نظمت جمعية الزهايمر مصر بالتعاون مع كلية الطب جامعة عين شمس مؤتمرًا علميًا احتفالًا باليوم العالمي للزهايمر تحت عنوان "الأثر العالمى لتدهور الذاكرة" بهدف تسليط الضوء على معدل الإصابة بمرض الزهايمر في الدول النامية ودول العالم. وناقش المؤتمر عوامل انتشار المرض، وتدهور الذاكرة لدى المسنين والاضطرابات الصحية المصاحبة للمرض، وعرض التدخلات الصحية الممكنة للحد من الإصابة بالمرض وتكاليف علاجه إقليميًا وعالميًا. وأكد الدكتور طارق عكاشة أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس ورئيس الجمعية أن 6% من الشعب المصري مصابون بالزهايمر أي ما يعادل من 350 إلى 400 ألف مريض، ويبلغ عدد مرضي الزهايمر على مستوى العالم 38 مليون مريض، ومن المتوقع أن يصل عدد المصابين بالمرض على مستوى العالم إلى 120 مليون مريض بحلول عام 2050. وأوضح أن الزهايمر هو السبب الأكثر شيوعًا للخرف "الديمنشيا" وهو عبارة عن ضمور في خلايا المخ السليمة، يؤدي إلى تراجع مستمر في الذاكرة وفي القدرات العقلية والذهنية، وهو ليس مرحلة طبيعية من مراحل الشيخوخة، لكن احتمال الإصابة به يتزايد مع تقدم العمر فنحو 5% من الناس في سن 65 -74 عامًا يعانون من مرض الزهايمر، بينما نسبة المصابين بالزهايمر بين المسنين في عمر 85 عاما وما فوق تصل إلى نحو 50%. وأشار إلى أن مرض الزهايمر يمر بثلاثة مراحل تبدأ بفقدان في الذاكرة للأحداث القريبة، وبطء في أداء الأعمال اليومية، وصعوبة في إيجاد الكلمات والألفاظ، واختلال في إدراك الزمان والمكان، أما المرحلة الثانية فتزيد الأعراض السابقة ويصاب الشخص بالشلل الرعاش واختلال في طريقة المشي والاكتئاب ومشاكل في النوم، وفقدان القدرة على التخطيط وعلى التحكم في التبول والتبرز، أما المرحلة الثالثة والأخيرة فيصبح المريض في حالة طفولية يحتاج إلى رعاية كاملة في المأكل والملبس وكل أمور حياته وتنتهي بالوفاة. وأضاف الدكتور عكاشة أنه لا يوجد حتى الآن علاج ل ألزهايمر ولكن الموجود حاليًا علاجات تعمل فقط على إبطاء تقدم أعراض المرض مثل مثبطات الكولاين، ولكن هناك بعض التعليمات التي تساعد في الوقاية من المرض أو تأخير الإصابة به، من أهمها أن يهتم الإنسان بصحة قلبه فالتدخين وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول والسكري والسمنة من شأنها تدمير الأوعية الدموية وزيادة فرصة الإصابة بالديمنشيا (الخرف)، أيضًا اتباع نظام غذائى صحى والابتعاد عن الاغذية المشبعة بالدهون وممارسة الرياضة. وألقت الدكتورة غادة مراد أستاذ مساعد التمريض النفسي وأمين عام الجمعية محاضرة حول الرعاية النفسية والتواصل مع مريض ألزهايمر، تضمنت عدة تعليمات لرعاية مريض ألزهايمر من أهمها الحفاظ على استقلالية المريض وكرامته وتجنب أي صراع معه، تبسيط المهام مثل ترتيب ملابسه بشكل يسهل على المريض ارتداءها، وعدم وضع الطعام في أوان سهلة الكسر، ووضع متعلقات المريض في أماكن واضحة له. كما أشارت إلى بعض المشكلات المصاحبة لمرض الزهايمر، ومن أهمها السلوك التكراري، ونسيان المريض للأشياء والأشخاص، ونصحت راعي مريض الزهايمر بالمداومة على تكرار أسماء الأشياء والأشخاص، ووضع الأشياء في أماكنها المألوفة لدى المريض، مضيفة أنه من المشكلات المصاحبة ايضًا للمرض الهلاوس واضطرابات النوم وللتغلب عليها دعت إلى ضرورة التأكد من سلامة حاسة البصر والسمع عند المريض وعدم مجادلته إزاء ما يراه أو يسمعه ومحاولة صرف انتباهه عن ذلك. وشددت على ضرورة التقليل من ساعات نوم المريض أثناء النهار، وتقليل تناوله للمنبهات والتأكد من راحة المريض وقت النوم، أما عن مشكلة التجوال فأكدت على أهمية تأمين المنزل، وإغلاقه جيدا، وإعطاء المريض مساحة أكبر للحركة الآمنة، مع الاحتفاظ بصورة حديثة له كإجراء احترازي، وعن عدوانية المريض فنصحت بمحاولة تهدئته واكتشاف أسباب ثورته وتجنبها مستقبلًا ،وعدم إظهار أي خوف أو انزعاج أمام المريض.