لأن فوضي كوندليزا رايس الخلاقة تجد في أقطار الوطن العربي- هذه الايام- أزهي أوقاتها. ربما بأكثر مما كانت تخطط له الدبلوماسية الامريكية. فقد حاولت حكومة إسرائيل أن تنهي مشكلة القدس بنقل تبعية المسجد الأقصي إلي الكيان الصهيوني بدلاي من الحكومة الاردنية. مخططات إسرائيل لمحو عروبة القدس بدأت في اليوم التالي لدخول القوات الاسرائيلية ساحة الاقصي. عقب هزيمة العرب في 1967. أخليت المنطقة من حوله. وصار حائط البراق حائطاي للمبكي. كما بدأت عمليات مشبوهة للحفر والتنقيب وشق الانفاق تحت المسجد. بدعوي البحث عن آثار يهودية. وعانت أرضية المسجد بالفعل حدوث هبوط وتشققات وسقوط سلالم وجدران وأسوار. وحين حذر المناضل النبيل الشيخ رائد صلاح- هذا الذي أجده رمزاي حقيقياي لنضال الشعب الفلسطيني- من نتائج العمليات الاسرائيلية. دخل السجن بأحكام متعسفة. ومنع لفترات متعاقبة من دخول المدينة المقدسة. إلي جانب ذلك. فقد تعددت محاولات قصر الاقامة في المدينة علي الاسرائيليين بإزالة الاحياء والبيوت والمعالم العربية. واستبدلت أسماء الشوارع والاحياء. وأجبر أبناء المدينة من العرب علي حمل وثيقة إقامة. بمعني أنهم غير مواطنين. وأن أقامتهم مؤقتة في المدينة التي ولدوا فيها. تواصلاي مع آبائهم وأجدادهم. ولجأت اسرائيل إلي تمييز الجينات وسيلة لتهجير الفلسطينيين من أبناء القدس خارج مدينتهم المقدسة. وهي وسيلة تنافي أبسط مبادئ حقوق الانسان. والمبادئ الانسانية عموماي. ونشطت شركات السياحة الاسرائيلية- في الوقت نفسه- لجلب الافواج السياحية من أنحاء العالم لزيارة القدس باعتبارها مدينة اسرائيلية! حتي الصلاة في أولي القبلتين. قيدت بقرارات كثيرة. وحظر دخول ساحة الاقصي إلا لأعمار محددة. وتكررت اقتحامات المستوطنين اليهود لساحة المسجد. بل داخل الصحن. وأقدم عضو الكنيست موشية فيجان علي التسلل إلي أعلي قبة الصخرة. والتلويح بسعادة. في حراسة الشرطة الاسرائيلية. وكان أهم الانتفاضات الفلسطينية نتيجة دخول شارون ساحة الاقصي علي رأس قوة مسلحة. لابد من التنبه إلي أن القرار بنقل تبعية المسجد الاقصي إلي الحكومة الاسرائيلية ليس مجرد قررار إداري. لكنه محاولة لاستكمال الخطوات الاخيرة في مؤامرة هدم الاقصي وحائط البراق وقبة الصخرة. وبناء الهيكل المزعوم. ووسم كل ما في القدس بالصبغة اليهودية إذا كانت المخططات الصهيونية من قبل أن تنشأ ما كان يسمي دولة إسرائيل المزعومة. قد بنيت علي أساس الامر الواقع. فإن هذه السياسة لاتزال قائمة يساعد علي تنفيذها. مساندة غربية علي المستويين السياسي والاعلامي. وتخاذل عربي- وإسلامي- يجد غاية المراد في إطلاق عبارات الادانة والشجب. حتي تكتمل المؤامرة فنتباكي علي ما فات. ذلك ما تكرر- للأسف - في مؤامرات كثيرة. سابقة!