سيل من الألفاظ الخارجة والقباحة والسفالة وقلة الأدب والانحطاط الأخلاقي ملأت الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي بمجرد انتهاء مباراة السوبر المصري وفوز النادي الأهلي علي نادي الزمالك بثلاثة أهداف مقابل هدفين. وإعلان فوزه بالبطولة المصرية الثالثة. هذه السفالة أصبح محترفاً فيها عدد غير قليل من جمهور الناديين. الذين يتفننون في إذلال نظرائهم بالكلمات القبيحة والتعبيرات السافلة والرسومات التي تنم عن بيئة وضيعة. كل هذا لمجرد فوز فريقهم المفضل علي غريمه سواء الأهلي أو الزمالك. ويتحدث جمهور الناديين وكأنهم هم الذين كانوا بأرض الملعب وأنهم هم الذين تحكموا في مجريات المباراة وهم الذين جاءوا بالفوز. فيقولون "كسرناكم. جبناكم الأرض. عملنا فيكم كذا وكذا". بينما كل من رأي المباراة أي مباراة بين الفريقين يعلم تماماً أن الفريق الفائز كان من الممكن أن يكون هو المهزوم في أي لحظة من لحظات المباراة. وأن لاعبي الأهلي ليسوا بأفضل من لاعبي الزمالك. ولاعبي الزمالك ليسوا بأحسن من لاعبي الأهلي. فالاثنان حالهما بؤس ولا يشرفون الكرة المصرية. لأنهم إذا أجادوا في مباراة انتكسوا في عشر. واللاعب الذي يحظي اليوم بتصفيق وتهليل جمهور ناديه لإجادته. هو اللاعب نفسه الذي يلقي أشد عبارات الشتائم غداً لتراجع مستواه بدرجة كبيرة. التعصب الأعمي الذي كان سائداً في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي بدأ يطل برأسه من جديد. ويؤججه مع الأسف لاعبون ومسئولون من الفريقين بتصرفات صبيانية تنم عن غياب العقل وغياب القدوة والأدب واحتقار الطرف الآخر. ولا يغرنكم المشاهد التي تظهر بين الحين والآخر بين لاعبي الفريقين وكأنهم "أعز اصحاب". ومع الأسف أصبح عدد غير قليل من جمهور الناديين مغيب العقل. ويتحدث عن الفريق الآخر وكأنه يتحدث عن إسرائيل أو ألد أعدائه. وربما كان الطرفان من الجمهور من أسرة واحدة أو أقارب. تماماً كما غيّب الإخوان عقول الكثيرين فأصبحوا لا يُعملون عقولهم واتبعوا قائد القطيع فيما يقول. وساروا خلفه حتي ولو كانت نهاية الطريق فيها هلاكهم وهم يعلمون. عدد كبير من جمهور الناديين الكبيرين يتعاملون الآن مع الأسف بسياسة القطيع. حتي أصبحت مشاهدة مباراة بين الأهلي والزمالك أقرب إلي معركة حربية. كل طرف يعد العدة بعبارات الشماتة إذا فاز فريقه. وكلمات التهكم إذا خسر. والهدف في النهاية تحقير الطرف الآخر وإظهاره بأنه الأسوأ. وعلي الرغم من كل ما ذكرت فإن هناك عدداً كبيراً أيضاً من جمهور الناديين محترمون. ويعلمون تماماً أن أي لقاء بين الفريقين هو مجرد مباراة في كرة القدم. لابد فيها من فائز ومهزوم. فلا الأهلي فائز علي طول الخط. ولا الزمالك يفعل الشيء نفسه. وبمجرد انتهاء اللقاء ينصرف كل منهم لحياته وأعماله. ولا تستوقفهم نتيجة مباراة. ويرفضون تماماً تجاوزات وانفلات جمهور الناديين وسقوطهم في مستنقع الألفاظ القذرة. لن ننسي خيبة الأهلي الثقيلة بالهزيمة أمام فريق أورلاندو بايرتس بطل جنوب أفريقيا بأربعة أهداف مقابل ثلاثة في مباراة العودة بين جمهور الأهلي وعلي أرضه بملعب السويس. وخروجه من بطولة الكونفدرالية الأفريقية. ولن ننسي أيضاً وكسة الزمالك بالهزيمة بخمسة أهداف مقابل هدف أمام النجم الساحلي بطل تونس في البطولة نفسها وأيضاً خرج الزمالك من البطولة نفسها. جمهور الناديين بعد الهزيمتين من أورلاندو والنجم الساحلي الذي هاجم اللاعبين بأقسي عبارات الشتائم هو نفسه الجمهور الذي رفع اللاعبين أنفسهم إلي عنان السماء بعدها بمباراة واحدة. في حين أن مستوي اللاعبين لم يتغير. بصراحة .. تشجيع الأهلي أو الزمالك الآن أصبح قلة قيمة.