ذكرتني الكلمات الحزينة. الحاسمة. للشيخ عكرمة صبري. المسئول الديني عن المسجد الأقصي. بالنداء الأخير في المطارات. ينبه المغادرين إلي الموعد النهائي الذي إن تأخروا في الصعود إلي الطائرة فستغلق أبوابها. وتتهيأ للإقلاع. أعترف أن التشبيه ليس دقيقاً. فمأساة الأقصي أعمق وأخطر من مجرد مشكلة راكب تأخر عن الصعود إلي الطائرة. المعني الذي أريد توضيحه أن كلمات الشيخ عكرمة حلقة في سلسلة التصريات المحذرة من المخططات الصهيونية التي تستهدف الأقصي. بدأ تنفيذ مخططات تدمير ثاني الحرمين عقب دخول القوات الإسرائيلية ساحة الأقصي في 1967. أزيلت البنايات المحيطة بالمكان. واستبدل حائط المبكي بحائط البراق. بداية لخطوات متلاحقة تهدف إلي تهويد الأقصي. وما حوله من منشآت وبنايات. كجزء من قصر الإقامة في القدس علي معتنقي الديانة اليهودية. كانت محاولة إحراق الأقصي 1969 معلماً لافتاً في طريق المحاولات الصهيونية لإفراغ القدس من محتواها الإسلامي والعروبي. ثم واصلت إسرائيل تنفيذ مخططاتها التدميرية. بعمليات حفر وتنقيب تحت الجامع الأقصي. بزعم البحث عن هيكل سليمان. رغم أن البحث لم يصل إلي نتيجة تؤكد الزعم الصهيوني. فإن عمليات الحفر استمرت. لا للبحث عن الهيكل السليماني. أو أي أثر ديني أو تاريخي لليهود وإنما لتهيئة المسجد وقبة السخرة. للانهيار في أي وقت. اعتدنا السكوت عن توقعات الكوارث حتي تحل الكارثة بالفعل . فنتباكي علي ما فات. ونبدأ التحرك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه! إذا كان الإهمال اللامسئول قد تحول إلي ظاهرة سيئة دليلنا العمليات الإرهابية التي تدعي نصرة الإسلام بتدمير المدن والقري وموارد الاقتصاد. وقتل المدنيين. وإضعاف قدرات الجيوش العربية وغيرها. فإن مجرد الصمت عما يتعرض له ثاني الحرمين يمثل خيانة. إن لم يكن بالفعل. فبالصمت. لأنه يعني التواطؤ! أذهلني قول الشيخ عكرمة إن التدمير هو مصير الجامع الأقصي إن حدث في محيطه زلزال. مهما يكن ضعيفاًَ. هيأ الإسرائيليون المسرح جيداً. ليسدل الستار في لحظة يتوقعونها علي الأقصي. بعد أن يتحول إلي أطلال. والبدايات نتعرف إليها في حماية الشرطة الإسرائيلية لجماعات المستوطنين عند اقتحامهم للأقصي. ثمة لجنة مؤلفة من زعامات عربية وإسلامية مهمة. مهمتها درء المؤامرات الصهيونية التي تستهدف التراث الإسلامي في القدس. وأهمه بالطبع الجامع الأقصي وقبة الصخرة. لا لمجرد الحفاظ علي تراث يعتز به المسلمون. بل لأنه تعبير عن مراحل مهمة في فجر العقيدة الإسلامية. احذروا!