عنوان هذا المقال اليوم هو نقلاً عن حديث لرسول الله صلي الله عليه وسلم والذي قاله بعد أن خدعه أحد أسري موقعة بدر وهو الشاعر القرشي أبو عزة الجمحي وحنث بوعده في عدم محاربة المسلمين وهجاء الرسول الكريم إلي أن وقع مرة أخري في الأسر بعد أحد فأمر الرسول بقتله قائلا الحديث الشريف لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين حتي سار هذا الحديث مضربا للأمثال للتحذير من تكرار الخطأ والحث علي اليقظة واستعمال الفطنة. أردت بهذا الحديث ان أبدأ به مناقشة ما يدور ويجري حاليا في الوسط الرياضي الكروي بالذات في قضية عودة الجماهير الي المدرجات مرة أخري وأري وأسمع أصواتا كثيرة تنادي بتحقيق هذا المطلب مع تعهدات كثيرة من وزارة الشباب ومن الأمن ومن جماهير الاندية وروابط المشجعين الا جهة وحيدة مازالت تناقش وتفكر قبل ان تخرج موافقتها بعد أن لدغت كثيرا من مثل هذه الامور وهو اتحاد الكرة الذي وجبت تحيته علي هذا المسلك الجديد لأنه مازال هناك نقاش قبل اصدار القرار النهائي حيث انه الوحيد الذي يتلقي الطعنات والانتقادات عن أي فشل كروي. وعندما أحيي اتحاد الكرة في هذا الموقف فإني أعود لأعرض لوقائع كثيرة حدثت للعبة منذ بداية المسابقة الأكبر الدوري العام وهو ما أراه موضوعا حاليا امام طاولة مناقشات مجلس الإدارة الحالي من حوادث سابقة وبسبب الشغب ألغيت فيها المسابقة بل وصل الأمر الي حل مجلس الإدارة وأسوق بعضا منها قبل الخروج بقرار عودة الجماهير من عدمه. * بدأت أحداث الشغب في الدوري في موسم 54/55 في مباراة الاهلي والترام وبسبب ضربة جزاء واختلاف الرأي حول أحقية أحد الفريقين وقرار لجنة المسابقات بايقاف لاعب الأهلي طلعت عبدالحميد واعتراض ناديه ألغيت المسابقة لهذا الموسم. * المباراة الشهيرة بين الزمالك والأهلي بعد عودة الكرة في موسم 71 لغياب دام سنوات طويلة عقب حرب يونيه 67 وحكاية ا ديبة وضربة الجزاء التي أدت إلي تغير واصابات لرجال الامن مما اضطر اتحاد الكرة لالغاء المباراة والمسابقة برمتها. * ولم تنس الجماهير مباراة الزمالك والمحلة في موسم 75/76 والطوبة التي ألقيت علي رأس لاعب المحلة عمر عبدالله واعتمدت لجنة المسابقات فوز المحلة 2/صفر وايضا طوبة مباراة زيمبابوي في تصفيات كأس العالم التي أدت الي إعادة المباراة في فرنسا وفازت زيمبابوي وحرم المنتخب من الوصول للمونديال وفقد فرصة لم تتكرر حتي الآن. كل هذه الاحداث يراجعها اليوم مجلس ادارة اتحاد الكرة ويضع امامه انه وحده الذي يتحمل المسئولية في كل ما يحدث كما يضع امامه كل الضمانات التي يحصل عليها لعودة الجماهير وأهمها تحديد عدد المتواجدين في المدرجات والالتزام بهذه الاعداد مع عدم اقتحام اصحاب البلوشي لمشاهدة المباراة بدون تذاكر.. وفشل سيطرة شركات التأمين علي الملاعب واشهرها شركة فالكون في مباراة السنغال العام الماضي.. ومشاكل الألتراس الذي ظهر اخيرا علي كل شكل ولون والذين يتسببون في مشاكل سواء في الدخول أو مع رجال الأمن.. فضلا عن سوء الأرض في بعض الملاعب التي شكت منها فرق كثيرة مع غلق ملاعب كثيرة في وجه الفرق مثل استاد القاهرة وبعض ملاعب القوات المسلحة. كل هذه الامور التي أدت إلي مناقشات واختلاف في وجهات النظر داخل مجلس الاتحاد وفي نظري تلك ظاهرة صحية تطبيقا لحديث رسول الله "لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين".