حدث تماما ما توقعناه في هذا الموضع قبل عدة اسابيع من أن دولة كالعراق تمزقها الطائفية لا يمكن ان يكون جيشها قادرا علي التصدي لعصابة علي درجة عالية من الكفاءة القتالية والتدريب والتسليح علي غرار داعش.. ان الطائفية التي جعلت جنود هذا الجيش يتركون اسلحتهم لداعش في يونيو الماضي ويخلعون ملابسهم وينسحبون من الانبار والموصل لا تزال اسبابها قائمة بل وتتزايد. وليس أدل علي ذلك من جرائم العصابات الشيعية التي انضوت تحت لواء ما يعرف بقوات الحشد الشعبي وبدأت تستولي علي بيوت واراضي العرب السنة وتمتهن عقائدهم وتدعي انهم متواطئون مع داعش. من هنا لم نكن نصدق الانباء التي تتحدث عن انتصارات ساحقة يحققها الجيش العراقي علي داعش ولم نكن نصدق ارقام قتلي داعش التي كانت ترد في البيانات العسكرية العراقية وكنا نشك في انها تنطوي علي مبالغات كبيرة ولو صحت لكانت داعش قد فنت عن بكرة ابيها.. وفعلا بدأت تتحقق شكوكنا مع تقارير تحدثت عن جثث اعداد كبيرة من المقاتلين الشيعة تواري الثري في مقابر النجف الاشرف كل يوم. وظلت القوات العراقية تلتزم الصمت ازاء هذه التقارير حتي اضطرت للاعتراف بعد ان اصبح الأمر معروفا للجميع. وتبين انها لم تحاول استرداد تكريت بعد بسبب ما تعرضت له من خسائر وللاسف وبكل اسف فوجئنا برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يدعو التحالف الدولي إلي شن غارات عنيفة علي تكريت للتمهيد لاقتحامها لانه يريد دمار المدينة نظرا لان سكانها من السنة ولو كانوا من الشيعة لفكر كثيرا.