لو ارادت أي دولة متقدمة في صناعة الاقطان والمنسوجات أن تهدم صناعتها كما حدث في مصر ستفشل بالثلاثة.. إلا إذا استعانت بالخبرة المصرية بالطبع. دولة كانت تملا السمع والبصر في زراعة القطن وصناعة المنسوجات.. شهرتها تتخطي الحواجز وتنافس كل الدول المتقدمة.. في سنوات قليلة تنهار هذه الصناعة وللآسف نتيجة أخطاء حكوماتها المتعاقبة التي اتخذت قرارات غير مدروسة ولم تستمع إلي أهل الخبرة وجرت وراء شلة المصالح الذين "جابوا هذه الصناعة لمس أكتاف". كان لابد من محاسبة كل مسئول شارك في هذه الكارثة الكبيرة والتي تركها تكبر وتكبر حتي وصلت إلي الحكومة الحالية وهي تحتاج لمعجزة.. تخلت الحكومات السابقة عن دعم الفلاح في زراعة القطن طويلة التيلة الذي تشتهر به مصر.. والمضحك ان هناك دولا تدعم هذه الصناعة بنسب تصل إلي 30% وأمريكا تدعم فدان القطن ب700 دولار. حكومات مبارك بدلا من عمل صيانة للمعدات والماكينات الالمانية ذات الجودة العالية قامت باستبدالها بمعدات من الصين ذات جودة أقل في صفقات مشبوهة لم يستطع أحد الوقوف أمامها وهذه المعدات تعمل علي القطن قصير ومتوسط التيلة مما اضطر الحكومة وقتها إلي استيراد هذه النوعية من الاقطان في حين أن القطن المصري "طويلة التيلة" فشلت الحكومة في تسويقه واكتظت المخازن به. سياسات فاشلة واستراتيجيات غائبة لوزارة الزراعة التي استقبلت 10 وزراء منذ ثورة 25 يناير إلي الآن في شئ يدعو إلي الضحك والسخرية حتي انها لم تستطع توجيه الفلاحين بالطريقة المثلي.. حيث ان تكلفة جمع المحصول "جني القطن" 30% من تكلفة المحصول بالكامل نتيجة الجمع اليدوي. وهذه تكلفة مرتفعة إذا ما تمت مقارنتها بمحصول القطن الامريكي الذي يجمع آلياً. وتصل تكلفته إلي 10% فقط من المحصول بالكامل هذا بالاضافة إلي انخفاض غلة الانتاج المصري إلي 5 قناطير. في الوقت الذي زادت فيه المعدلات العالمية إلي 16 قنطاراً. هل الحكومة عجزت ان تمنع زراعة القطن في المساحات الصغيرة وقصره علي المساحات الكبيرة حتي يمكنها استخدام الهندسة الوراثية واستخدام نوعية ذات ارتفاع واحد حتي يتمكن الفلاح من جمع محصوله آليا لتقليل الهدر؟.. أو هل عجزت ان تخصص محافظات شمال الصعيد للقطن قصير ومتوسط التيلة لمد مصانع الجمهورية بالغزول التي تحتاجها؟ .. وتخصيص محافظات الدلتا للقطن طويل التيلة حتي يكون قريباً من الموانئ وبالتالي تقلل التكلفة للتصدير علي ان تكون القاهرة والجيزة مناطق فاصلة لمنع اختلاط السلالات والاجناس. تعالوا للغريب والعجيب.. أولا: وزير الزراعة يصدر قرارا متسرعا بمنع استيراد الاقطان من الخارج.. وبالطبع هذا معناه توقف المصانع علي العمل خاصة ان مصر تزرع قطنا طويل التيلة والمصانع تعمل علي القطن متوسط وقصير التيلة فقط .. فمن أين تأتي المصانع بالاقطان؟.. هذا قبل ان يلغي مجلس الوزراء القرار. ثانيا: عندما أرادت حكومتنا الموقرة انقاذ هذه الصناعة الكبيرة كثيفة العمالة اتجهت إلي الولاياتالمتحدةالامريكية وهي أحدي الدول المنافسة لنا في مجال المنسوجات في العالم وذلك عن طريق الاستعانة بخبرات شركة "وارنر" فأمريكا هي نفسها تقود مؤامرة مع باكستان وبنجلاديش والصين والهند باغراق الاسواق المصرية بقطن منخفض الجودة وبسعر رخيص للقضاء نهائيا علي القطن المصري.. فهل بعد ذلك نستعين بهم لانتشالنا مما نحن فيه.. والافضل- كما ذكر بعض خبراء صناعة المنسوجات الاستعانة بالخبرة الفرنسية أو الايطالية بدلا من الامريكية حتي نبتعد عن الشبهات. بسرعة: انتخابات البرلمان علي الابواب.. اختيار نائب دائرتك أمانة ستسأل عنها يوم القيامة