عارض سياح أوروبيون يقضون إجازاتهم السنوية في منتجع مطل على سواحل البحر الأحمر بمدينة مرسى علم، قرارات حكومات بلادهم بحظر السفر إلى مصر ، مشيرين إلى أن الواقع في مصر ومنتجعاتها السياحية مختلف تمامًا عما يرونه في وسائل الإعلام الأوروبية عن الأوضاع الأمنية بمصر. وقالت المواطنة البريطانية "ليندا هافى " لوكالة الأنباء الألمانية( د. ب.أ) إن أصدقاء لها أصيبوا بالهلع حين أخبرتهم بقضاء إجازتها في مصر، بسبب ما تبثه وتنشره وسائل الإعلام في بلادها عن الأحداث في مصر، وأن أي مواطن بريطاني يتابع ما يذاع وينشر عن مصر يشعر بأن مصر "في حالة حرب". وأكدت أن ذلك "على غير الحقيقة" حيث إنها تقضى إجازتها في مدينة مرسى علم المصرية في أمن وأمان وسعادة وراحة، وقالت إنها تبعث برسالة لأصدقائها وسياح بلادها تدعوهم فيها لزيارة مصر والاستمتاع بجوها الرائع ومنتجعاتها المطلة على البحر الأحمر، حيث الحياة الهادئة والمياه الصافية والجو الرائع. فيما قال زوجها ترى هافى إنه يعارض قرار بلاده بحظر سفر السياح البريطانيين إلى مصر، مشيرا إلى أنه لا توجد أي مخاطر في السفر لمدن مصر السياحية، وأشار إلى أن قرار الحظر جعل هناك مزيدا من المصروفات وإهدار الوقت لعدم وجود رحلات إلى مصر من كل المطارات واقتصارها على مطارات بعينها في بلاده، كما أن السفر من بريطانيا إلى مصر قاصر على مدن الغردقة وشرم الشيخ ومرسى علم. وقالت المواطنة الألمانية "ورلا بيتا" ل ( د.ب.أ) إنها خالفت قرار الحكومة الألمانية بحظر السفر إلى مصر وقررت المجيء إلى مدينة مرسى علم لقضاء إجازتها بصحبة أصدقائها، مؤكدة أنها تشعر بالأمان ولا يوجد ما يقلقها، حيث تقضى إجازتها بصورة طبيعية، لكنها أشارت في حديثها إلى أن بعض سياح بلادها تأثروا بقرار حكومة بلدهم، واتجهوا لقضاء إجازاتهم في تركيا وبعض المقاصد السياحية الأخرى. إلى ذلك قال المدير العام لمنتجع "لامايا" المطل على شواطئ البحر الأحمر في شمال مدينة مرسى علم، إن نسبة الإشغال السياحي في المنتجع تشهد تصاعدا تدريجيا، حيث ارتفعت من 10 بالمئة في الأسبوع الماضي إلى 15 بالمائة هذا الأسبوع، فيما تتزايد الآمال في قيام بعض البلدان الأوروبية برفع الحظر عن سفر مواطنيها إلى المقاصد السياحية المصرية. وتتوافق نسبة الإشغال بمنتجع لامايا مع نسب الإشغال بمدينة مرسى علم التي تقترب نسب الإشغال الفندقي بمنتجعاتها من 15 بالمائة ، لكن بعض المنتجعات أغلقت أبوابها بسبب قلة عدد السياح، واستغلت ذلك بحسب قول خبراء سياحيين في القيام بأعمال تجديدات استعدادا لعودة التدفقات السياحية مجددا. ويطالب الخبير السياحي جمال أحمد محمود ب"دور أكبر لشركة مصر للطيران في الجهود الجارية لتجاوز الأزمة السياحية بالبلاد"، مشيرا إلى أن مطار مرسى علم يستقبل ست رحلات طيران ألمانية في كل أسبوع، بجانب رحلة طيران بولندية واحدة في كل أسبوع بمبادرة خاصة من رجل أعمال مصري. وطالب الخبير السياحي بتسيير رحلات طيران مصرية مباشرة لربط المقاصد السياحية المصرية في الأقصر ومرسى علم والغردقة وشرم الشيخ وأسوان، بالمدن والعواصم الأوروبية لتشجيع السياح الأوروبيين ومنظمي الرحلات السياحية على العودة لمصر. يذكر أن مدينة مرسى علم هي ميناء ومركز سياحي بحري في جنوب محافظة البحر الأحمر، والمدينة حديثة النشأة وكانت حتى وقت قريب قرية وميناء صخري تبعد عن مدينة الغردقة حوالي 280 كيلومترا وتبعد عن مدينة سفاجا بحوالي 220 كيلو مترا. وتعتبر المدينة مركزا رئيسيا للصيد والغوص والرحلات البحرية وهناك بعض الشعاب المرجانية الخلابة وعدة محميات بحرية، كما يوجد بها مطار دولي يبعد عن المدينة 60 كيلومترا إلى الشمال ومجموعة من الفنادق ومركز دولي للمؤتمرات. وتعتبر المدينة مركز خدمة للبعثات التعدينية والآن تحولت لواحدة من أكبر المدن السياحية لما تتميز به من جمال شواطئها الصافية وشعابها المرجانية وأسماكها النادرة، وتجتذب مدينة مرسى علم الواقعة على البحر الأحمر هواة الغطس والباحثين عن الراحة والهدوء.