب لا يستطيع الاقتراب من إسرائيل.. ويقتل من يدعون أنهم إسلاميون اخوانهم من المسلمين.. بل تخطي نشاطهم ليطول فرنسا. السؤال الملح: لماذا تطمئن إسرائيل من أنها لن يقترب منها الإرهاب؟! ولماذا لا يستطيع الوصول إلي أمريكاوبريطانيا حتي الآن؟! هل هناك سر وراء ذلك؟!