صح ماتوقعناه في نفس هذا الموضع قبل اكثر من شهرين من أن جيشا عراقيا تمزقه الطائفية لايمكن أن يكون قادراً علي هزيمة داعش أو من هم أضعف منها. لقد اعتقدنا لبعض الوقت أنها نظرية خاطئة عندما كانت البيانات العسكرية تطالعنا بالانتصارات الباهرة التي تحققها القوات العراقية بالتعاون مع المقاتلين الأكراد والمعروفين باسم البشمرجة ومسلحي الشيعة المعروفين باسم الحشد الشعبي علي قوات داعش في محافظة صلاح الدين وتحرير عاصمتها تكريت.. لكن تبينت صحة النظرية بعد أن ظهر وجود مبالغات وأنه لم يتم حتي احكام السيطرة علي بعض ضواحي تكريت. كما تبين وجود جيوب قوية لداعش في صلاح الدين كانت توجه بين الحين والآخر ضربات موجعة للقوات العراقية والبشمرجة في أنحاء عديدة من المحافظة. وتبين أيضاً أن داعش تحقق انتصارات متوالية في محافظة الأنبار التي تشكل ثلث مساحة العراق حتي أن أكثر من مائة ألف من سكان المحافظة فروا من محال إقامتهم خوفاً من زحف داعش. ولا يزال الجيش متردداً في القيام بعملية شاملة ضد داعش في المحافظة بعد الخسائر الجسيمة التي تعرض لها في تكريت وبعد أن تراجعت البشمرجة عن المشاركة في أي عملية في الأنبار لنفس السبب وهو الخسائر الجسيمة التي تعرضوا لها حتي باتوا يتسولون المقاتلين من الأطياف الأخري.. ودعونا من أرقام الخسائر المضروبة في صفوف داعش التي تعلن كل يوم فلو كانت حقيقية لفنيت داعش عن بكرة أبيها واللعنة مرة أخري علي الطائفية التي ما دخلت بلداً إلا هدمته وقلوبنا مع الشعب العراقي.