تظل الثقة في مقومات مصر السياحية لا حدود لها.. ذلك أن العالم كله يعرف أن مصر مقصد سياحي فريد ولا مثيل له.. . وبالتالي فإن الكل يجزم بأن السياحة المصرية لا تموت... ربما تمرض وتتعب وتعاني, كما هو حادث الآن.. لكنها ستتعافي وتعود إلي سيرتها الأولي... لأن زيارة مصر ستظل حلما يراود كل سائحي العالم.. والدليل البسيط هو هذا التقرير الذي ننشره اليوم عن وكالة الأنباء الألمانية.. الذي جاء فيه: عارض سائحون أوروبيون يقضون إجازاتهم السنوية في أحد منتجعات مدينة مرسي علم المطلة علي سواحل البحر الأحمر قرارات حكومات بلادهم بحظر السفر إلي مصر, مشيرين إلي أن الواقع في مصر ومنتجعاتها السياحية مختلف تماما عما يرونه في وسائل الإعلام الأوروبية عن الأوضاع الأمنية بمصر. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية في تقرير لها من البحر الأحمر عن سائحة بريطانية تدعي ليندا هافي أن أصدقاء لها أصيبوا بالهلع حين أخبرتهم بأنها تقضي إجازتها في مصر بسبب ما تبثه وتنشره وسائل الإعلام في بلادها عن الأحداث في مصر, وأشارت إلي أن أي مواطن بريطاني يتابع ما يذاع وينشر عن مصر يشعر أن مصر في حالة حرب. وأضافت ليندا في تصريحاتها أن ذلك علي غير الحقيقة تماما, وقالت إنها تقضي إجازتها في مدينة مرسي علم المصرية في أمن وأمان وسعادة وراحة. وقالت أيضا إنها تبعث برسالة لأصدقائها ولسائحي بلادها تدعوهم فيها لزيارة مصر والاستمتاع بجوها الرائع ومنتجعاتها المطلة علي البحر الأحمر, حيث الحياة الهادئة والمياه الصافية والجو الرائع. أما زوجها تري هافي فقال إنه يعارض قرار بلاده بحظر سفر السائحين البريطانيين إلي مصر, مشيرا إلي أنه لا توجد أي مخاطر في السفر لمدن مصر السياحية, وأضاف أن قرار الحظر جعل هناك مزيدا من المصروفات وإهدار الوقت لعدم وجود رحلات إلي مصر من كل المطارات واقتصارها علي مطارات بعينها في بلاده, كما أن السفر من بريطانيا إلي مصر مقصور علي مدن الغردقة وشرم الشيخ ومرسي علم. ومن جانبها قالت سائحة ألمانية تدعي ورلا بيتا إنها خالفت قرار الحكومة الألمانية بحظر السفر إلي مصر وقررت المجيء إلي مدينة مرسي علم لقضاء أجازتها بصحبة أصدقائها, مؤكدة أنها تشعر بالأمان, ولا يوجد ما يقلقها, حيث تقضي إجازتها بصورة طبيعية, لكنها أشارت في حديثها إلي أن بعض السائحين من بلدها تأثروا بالفعل بقرار حكومة بلدهم, واتجهوا لقضاء إجازاتهم في تركيا, وبعض المقاصد السياحية الأخري. ..وهكذا تظل مصر هي حلم وقبلة السائحين في العالم, كما جاء في التقرير السابق.. أو كما شهد شاهد من أهلها... أقصد من أهل السياحة الأجنبية الوافدة إلي مصر. وإذا كانت السطور السابقة تعطينا كثيرا من الأمل في عودة السياحة إلي مصر حال استقرار الأوضاع الأمنية... فإنه علي المستوي الرسمي يواصل هشام زعزوع وزير السياحة محاولاته لإعادة حركة السياحة إلي مصر, فقد زار هذا الأسبوع عاصمتين مهمتين, وهما لندنوموسكو, وكان الحديث فيها حول رفع تحذيرات السفر أو تخفيفها, خاصة إلي البحر الأحمر والأقصر وأسوان, وتأكيد أن هذه المقاصد السياحية المصرية أمنة بشكل عام ولا شيء فيها ضد السياحة إطلاقا. ففي لندن التقي الوزير مع ممثلي كبري منظمي الرحلات بالمملكة المتحدة حيث استعراض الموقف الراهن في مصر وأوضح حقيقة الموقف لشركاء المهنة في السوق البريطانية بخصوص ثورة03 يونيو, وأكد لشركاء المهنة أنها ثورة شعبية بامتياز, ولا يمكن توصيفها بأنها انقلاب, حيث إنها كانت مطلبا شعبيا ملحا, كما أكد الوزير الدور الذي تبذله الحكومة الحالية لاستعادة الأمن بالشارع المصري, وتصميم الحكومة علي اقتلاع جذور الإرهاب, وذلك لاستعادة الأمن الذي دائما ما تميزت به مصر. وفي موسكو التقي وزير السياحة ووزير الخارجية مع السيد سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي حيث تمت مناقشة الوضع الراهن بالشرق الأوسط, وأهمية رفع حظر سفر السائحين الروس إلي مصر, وعقب اللقاء أكد زعزوع أن المؤشرات طيبة للغاية, فيما يتعلق بتخفيف حدة تحذير السفر إلي مصر أو رفعه تماما في أسرع وقت بناء علي قيام خبراء أمنيين بزيارة المناطق السياحية في مصر, ونقل تقرير إيجابي عن الوضع الحالي بها, حيث يصل اليوم وفد من الخارجية الروسية وخبراء أمنيين الي البحر الأحمر لتفقد الأوضاع الأمنية. وقد أعرب وزير السياحة خلال زيارته عن أمله في أن يقدم الجانب الحكومي الروسي بوادر إيجابية لقرب رفع حظر السفر إلي مصر أو أن يتم استثناء مناطق محافظتي البحر الأحمر وجنوب سيناء من القرار علي الاقل, وقد التقي الوزير مع الكسندر رادكوف رئيس الوكالة الفيدرالية للسياحة الروسية, وعدد من ممثلي القطاع السياحي الحكومي الروسي. وأشار إلي إنه ناقش مع السفير الروسي بالقاهرة, موضوع التأمين علي السائحين الروس وسرعة الإجلاء الطبي لهم في حالة وقوع حوادث علاوة علي أنه سيتم وبالتنسيق من خلال المكتب السياحي بموسكو استحداث برامج سياحية لطلبة المدارس والشباب في روسيا, وأيضا لتنشيط السياحة الدينية في مصر من خلال برنامج مسار العائلة المقدسة. وتلخيصا للقاءات وزير السياحة مع المسئولين في لندنوموسكو, نؤكد أن هناك مؤشرات ايجابية لرفع الحظر السياحي من روسيا إلي مصر خلال الايام القليلة القادمة, بعد انتهاء زيارة وفد الخارجية الروسية, كما أن عددا من منظمي الرحلات الانجليز يواصلون رحلاتهم إلي مصر, ومن المهم أيضا الإشارة الي أن شركة توماس كوك للسياحة وكوندور للطيران في ألمانيا أعلنت أمس أنها ستعيد رحلاتها من ألمانيا إلي البحر الأحمر مع بداية الشهر المقبل. وهكذا... تتواصل الجهود لعودة حركة السياحة.. ويتواصل الأمل في غد أفضل.. فلا حياة بدون عمل وأمل...!.