جيل ثورة 23 يوليو 1952 هم أنفسهم جيل ثورة 25 يناير! لاتشهق تعجبا. وتتهمني بالتخريف أو الهرطقة.. فأنا أعني ما أقول تماما.. المخلصون للثورة الأولي الذين حلموا بحكم ديمقراطي وبمصر حرة وعالية المكان. هم أو من بقي منهم ضمن جيل الثورة الثانية. قلوبهم الشابة وعقولهم المؤمنة بقدرة هذا الشعب علي الانجاب بالاضافة الي إحباطاتهم العميقة وحزنهم الطويل بسبب ماجري لمصر من مهانة واهانة ولشعبها من فقر وجهل ومرض بعد اكثر من نصف قرن. ابناء هذا الجيل "القديم" يمثلون حائطا يصد عن الابناء والاحفاد جحافل الاشرار المتربصين يهم. الثورة الاولي "1952" تم الاجهاز عليها وعلي مبادئها. بفعل منظم ولصالح قلة أخذت كل شيء ولم تترك سوي الفتات.. ومنذ سنوات بعيدة.. بعيدة جدا وكأنها الدهر وجيل ثورة 1952 يضع يده علي خده ويمتلئ صدره بالحسرة بينما يتأمل ما آلت اليه الأمور. ورغم ذلك ظل يحلم ومازال شابا يبعث أمله من جديد ولم تبخل عليه مصر بأجيال تؤكد ان حلمه ليس وهما. الكهول واعني من يحملون قلوبا كهله يعانون من "أمراض" اسمها "الحداثة" و"التنوير" والعلم. هؤلاء الكهول لايمكن أن يكونوا من جيل أي ثورة حتي لو كانوا من الشباب. اللهم الا ثورة ضد العلم والحضارة والحياة الكريمة.. وجودهم ثقيل جدا وتصريحاتهم في الصحف تثير الغثيان. عقولهم تجمدت لاتنتج الا القيود والفخاخ وقنابل الدخان التي تطمس أي نور وتجرنا جراً الي نفايات التاريخ. جيل الثورة الاولي "1952" "موكوس" تم السطو علي ثورته وأصيب بنكبة تلو الاخري. وديكتاتور وراء الاخر.. محكوم بقلب بارد ومنهوبة ثرواته بسيكلوجية هجام. كل واحد فيه يكذب بصفاقة. ويتحايل علي الاحلام بالاوهام أو بالزنانين والجلادين. وقد فاجأه "الأمل" مقبلا يزهو وسط حشود الميادين وحناجر الملايين.. طوال 18 يوما يضرب المثل علي قوة الارادة حتي تنحي الذي لم يكن أبدا مباركا وانما بارك علي انفاس الغالبية العظمي من هذا الشعب. مع ذكري ثورة يولية هناك من يتربص بثورة 25 يناير كل يوم يمر يحمل علامة علي "الخيانة" إشارة بأن اجهزة الثورة المضادة يقظة. نشاطها لايهدأ. والذين سلبوا ونهبوا وسطوا وقتلوا وفسقوا وافسدوا الحياة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا يمرحون ومازالوا يتربصون. احتفالنا بثورة 23 يوليه لايعني أي شئ الا اذا كان هذا الاحتفال احتفاء بثورة 25 يناير وبعثا للشعار الذي يؤكد ان جيشي الثورة الأولي وشعب الثورة الثانية في خندق واحد ومصير واحد مشترك وليس مجرد يد واحدة.