ودعت مصر أمس جثمان الروائي الكبير جمال الغيطاني الذي رحل بعد صراع مع المرض. تاركاً تراثاً روائياً وقصصياً مهماً. أثري به المكتبة العربية. وتمت ترجمته إلي عدة لغات أجنبية. وتناوله باحثون ونقاد في العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه لم يقتصر عطاء الكاتب الكبير الراحل جمال الغيطاني علي السرد فقط. بل تعداه إلي مجالات أخري كثيرة. منها عمله كمراسل حربي. وتأسيسه لجريدة أخبار الأدب. واهتمامه بالعمارة والموسيقي والتصوف والتاريخ. وغيرها من المجالات الفكرية والثقافية المتنوعة التي جعلت من الغيطاني كاتباً ومثقفاً موسوعياً نال شهرة كبيرة في مصر ودول العالم المختلفة. وأسهم الغيطاني من خلال الصفحة الأدبية بجريدة الأخبار ومن بعدها أخبار الأدب. في تقديم المئات من المبدعين المصريين والعرب وتبني تجاربهم. حيث كان حريصاً علي اكتشاف كل موهبة حقيقية وتقديمها إلي القراء. ولد جمال الغيطاني بإحدي قري جهينة بسوهاج. ثم انتقل مع أسرته إلي منطقة الجمالية بالقاهرة القديمة التي حظيت باهتمام بالغ في كتاباته. وعكس أجواءها في الكثير من قصصه القصيرة ورواياته وكتاباته النثرية. وقد حصل الغيطاني علي دبلوم المدارس الصناعية في النسيج وعمل رساماً لفترة قبل أن يلتحق بالعمل الصحفي الذي أهلته له موهبته الأدبية. وإن كانت بدايته مع الصحافة من خلال قسم التحقيقات وعمله كمراسل حربي قبل أن يتولي الإشراف علي صفحة الأدب بالأخبار. وتعد رواية "الزيني بركات" من أشهر أعمال الغيطاني وتمت ترجمتها إلي عدة لغات. كما تحولت إلي مسلسل تليفزيوني. وله أيضا "حكايات الغريب" التي تحولت إلي فيلم بطولة محمد منير. فضلا عن أعمال كثيرة أخري. منها وقائع حارة الطبلاوي. متون الأهرام. أوراق شاب عاش منذ ألف عام. الزويل. شطح المدينة. حكايات المؤسسة. سفر البنيان. رسالة في الصبابة والوجد. دنا فتدلي. التجليات. نثار المحو. وغيرها من الأعمال. وأسس الغيطاني لسلسلتين مهمتين. الأولي في هيئة قصور الثقافة وهي "الذخائر" والثانية في هيئة الكتاب وهي "الجيش المصري" ونعي الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة الأديب العالمي جمال الغيطاني. وقال النمنم إن وفاة الغيطاني خسارة كبيرة لأديب ومفكر وصحفي أثري الحياة الثقافية بأعماله. فكان صاحب عدة ألقاب كان يراها محببة إلي قلبه فهو الصحفي والمراسل الحربي والروائي الحكاء الذي روي عشاقه من حكايات التاريخ. وأضاف أن أدب جمال الغيطاني لمس وجدان القراء. وتجسيده علي الشاشات من خلال عدد من الأفلام والأعمال الدرامية ساهم بشكل كبير في زيادة وعي الجمهور. مشيرا إلي أن روايات الغيطاني أبحرت في التاريخ ورصدت دهاليزه وأبعاد ما وراء الوقائع والأحداث فأصبح فهم وقراءة التاريخ من خلال أعماله الأدبية سهلاً يسيراً علي عامة الناس. ولازالت حكايات الزيني بركات وحكايات الغريب وغيرها من أعماله حية بين العامة والخاصة من أهل الفن والثقافة. وتابع وزير الثقافة. إن وطنية الغيطاني تجلت في أعماله ومواقفه. فهو المقاتل الصحفي علي الجبهة. والمحرر العسكري الذي رصد لنا لحظة بلحظة وقائع النصر. ففضل أن يغير مجال عمله في فترة مهمة من حياته ليصبح مراسلاً حربياً لأخبار اليوم علي جبهة القتال يرصد انتصارات أكتوبر. وأشار النمنم إلي أن سيرة الغيطاني الذاتية وتاريخه نموذج تعلمنا منه. وحياته الحافلة بالمواقف الوطنية والأعمال الأدبية سجل حافل وقدوة تتعلم منها الأجيال كيف يكون حب الوطن وإعلاء قيم العمل والانتماء. وقال إن الغيطاني الصحفي ورغم ما تقلده من مناصب حتي تأسيس أخبار الأدب التي أصبح رئيساً لتحريرها. إلا أنه ظل يفخر بلقب الصحفي. فكان قدوة لتلاميده في حب مهنة الصحافة والتفاني في بلاط صاحبة الجلالة. كما نعت الهيئة العامة لقصور الثقافة قيادة وعاملين الكاتب الروائي الكبير جمال الغيطاني وقالت في بيان لها إن الروائي الكبير جمال الغيطاني أسهم في إثراء الحركة الصحفية والثقافية والإبداعية في مصر والوطن العربي. وتقدر الهيئة العامة لقصور الثقافة دوره الرائد في تأسيس سلسلة "الذخائر" التي ساهمت في تشكيل وعي جيل كامل من الكتاب والأدباء والمبدعين والرواد وساهمت في دفع البحث العلمي التاريخي والتراثي. وتبحث الهيئة من مبدعي مصر وإدارتها المتخصصة عن سبل تكريم اسم الكاتب الكبير الراحل جمال الغيطاني.