يعد الرمان من أهم المحاصيل التي يقبل عليها المزارعون منذ زمن طويل في محافظة أسيوط ولاسيما الرمان المنفلوطي البلدي.. الذي ذاع صيته في العقود الماضية والذي كانت له شهرة كان يتغني بها الأسايطة "الرمان المنفلوطي من بحري أسيوطي" وكان يسرح به الباعة الجائلون خاصة في القطارات وفي المدن والقري قبل أن يعرف طريقه للشوادر أما الآن فقد سحب البساط مراكز ساحل سليم والبداري وصدفا من تحت أقدام مركز منفلوط بعد أن عرفت زراعة أجود أنواع الرمان التي تصلح للتصدير الرمان الأسيوطي الذي عشقه أهل العراق لأن طعمه مزز ويصلح للعصائر وكذلك نوع يسمي السكري وهو صالح للتصدير والرمان العربي ونوع آخر يطلقون عليه "وندرفل" وهو أمريكي يعشقه دول الاتحاد الأوروبي ويتميز بكبر حجمه وينجح كثيرا في الأراضي الصحراوية.. ولذلك يعتبر الرمان من المحاصيل المجزية للفلاح حيث تصل نسبة إنتاجه من 50 إلي 70 طنا أو ما يزيد وهو ما جعل الأهالي في هذه المراكز يقبلون علي زراعته. كان هناك دائما معوق يقف في طريق المزارع.. مثل مرض النيهاتودا الذي أصاب الكثير من تلك الزراعات وهو ما أثر بالطبع علي الإنتاج وكذلك مشاكل التصدير التي تمثلت في الزيادة الطارئة التي فرضتها الحكومة العراقية علي "البراد" الذي يحمل الرمان وقدرها 3 آلاف دولار بالإضافة إلي طول المسافة بين مصر والعراق خلال الكويت عكس السنوات الماضية التي كانت مباشرة عن طريق الأردن فأصبحت الرحلة تستغرق 15 يوما وهو ما أدي إلي زيادة التكلفة.. "المساء" عاشت رحلة قطع الرمان وفرزه وتعبئته وتجميله وكان هذا التحقيق. بداية يقول شحاته حسان من قرية مجريس الرمان محصول جيد للدولة والمزارع علي السواء فمن حيث الإنتاجية فهو عوض الفلاح عن كثير من المحاصيل التقليدية التي أصبحت عبئا عليه خاصة الحبوب فهي تأخذ ولا تعطي ومردودها ضعيف مقارنة بما تأخذ من جهد وأموال وصحة الفلاح لكن الرمان علي قدر خدمة الفلاح له يعطي وهذا سر إقبال المزارعين علي زراعته في السنوات العشر الأخيرة. يضيف الحاج سيد حسانين الرياني لدي هذا العام أربعة أفدنة خدمناها بشكل جيد ونتائج الموسم كانت مبشرة فالفدان يصل لحوالي 50 طنا في سعر ثلاثة آلاف جنيه ونصف للطن وهو بالقطع عائد جيد عكس المحاصيل أو الفواكه الأخري. يقول شداد عبدالله من جزيرة مجريس محصول الرمان عائده جيد ولكن المصروفات كثيرة جدا فأقل فدان يصرف من 30 إلي 35 ألف جنيه موزعة علي عزيق الأرض والري والرش الذي يصل لحوالي 20 مرة في الموسم وهو أمر مكلف ومرهق جدا هذا بالإضافة إلي الإيجار حسب الاتفاق بين الطرفين المالك والمستأجر. يقول علام محمد من ساحل سليم: رمان هذا العام مردوده جيد حسب ظروف الإنتاج والتصدير الذي بدأ من أول الشهر لكن عملية الفرز تخلف كميات كبيرة نوجهها للسوق المحلي وأنت وشطارتك في توزيع إنتاجك ولاسيما أننا في بداية موسم القطع "الجمع الفعلي للمحصول بعكس ما يتم إنزاله للأسواق من السقط والرفيع والمضروب الذي يتم بيعه في الأسواق المحلية". يقول محمد سيد الرياني: متاعب جني الرمان متعددة لاسيما أن جني المحصول يمر بعدة مراحل تصل إلي 5 مرات للفدان وهو ما يزيد التكلفة علي المزارع وكذلك عملية الفرز والتجنيب من قبل العملاء للتصدير وهو عبء إضافي علي الفلاح لكن في النهاية الرمان محصول جيد ويساوي ثمنه ذهباً. يقول المعلم حمدي محمد حسن: أقوم بعملية جمع الرمان منذ عدة سنوات وأعرف المطلوب جيدا في الأسواق المختلفة وكذا عملية التصدير من خلال التعامل في هذا المجال ولذلك التصدير لدول الاتحاد الأوروبي لا تقبل إلا بنسبة 100% علامة الجودة حتي تقبل الشحنة وكذلك نوعية الرمان خاصة "وندرفل" وهو أمريكي ويعشقه دول الاتحاد الأوروبي ويتميز بكبر حجمه ودول الخليج وهي السعودية والكويت والإمارات والبحرين وسلطنة عمان تسمح بنسبة خمسة في المائة وحجم الرمان المتوسط ويكون وزن الثمرة من 300 جرام إلي 600 جرام أما السوق العراقي فهو يعتبر من أهم الأسواق لأنه لا يتشدد كثيرا في تلك الأمور ويقبل بالأوزان الصغيرة والتي تبدأ من 200 جرام فما فوق. يضيف مؤمن عنتر عبدالله قائلا يقوم المصدر بإحضار "البرانيك" ونقوم بالذهاب إلي الحقول لعملية الفرز والتعبئة وعملية الفرز هي أخطر مراحل عملية التصدير لأن العيب في برنيكة واحدة ممكن يؤدي لفرز الشحنة بالكامل مما يعرضنا لخسائر كبيرة وحدثت كثيرا وهي عقوبة للمزارع الذي لا يلتزم بالمعايير المتفق عليها وذلك حسب السوق المراد توجيه الشحنة إليه. يقول رضا قاعود - مصدر من الإسكندرية: عملية تصدير الرمان تخضع كغيرها من السلع الأخري وتتعرض لظروف ومتغيرات كثيرة حسب الظروف والعلاقات بين الدول والظروف المناخية وعلي سبيل المثال كانت الرحلة في العام الماضي لا تستغرق من 7 إلي عشرة أيام واليوم تستغرق للعراق حوالي 15 يوما وهي زيادة في التكلفة بسبب دخول العراق الآن عن طريق الكويت بعكس الماضي كان من الأردن مباشرة لتصل لحوالي 15 ألف دولار وكذلك قامت العراق بفرض 3 آلاف دولار علي البراد هذا العام حيث إن الرحلة تبدأ من مصر حتي الكويت في منطقة شوبة. ثم إلي منطقة صفوان في العراق ويتم الشحن والتفريغ من جديد إلي المحافظاتالعراقية المختلفة. وأضاف أن موسم تصدير الرمان ثلاثة أشهر فقط بداية من أغسطس حتي نوفمبر.