وصف د. طارق عكاشة رئيس جمعية الزهايمر وأستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس الزهايمر بأنه يمثل وباء العصر حيث تزداد نسب الإصابة سنوياً بسبب ارتفاع معدل الاعمار بجانب الإصابة بالأمراض المزمنة وإهمال الرعاية الصحية والافراط في التدخين لذلك من المتوقع ان يصل عدد المرضي في مصر إلي حوالي مليون شخص عام .2030 قال في حواره ل "المساء الأسبوعية" ان المرحلة الثانية تشهد الإصابة بالاكتئاب والشلل إلي جانب اعراض أخري تؤثر علي الحالة الصحية لينتقل منها المرضي إلي المرحلة الثالثة والأخيرة التي تنتهي بالوفاة. أكد ان المرأة هي الأكثر عرضة للإصابة نتيجة لتعرضها للتوتر والاكتئاب ولارتفاع متوسط اعمار السيدات كذلك أصحاب المهن اليدوية الذين نادراً ما يستخدمون عقلهم في التفكير. أشار إلي ان دور المسنين المؤهلة لرعاية المرضي قليلة جداً وتحتاج إلي امكانيات وتجهيزات تساعد في نجاح العلاج خاصة وان المرضي بحاجة إلي متابعة مستمرة علي مدار ال24 ساعة.. أوضح ان المادة 83 من الدستور بمثابة طوق النجاة للأجيال القادمة لانها تنص صراحة علي توفير الرعاية والحياة الكريمة للمسنين إلي جانب تقديم كافة الخدمات الصحية والاجتماعية اللائقة لهذه الفئة لعدم تعرضهم لتدهور الحالة النفسية والصحية. * ما حقيقة الإصابة بمرض الزهايمر في مصر؟ ** الإصابات بمرض الزهايمر والديمنيشيا أي الخرف والعته تزداد علي مستوي العالم وطبقاً للدراسات والاحصائيات التي قامت بها الجمعية العالمية للزهايمر ان معدل الإصابة وصل إلي 47 مليون مريض عام 2015 موزعين كالآتي 4 ملايين مريض في افريقيا 9.5 مليون مريض في الأمريكتين 10.5 مليون مريض في أوروبا 22 مليون مريض في آسيا ومن المتوقع ان يصل العدد إلي 75 مليون مريض عام 2030 و131 مليون مريض عام 2050 في العالم. أي ان الاصابات في ازدياد لذلك نحذر من الآن انه الوباء الجديد ويجب عدم اضاعة الوقت فلابد من التخطيط الجيد بتوفير الخدمات الطبية والاجتماعية لمواجهة المشكلة بدلا من الانتظار حتي وقوعها لنفكر في سيناريوهات الحل. أما عن معدل الإصابات في مصر فهو ما يقرب من 400 إلي 450 ألف مريض ومتوقع ان يصل عام 2030 ان تتراوح اعداد المرض ما بين 80 ألفاً - مليون شخص وعام 2050 2 مليون مريض. وطبقاً للاحصائية التي أعلنها الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء نجد ان 7% من مجموع الشعب فوق سن ال60 وهي المرحلة العمرية التي تحدث فيها الإصابة بالمرض وتبلغ نسبة المصابين بالمرض في هذه السن 98%. * وماذا تقدم لهم الجمعية من خدمات؟ ** لقد تم تأسيس الجمعية عام 1998 علي يد رائد طب المسنين د. عبدالمنعم عاشور وحققت نجاحاً كبيراً في مجال الرعاية والاهتمام بالمرض إلي ان أصبحت عام 2012 عضواً عاملاً في الجمعية العالمية للزهايمر. الجمعية أيضاً تحرص علي إقامة دورات تدريبية مجانية لمن يطلق عليهم راعي المسن لأن تطوير قدرات هذا الشخص أمر هام وجزء لا يتجزأ من منظومة العلاج بجانب الندوات التثقيفية لتوعية المواطنين وضرورة الاهتمام بالمسنين وخاصة مرض الزهايمر. أيضاً نقوم بعقد المؤتمرات العلمية للمتخصصين للوقوف علي كل ما هو جديد في العالم. * هل لديكم الامكانيات والتمويل اللازم الذي يساعدكم في أداء الرسالة؟ ** تصلنا تبرعات لكنها محدودة بسبب عدم الاهتمام والوعي بالدور الذي تؤديه الجمعيات الأهلية خاصة في هذا المجال. اتمني أن يزداد الاهتمام وتنتشر ثقافة العناية والرعاية بالمسنين بصفة عامة حتي نحقق أفضل النتائج في الحفاظ عليهم صحياً واجتماعياً. * ما هي الأعراض المصاحبة للمرض؟ ** يمر المريض بثلاث مراحل الأولي لا يشعر بها الشخص نفسه أو أفراد أسرته وهي تبدأ بفقدان الذاكرة للأحداث القريبة لأننا بكل أسف نعتقد ان الذاكرة القوية هي تذكر أحداث الماضي وهذا خطأ كبير لان الماضي تم تخزينه في المخ إلي جانب ظهور بطء في سلوكيات المريض واستغراقه فترات أطول في الأعمال البسيطة وقيامه بحركات زائدة وغير هادفة إلي جانب حدوث بعض التوهان البسيط للزمان والمكان. أما في المرحلة الثانية فتزداد حدة الاعراض السابقة إلي جانب اصابة الجهاز العصبي فالشلل الاهتزازي واختلال طريقة المشي والإصابة بالاكتئاب ومشاكل في النوم وفقدان القدرة علي التركيز والتخطيط وهنا يدرك المحيطون بالمريض اصابته بالزهايمر. أما المرحلة الثالثة والأخيرة تتطور الاعراض بصورة حادة فيصبح المريض كالطفل بحاجة إلي رعاية كاملة وقد يصاب بالعجز السمعي والبصري وتنتهي بالوفاة وتستغرق من الفترة الزمنية من بداية التشخيص حتي الوفاة من 3 سنوات إلي 7 سنوات. * هل يتوافر لدينا الأدوية التي تقضي علي المرض؟ ** بداية لا توجد في العالم أدوية تقضي نهائياً علي المرض ولكن العلاجات المتوفرة وظيفتها الابطاء من تدهور الحالة وما نعطيه للمريض المصري من أدوية هي نفس الأنواع الموجودة في الخارج بالضبط وهي تعمل علي زيادة مادة الاساتيل كورين الموجودة في المخ فمن المعروف ان المشكلة الرئيسية في إصابة الخلايا العصبية الموصلة للمخ من نقص مادة الاساتيل كورين وترسب مادة بروتينية نشوية معروفة بالامايلويد الأدوية المستوردة متوفرة وكذلك مثيلاتها من الإنتاج المحلي واسعارها في متناول الجميع. * وماذا عن الأبحاث والتجارب الجديدة في العالم؟ ** منذ عام 1906 عندما اكتشف العالم الألماني جليوس الزهايمر الاصابة بالنسيان التي تحدث لمن يتخطي ال60 عاماً ثم وفاته عاش العالم فترة لم يتم الاهتمام فيها بالمرض ولكن في فترة الاربعينيات بدأ يتجدد الحديث مرة أخري عن الأعراض والتغييرات التي تصيب المخ خاصة بعد اصابة العديد من الشخصيات المشهورة وبدأت الدول الكبري إجراء الأبحاث في فترة السبعينيات. أما فيما يتعلق بالأبحاث توجد الآن دراسات وتجارب ناجحة يتم اجراؤها علي الفئران وهي مبشرة إلي حد كبير فقد تم اكتشاف بعض العقاقير التي تمنع تكوين المادة النشوية وترسبها واعتقد إذا نجحت جميع الاختبارات ستيم التوصل إلي عقار جديد يعالج الزهايمر خلال العشر سنوات القادمة. * هل يعني ان الإصابة بالمرض لا تحدث قبل هذه المرحلة العمرية؟ ** تحدث الإصابة في مراحل مبكرة بنسبة ضئيلة لا تزيد علي 3% وغالباً بسبب وجود عوامل جينية. * هل هناك فحوصات أو اختبارات لمعرفة الإصابة من عدمها؟ ** توجد تحاليل لكنها غير متوفرة في مصر في الوقت الحالي كما انها ليست منتشرة لأن هناك الكثير من المتخصصين يجدون صعوبة إبلاغ الشخص بأنه عرضة للاصابة بالزهايمر خاصة إذا تم الاكتشاف في مرحلة مبكرة من العمر نظراً لانه في الوقت الحالي كما سبق وذكرت لم يتم التوصل لعلاج يشفي المريض تماماً. * من الأكثر إصابة السيدات أم الرجال؟ ** السيدات هن الأكثر إصابة من الرجال البعض يرجع ذلك لنقص هرمون الاستيروجين في مرحلة الخمسينات وأيضاً لأن السيدات اكثر عرضة للتوتر والاكتئاب ومن المعروف ان متوسط عمر المرأة أطول من الرجل. وأريد إيضاح نقطة هامة تتعلق بنوعية المصابين فالإصابة تزداد بين الأشخاص الذين يفتقدون استخدام التفكيرفي عملهم عكس الفئات التي تستخدم عقلهم بصفة مستمرة نتيجة لطبيعة عملها مثل الأطباء والمهندسين والصحفيين. * هناك شكوي عامة من ضعف الذاكرة وسرعة النسيان هل يعني ذلك بداية الإصابة بالزهايمر؟ ** ما يعاني منه معظم الأشخاص هو عدم التركيز وليس ضعف الذاكرة ويحدث ذلك نتيجة لزيادة الأعباء والمسئوليات وانشغال الذهن في عدة موضوعات ولا تعني علي الاطلاق الإصابة بمرض الزهايمر. * ما مدي الاهتمام والتوعية الصحية بالمرض؟ ** للأسف لا يوجد وعي مجتعي مرتفع بالتعامل مع المرضي لذلك يجب علي وزارة الصحة والتضامن الاجتماعي الاهتمام بتقديم الرعاية والعلاج اللازمين خاصة وان الدستور الجديد نص في المادة 83 الخاصة بالمسنين علي توفير الحياة الكريمة وتقديم الخدمات اللائقة. أي ان الدولة مكلفة برعاية الشيخوخة ومطالبة بكافة خدمات التأمين الاجتماعي والصحي لهذه الفئة التي بحاجة إلي المساعدة وتوفير أكبر قدر من الدعم في ظروفها الطبيعية وليست المرضية فقط. * دور الرعاية ومراكز الايواء هل هي مؤهلة بشكل يتناسب مع جميع حالات الإصابة؟ ** من المعروف ان المريض بحاجة إلي رعاية مستمرة طوال ال24 ساعة ويحتاج أيضاً للعلاج النفسي والاجتماعي وأعداد دور المسنين المؤهلة قليلة وليست جميعها مجهزة للقيام بهذه المهمة.. بجانب ان رعاية المسنين تتطلب مهارات وقدرات خاصة كما ان تغيير المكان يزيد من احساس مريض الزهايمر بالارتباك والقلق. المرض يتطلب رعاية وعناية فائقة خاصة في مراحله الأخيرة من هنا نؤكد علي ضرورة وأهمية الارتقاء بالتدريب لرفع قدرات ومهارات راعي المريض. * ما هي النصائح التي تقدمها للحد من الإصابة بالزهايمر: ** الاهتمام بالصحة العامة والحركة والنشاط والحفاظ علي الوظائف المعرفية مثل القراءة والعمليات الحسابية وكافة الأنشطة التي تحفز عمل المخ وتساهم في بناء خلايا جديدة التواصل الاجتماعي مطلوب وكذلك ممارسة الرياضة والابتعاد عن التدخين والحفاظ علي صحة القلب والحد من ارتفاع الكوليسترول فكلها أمراض من شأنها تدمير الأوعية الدموية وتزيد من فرصة الإصابة بالديمنشيا. أؤكد ان المساندة الاجتماعية مطلوبة وتعطي نوعاً من الاطمئنان لابد من عودة الترابط الأسري والتواصل مع الأصدقاء. * ما خطورة الافراط في استخدام المسكنات أو المهدئات؟ ** استخدام هذه الأنواع من الأدوية بدون إشراف طبي خطأ لابد من البحث عن الأسباب التي تدفع الإنسان إلي اللجوء لاستخدام مهدئ أو مسكن والخطر ليس فقط علي الجهاز العصبي ولكن علي سائر أجهزة الجسم.