تصاعدت وتيرة الاحاديث الإعلامية من جانب من يسمون أنفسهم بالأغلبية الصامتة ضد الثوار بالتحرير باتهامهم بأنهم أصحاب أجندات لتخريب مصر باصرارهم علي الاعتصام واحداث شلل تام للبلاد بينما يصف الثوار هؤلاء الصامتون بأنهم فلول. والشئ الغريب أنك لا تلمح صمتا لهؤلاء الصامتين ولا تراهم أغلبية كما أنهم تبنوا نفس الاسلوب للتغلب علي اعتصام الثوار باعتصامهم في روكسي عملاً بمبدأ لا يفل الاعتصام إلا الاعتصام! والشئ الأغرب من ذلك هو ارتفاع أصوات البعض من تلك الأغلبية الصامتة والتي لا تخطئ الأذن والعين انتماءها للنظام البائد وهي الفئة التي سرعان ما تحولت بعد تنحي مبارك مؤيدة للثورة ثم عادت لتتحول من جديد ضدها ببث أخبار كاذبة حول الثوار مثل وجود أجندات تحركهم بميدان التحرير من خلال أصابع خفية تلتصق بأياد أمريكية وإسرائيلية بهدف جر الثوار للتشدد والمغالاة في مطالبهم لإثارة الفوضي باستمرار اعتصامهم. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تخطاه إلي حد اتهام الثوار بتلقي اكثر من 40 مليون دولار من أمريكا بحجة دعم حركاتهم نحو التطور الديمقراطي وهي حجة تمخض وراءها الهدف الأمريكي بإشاعة الفوضي باسم الديمقراطية وقد جاء هذا الاتهام علي لسان أحد الزملاء في حديث ثنائي معه تساءل فيه قائلا: أين اخفي الثوار تلك الملايين وفي أي شيء انفقوه وإذا لم يأخذوا شيئا منها لماذا لم يطالبوا بمحاسبة من تلقوها ولماذا لم يضيفوا ذلك ضمن مطالبهم المعلنة بالتحرير.. وهكذا تواصل الزميل في كيل اتهاماته للثوار مما أرجع لذاكرتي حديث الاجندات الخارجية ووجبات الكنتاكي التي اتهم بها الثوار قبل التنحي وقد اضطررت لإيقافه بقولي هناك لجنة تشكلت برئاسة الدكتورة فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي للبحث عن اجابة لاتهاماتك تلك ويوم أن تعثر الوزيرة علي اجابة شاملة ساعتها سنري إن كان الثوار هم الذين سنحاسبهم أم سنحاسبك انت علي اتهامك لهم إلا أن الاحداث لم تمهلني ولو يوماً واحداً إذ عثرت علي اجابة جزئية لاتهامات الزميل من خلال مانشيت جريدة اليوم السابع بالأمس وعنوانه "خطابات سرية بين الفقي والشريف تكشف تورط فايزة أبو النجا في تمويل الوطني من أموال المعونات". وهكذا دائما بصدق القول: فتش عن الوطني وفلول النظام البائد حينما تريد أن تعرف من هم مشعلو الثورة المضادة ومأججو الفتن السياسية والاجتماعية بين افراد الشعب المصري أملاً في وأد ثورته الناصعة في مهدها.. ولكن هيهات هيهات.