هذا هو عهدنا بالشعب العراقي العظيم.. شعب تسعي كل أطيافه إلي التعايش مع بعضها البعض مثلما تعايشت منذ ألوف السنين. حتي ان قليلا ممن يعيشون خارج العراق كانوا يعلمون بما يتميز به الشعب العراقي من تنوع ثقافي وعرقي ولغوي وديني ومذهبي. لأن كل ذلك لم يترك اثرا يذكر علي علاقة ابناء هذا الشعب ببعضهم البعض. وهذا ما تدل عليه المظاهرات التي بدأت تنطلق في مدن عراقية عديدة ومن طوائف وعرقيات عديدة تطالب بالقضاء علي الطائفية التي سعت الولاياتالمتحدة الي اذكائها منذ احتلت العراق قبل اكثر من 12 سنة. وساهم في تدعيمها للاسف رئيس الوزراء السابق نوري المالكي خلال سنواته في الحكم بتقريب اعداد كبيرة من الشيعة المتعصبين الذين وجهوا شرورهم الي العرب السنة. وتبعه حيدر العبادي الذي لا نشك في وطنيته واخلاصه وسعيه للقضاء علي الطائفية . لكن جهوده لم تؤت ثمارها لاسباب عديدة منها سيطرة الشيعة المتعصبين علي مفاصل الدولة فتمكنوا من احباط محاولاته لاقتلاع الطائفية التي كرسها سابقه. ويقينا. فإن هذه المظاهرات تنطلق من اقتناع كامل بالشرور التي جلبتها الطائفية علي بلد كان يوما ما يضم اكثر من سبعين الف عالم. وهذه الطائفية هي التي جعلت المدن العراقية تسقط الواحدة تلو الاخري في ايدي داعش .وحتي الانتصارات التي كان الجيش العراقي يتحدث عنها تبين انها تنطوي علي مبالغات عديدة او ان القوات العراقية تعرضت لانتكاسات حيث تخلي عنها المواطنون بعد مالاقوه علي ايدي مايعرف بالحشد الشعبي. وحتي الميليشيات الطائفية الكردية المعروفة باسم البشمرجة تعرضت لضربات موجعة في الايام الاخيرة واستولت داعش علي عدد من القري في ضواحي كركوك.