تشتهر محافظة المنوفية بالكثير من الصناعات اليدوية والتراثية التي تسهم في تقليل نسبة البطالة بين الشباب. لكن للأسف معظم هذه الصناعات مهددة بالانقراض في ظل تجاهل الحكومة للمشاكل التي يعاني منها أصحابها سواء في توفير المواد الخام أو تسويق المنتج وغيرها. في البداية يقول عصام نبوي "إعلامي" إنه رغم أن الصناعات الحرفية توفر فرص عمل للشباب. وبالتالي تسهم في خفض نسبة البطالة في المحافظة. إلا أنها تعاني تدهوراً شديداً. لدرجة أن الكثيرين من أصحابها تركوها. واتجهوا إلي مهن أخري. مما يهدد بانقراضها تدريجياً. مطالباً بتدخل الدولة لإعادة الحياة إليها. بإنشاء الفصول والورش المتخصصة في تلك الصناعات بالمدارس الفنية لتخريج العمالة الماهرة. بالإضافة إلي النهوض بالصناعات الصغيرة المكملة للصناعات الكبري. أشار محمود عبدالسلام "رئيس جمعية تراثنا للصناعات اليدوية والتراثية" إلي أن 11 قرية بالمحافظة تنفرد بالحرف اليدوية منها صناعات السجاد اليدوي والكليم والجوبلان كما في قرية أبوشعرة بأشمون. وصناعة الخزف والفخار وتلمع في صناعتها قرية جريس - أشمون. أما صناعة التطعيم بالصدف فتلألأ فيها قريتا ساقية المنقدي بأشمون وبهواش بمنوف. وتتميز قرية شما - مركز أشمون بصناعة السيرما. أما قرية شمنديل بقويسنا فتضاء بصناعة النجف العربي. كما تتميز قرية كفر المنشي بالأنامل الذهبية في صناعة الأرابيسك. بالإضافة إلي قري جزيرة الحجر بالشهداء بصناعة البردي. وكفر عليم - مركز بركة السبع بصناعة البامبو. وشنوان - مركز شبين الكوم بصناعة الجريد. طالب عبدالسلام بضرورة النهوض بهذا التراث وحمايته من الاندثار. وذلك بإزالة العقبات التي تواجه الصناع وتوفير الخامات اللازمة لمستلزمات الإنتاج وتسويق المنتج محلياً ودولياً. مشيراً إلي أنه تم إشهار الجمعية التعاونية الإنتاجية للحرف اليدوية والتراثية بالمنوفية "تراثنا" هذا العام. وهي كيان تعاوني يجمع العاملين بالحرف التراثية ويسهم في توفير بيئة إدارية برؤية اقتصادية تعتمد علي توفير مناخ ملائم يساعد علي النهوض بهذه الصناعات حرفياً واقتصادياً. قال محمد محمود مصطفي "رئيس جمعية صناعة السجاد بساقية أبوشعرة" إنه كان يتم توفير الحرير الخام من الصين عن طريق كبار التجار. مشيراً إلي أن تلك الصناعة تعاني حالياً الكثير من الصعوبات التي تجعلها مهددة بالتوقف نهائياً. أوضح علاء محمد "أحد الصناع" أنه يوجد بقرية ساقية أبوشعرة حالياً حوالي 50 نولاً بعد أن كان بها نحو 1000 نول. يعمل عليها قرابة 10 آلاف شاب وفتاة. كما قام أصحاب المصانع بتخزين منتجات من السجاد بأكثر من 300 ألف جنيه. ومع كساد وتوقف البيع والتسويق لم يستطع أصحاب تلك المصانع الوفاء بأجور العمالة. مما اضطرهم للبحث عن مهن أخري في محافظات أخري وبأقل الأجور. من جانبه أوضح صلاح ماجد مدير الصندوق الاجتماعي للتنمية بالمنوفية. دور الصندوق في النهوض بالمشروعات الصغيرة باعتبار أن الحرف التراثية تدخل في هذا الإطار. مشيراً إلي أنه لو تم استغلالها أو استثمارها لفتحت السوق أمام مجالات عديدة من الاستثمار منها زراعة نباتات معينة لتغذي هذه الصناعات التي تمثل نوعاً من الجذب السياحي يتهافت السائحين عليه لأنه مصنع يدوياً. أضاف أن الصندوق الاجتماعي بالمنوفية قام بتمويل نحو 22 ألف مشروع في مختلف الأنشطة الاجتماعية. والخدمية. والتجارية. والتصنيع الزراعي بالمحافظة بإجمالي نحو مليار جنيه مشيراً إلي أن الحد الأقصي من قروض الصندوق للمشروعات الصناعية يصل إلي 5 ملايين جنيه للمشروع بفائدة متناقصة 10% ومدة سداد 5 سنوات. وبإعفاء من الضرائب لمدة مماثلة. أكد أنه في حال تعثر الشاب في مشروعه الصغير. يقوم الصندوق بدراسة أسباب التعثر. ويمنحه فترة أخري للسداد. ويساعده في تسويق المنتج بإشراكه في المعارض الداخلية والخارجية. وقد يمنحه تمويلاً آخر لإنجاح مشروعه.. أضاف أنه تم منح قروض للجمعيات الأهلية بقيمة تصل لنحو 130 مليون جنيه للمشروعات المتناهية الصغر منها مشروعات تشغيل المرأة والفتيات. والتشجير. إلي جانب تمويل مشروعات بالمناطق الصناعية بقويسنا والسادات. لافتاً إلي أنه من المتوقع ضخ 300 مليون جنيه قروضاً في مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر. قال المهندس أمير رزق "بالمركز القومي للبحوث" إن أكثر من 11 قرية منتجة علي مستوي المحافظة منها: كفر هلال ببركة السبع التي تشتهر بصناعة النسيج وكانت تمد مصر بالمنسوجات والأقمشة. ويوجد بها أكثر من 650 ورشة تواجه شبح الإغلاق. لكن تقابلها مشكلة احتكار التجار الكبار للمنتج والخامات. حيث يقومون باستيراد منتجات جاهزة من الصين من الفيبر. مما يعطل علي الصناعة الوطنية. أما بمركز أشمون فتكثر بها الصناعات الحرفية المختلفة» ففي ساقية أبوشعرة يعمل أكثر من ألفي عامل أي نحو 80% من سكانها في صناعة السجاد اليدوي ويحتكر التجار المواد الخام وتسويق المنتج. مما اضطر هؤلاء العمال إلي تربية دودة القز. رغم أنها عملية غير مجدية أمام غول الصناعات الحديثة. وفي قرية شما. حيث صناعة "السيرما". حيث كان أهلها يساهمون في صناعة كسوة الكعبة. ويبلغ عدد من يعمل في هذه المهنة أكثر من 3 آلاف شاب. هناك ساقية المنقدي التي تشتهر بصناعة الصدف. وتعاني من عدم توافر ارتفاع الخامات وإن وجدت فأسعارها مرتفعة. فضلاً عن تحكم التجار في شراء المنتج النهائي. وايضا الضرائب التي لا تتوافق مع دخول المواطنين المشتغلين بالمهنة. وطالب بالارتقاء بتلك الصناعات الحرفية. وتشتهر قرية جريس بصناعة الفخار. والأرابيسك التي تشتهر بها كفر المنشي بقويسنا. وشنوان التي تشتهر بصناعة الجريد. مطالباً بتدعيم تلك الصناعة عن طريق وزارة التضامن الاجتماعي والصندوق الاجتماعي للتنمية. بالتعاون والتنسيق مع وزارة التعليم الفني لإيجاد صف ثان بدلاً من الصناع المهرة الذين تقل أعدادهم بسبب العجز أو الموت. حفاظاً علي تلك الصناعات التي تدر علي مصر دخلاً بالعملة الصعبة. وكذا بمشاركة المحافظة لهذه الصناعات بإقامة معارض داخلية. وإتاحة الفرصة أمامها للمساهمة في المعارض الدولية. لمساعدة الشباب والعارضين للارتقاء بها. طالب بأن تقوم وزارة التعليم الفني بالتدريب التحويلي لشباب هذه القري لتعلم تلك الصناعات وتنمية مهاراتهم الإبداعية والاستتفادة من التكنولوجيا الحديثة باستخدام الكمبيوتر مثلاً في التصميم. بالإضافة إلي عرض التجارب الهندية والصينية والماليزية لخلق جيل جديد للمساهمة في الحد من البطالة التي تقضي علي كثير من آمال وطموحات الشباب مع ضيق فرص التعيين الحكومي أو انعدامها. من جانبه قال مصطفي بيومي السكرتير العام المساعد لمحافظة المنوفية إنه يتم تسويق المنتجات الحرفية من خلال المعارض. كما يتم فتح أسواق بالتعاون مع وزارة التعاون الدولي. لتشجيع المنتجين واستمرار تلك الصناعات الحرفية. مشيداً بكافة الحرف التراثية المعبرة عن طبيعة البيئة والمنتشرة بمركز أشمون خاصة وأن كافة منتجاتها غاية في الروعة والجمال.