تتواصل المعارك فى محافظة تكريت العراقية لليوم الرابع على التوالى دون الإعلان عن خسائر محددة سوى ما أعلنه الجيش العراقى عن دفع المزيد من الجنود إلى المحافظة التى يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية" داعش"وتتم المعارك هناك تحت غطاء جوي كثيف لطيران التحالف الدولي، من دون الإعلان عن أي تقدم في المعارك التي تجري على ثلاثة محاور، باستثناء النعوش المتقدمة في مواكب كبيرة من أرض المعركة باتجاه بغداد ومدن الجنوب. "داعش" يفجر ست سيارات مفخخة يقودها انتحاريون في الخطوط الخلفية للجيش العراقي وشهد اليوم الخميس سخونة كبيرة في حدة القتال، حيث فجر تنظيم "داعش"، ست سيارات مفخخة يقودها انتحاريون في الخطوط الخلفية للجيش العراقي والمليشيات، في مناطق تل كصيبة وسور شناس التاريخي والشارع العام والوحدة، أسفرت عن سقوط عدد غير معلوم من القتلى والجرحى. كما أحرق التنظيم عدداً من آبار النفط في حقل العجيل النفطي جنوبالمدينة، لتضليل طائرات التحالف، ولمنحه غطاء واسعا من الدخان الأسود يمكنه من التحرك من خلاله دون رصد الطائرات له، فيما شهد المحور الشرقي أعنف المعارك التي استمرت لعدة ساعات، سقط خلالها قتلى وجرحى من الطرفين قبل أن تضطر القوات العراقية المشتركة إلى الانسحاب من المكان، بسبب شراسة القتال والعبوات الناسفة التي أحيطت بها المدينة من كل اتجاهاتها. ويأتي ذلك في الوقت الذي كشف فيه مسؤول عسكري عراقي بارز عن إرسال بغداد، اليوم الخميس، دفعة جديدة من الجيش و "الحشد الشعبي" إلى حدود تكريت، يقدرون بنحو ثلاثة آلاف مقاتل، لتعزيز ما وصفه بجبهة القتال هناك. وقال المسؤول العسكري حسب موقع "العربي الجديد"، إن "المقاتلين ينتمون إلى اللواء 24 في الجيش العراقي والمئات من مسلحي الحشد الشعبي، ووصلوا بواسطة مروحيات وقوافل عسكرية مؤمنة". ويأتي تعزيز بغداد جبهة القتال بالعناصر الجدد غداة ساعات من إعلان "داعش" تعزيز تكريت بالمئات من المقاتلين قادمين من الموصل وسورية التي وصفت بمخزن الرجال. وفي الأثناء، أكد مسؤول محلي مدني في حكومة محافظة صلاح الدين التي تتخذ من بغداد مقراً مؤقتاً لها، أن "المعارك لا تسير وفقاً لما خطط، وهناك اجتهادات فردية من القادة الميدانيين عقّدت الموقف". وقال عضو لجنة الأمن في حكومة صلاح الدين المحلية، علي الجبوري، ل"العربي الجديد"، إن "المعركة ستطول، ونحن نقاتل أشخاصا متمرسين بالإرهاب وحرب العصابات، والأخطاء التي ارتكبت في الأيام الأربعة يجب أن تتوقف ونعود إلى الخطة المرسومة، وإلا سنخسر مزيدا من الدماء". من جهته، أوضح قائد الشرطة الاتحادية والمشرف على سير المعارك في تكريت، الفريق رائد شوكت، في تصريح ل"العربي الجديد"، أن "المعارك تسير وفق مراحل محسوبة، ونحن نحقق تقدما وفقاً للخطة، وكبدنا داعش خسائر كبيرة وموجعة"، مشيراً إلى أن "داعش لجأ إلى ورقته المعروفة، وهي الانتحاريون، ونحن ننجح في التصدي لهم عن بعد". وفي شرق الفلوجة، أدت المعارك العنيفة بين الجيش العراقي و"داعش" إلى إسقاط مروحية قتالية تابعة لسلاح الجو العراقي من طراز "مي 35" روسية. وقالت مصادر محلية في مدينة الكرمة شرق الفلوجة، إن "مقاتلي داعش أسقطوا المروحية بعد استهدافها بنيران مضادات أرضية عقب قصفها أهدافاً تابعة لهم في المنطقة بالتزامن مع المعارك التي لا تزال جارية". ولا يبدو من تطورات المعارك خاسرا سوى المدنيين، حيث أعلنت مصادر في وزارة الصحة العراقية، مقتل 27 مدنياً، بينهم تسعة أطفال، بقصف جوي وهجمات صاروخية في الأنبار وتكريت والموصل. كما أدخل إلى المستشفيات 49 آخرون من المدنيين أيضاً بسبب ذلك، فيما لم تغب الجثث مجهولة الهوية عن صورة بغداد اليومية، حيث عثرت قوات الأمن ومواطنون على جثث سبعة مدنيين بينهم ثلاثة أشقاء قتلوا في مكبّ للنفايات في مدينة الصدر شرق بغداد، لأسباب طائفية.