عندما يقود وزير اسرائيلي أعداداً من الجنود لاقتحام المسجد الاقصي. وطرد المرابطين داخله بالقوة. واعتقال العشرات من المواطنين الفلسطينيين. بما يذكرنا بدخول خيل الفرنسيين جامع الازهر في عهد نابليون بونابرت للقضاء علي مقاومة الشعب المصري. فإن الدلالة التي تخاطب الجميع أن الكيان الصهيوني لا يعبأ حتي بالمقدسات الدينية في تنفيذ مؤامراته لتحقيق حلم الدولة العبرية من المحيط إلي الخليج. للأزهر قداسته باعتباره بيتاً لله. وللأقصي قداسته باعتباره أولي القبلتين. وثاني الحرمين الشريفين. لكن الغطرسة الاسرائيلية لم تعبأ- في إصرارها- علي إجهاض المقاومة الفلسطينية السلمية. المتمثلة في الاعتصام بالاقصي. بحق المسلمين من أبناء القدس في ممارسة شعائرهم الدينية. والاقامة في داخل المسجد لمنع تصاعد المؤامرات ضد ثاني الحرمين. وهي مؤامرات بدأت منذ نكسة 1967 بإزالة الملامح الاسلامية. وتحويل حائط البراق إلي حائط للمبكي. والقيام بعمليات تنقيب حتي الاقصي. لا للبحث الجاد عن الآثار- كما زعمت الميديا الصهيونية- وإنما لخلخلة أساسات المسجد بهدف تقويضه. ورغم ان اقتحام شارون للأقصي أدي إلي الانتفاضة الفلسطينية الثانية. فإن الاقتحامات الاسرائيلية للمسجد. بواسطة المستوطنين. وبمساندة قوات الجيش ظلت في تصاعدها. حتي هذا المشهد الخطير الذي طالعتنا به القنوات الفضائية. وهو اقتحام القوات الاسرائيلية باحة الاقصي. وقتل عشرات المصلين. واعتقال المئات. للكيان الصهيوني مخططه المحدد لتهويد مدينة القدس. يجد في الاقصي وقبة الصخرة آخر العقبات التي تحول دون اكتمال خطة التهويد. حرمت المواطنين العرب- وعائلاتهم تقيم في القدس. وفي كل فلسطين منذ فترة- آلاف السنين- من حق المواطنة وقصرت إقامتهم علي تصريح بالاقامة يقيده العديد من الشروط التعجيزية. بحيث يصبح الاخلال بأحدها سبباً لطرد المواطن العربي من مدينته. وفي صور الجرافات والبولدوزورات التي تطالعنا في أوقات متقاربة. وهي تزيل دوراً عربية بدعوي أنها لاتحمل ترخيصاً. ما يدل علي الوتيرة القاسية واللا إنسانية التي تتم من خلالها عمليات التهجير والاقصاء. من قبل. نسبت الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة إلي المتشددين اليهود عمليات الهجوم علي الأقصي وقبة الصخرة. ومحاولة تغيير ملامحه. وخلخلة أعمدته وأبنيته. تمهيداً لتقويضه تماماً. والحق ان المجتمع الاسرائيلي كله من المتشددين والمشعوذين. فمحاولات اقتحام باحات الاقصي. وعمليات الحفريات باسم التنقيب في أسفله لتقرب من تصدع البنايات. وعمليات التضييق والطرد والمصادرة للمواطنين العرب ظاهرة شبه يومية. اقتحام القوات الاسرائيلية باحة الاقصي لن يكون آخر جرائم الكيان الصهيوني. فالمؤامرات قائمة ومتواصلة. في ظل الصمت العربي والاسلامي والدولي. ولعلنا نشير إلي ان شركات السياحة الاسرائيلية التي بدأت- منذ فترة- في توزيع اسطوانات إليكترونية تدعو مسلمي العالم إلي زيارة القدس. وليس حائط البراق- كما تقول التسمية الاسلامية. إلي متي نكتفي بالتشدق عن عروبة القدس؟ وهل نظل في حال السكون حتي تأتينا بطاقات تدعونا إلي زيارة ما كان موضعه المسجد الاقصي؟