حادث سقوط الطائرة الروسية وسط سيناء ومصرع جميع ركابها وطاقمها سيؤثر دون أدني شك بالسالب علي حركة السياحة العالمية الوافدة إلي منتجع شرم الشيخ الذي يقصده عشرات الآلاف من السائحين من جميع أنحاء العالم للتمتع بالجو الدافئ والساحر بعيداً عن الصقيع والثلوج في بلادهم خاصة ونحن في بداية فصل الشتاء حيث تزداد حركة السياحة إلي شرم الشيخ والغردقة ومرسي علم وأسوان. لقد جاء حادث سقوط الطائرة الروسية في الوقت الذي كانت السياحة المصرية قد بدأت تتعافي بعد أربع سنوات عجاف عاني منها القطاع السياحي بأكمله من عاملين وأصحاب شركات كان يحدوهم الأمل في ازدهار وانتعاش الحركة السياحية من جديد هذا العام خاصة أنهم في بداية الموسم فضلاً عن أن وزارة السياحة كانت تستعد لحملة عالمية للترويج للسياحة الوافدة إلي مصر. لقد قررت عدة دول أجنبية أهمها روسيا وقف رحلاتها إلي شرم الشيخ بعد أن استبقت كل من بريطانيا وأمريكا نتائج التحقيقات في حادث سقوط الطائرة الروسية ورجحتا سقوطها بعبوة ناسفة وكأن الدولتين علي علم تام بأبعاد هذا الحادث المؤلم ومعرفة مرتكبيه علي فرضية الانتقام من موسكو بسبب تدخلها العسكري في سوريا وهي كلها تكهنات لا يمكن الجزم بها أو التأكد منها كما أن التحقيقات في هذا الحادث لم تنته بعد وهو ما دفع روسيا إلي تعليق رحلاتها إلي مصر لحين الانتهاء من التحقيقات. السؤال.. كيف يمكن لمصر أن تتجاوز تداعيات هذا الحادث في أسرع وقت خاصة أن السياحة في شرم الشيخ كانت تعتمد بشكل كبير علي السياحة الروسية؟.. أولا يجب أن نثبت للعالم كله أن شرم الشيخ آمنة هي ومطارها وذلك عن طريق تنشيط السياحة الداخلية إلي هذه المدينة الساحرة فهناك ملايين المصريين الذين لا يعرفون شيئاً عن شرم الشيخ ولم يزوروها قط ويمكن تنظيم رحلات لطلاب الجامعات والعاملين في القطاعين الحكومي والخاص بأسعار مخفضة في تذاكر الطيران والإقامة. إن السائح الروسي كان ينفق حوالي 30 دولاراً في اليوم نظير الإقامة الكاملة في أحد المنتجعات السياحية بشرم الشيخ وهو مبلغ زهيد يمكن للمواطن المصري أن يتحمله في سبيل التمتع بإجازة سعيدة ولذا يجب علي جميع الأجهزة المعنية العمل بأسرع وقت لتنشيط السياحة الداخلية حتي نثبت للعالم كله أن شرم الشيخ لن تموت أبداً وفي المقابل وضع قيود علي الدولة التي قررت وقف أو تعليق رحلاتها مثل فرض رسوم 300 دولار علي تأشيرة أي سائح يرغب في السفر إلي مصر.. وقتها فقط سيلهث السائح الأجنبي من أجل الذهاب إلي مصر من جديد.