مرة أخري يخرج التونسيون بعد هروب الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي خرجوا هذه المرة للاعتصام في ساحة القصبة حيث مقر الحكومة.. الاعتصام والاحتجاج سببه عدم تحقيق مطالبهم والخوف من خطف الثورة.. تعبير أصبح شائع التداول في كل من مصر وتونس. لقد هدأ التونسيون بعض الشيء بعد هروب بن علي وتقديمه للمحاكمة غيابيا وانتظروا من الحكومة الجديدة أن تلبي مطالب الثوار والتي لم تعد تختلف من قطر عربي عن قطر آخر. إلا أن الميزة الواضحة في الشباب التونسي ان مطالبهم منذ اندلاع الثورة حتي الآن لم تتغير سواء بالاضافة أو الحذف وهي استقلال القضاء وإدانة المسئولين عن قتل المتظاهرين ورفض التطبيع مع إسرائيل وحل الأحزاب التي خرجت من تحت معطف حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الذي كان يرأسه زين العابدين بن علي ويري المراقبون ان إصرار المعتصمين أمام مقر الحكومة علي إقالة وزير الداخلية الحبيب الصيد ووزير العدل الأزهر القروي الشابي يهدف إلي الضغط علي الحكومة للإسراع بتحقيق مطالب الثورة الأساسية وهم يرون ان التباطؤ في محاسبة المتسببين في قتل الثوار والبطء في المحاكمات محاولة لخطف الثورة أو الالتفاف حول مطالبها أو علي الأقل جعلها نصف ثورة وليست ثورة كاملة وثورة أطاحت برأس النظام إلا أن الحكومة الجديدة أبقت علي بقاياه المتمثلة في بعض رموزه في العديد من المواقع والتي قام بعضهم بتشكيل أحزاب جديدة بمسميات مختلفة إلا أنها لا تختلف كثيراً عن حزب التجمع الدستوري. ويري الشباب التونسي ان ثورتهم التي أطلق عليها "ثورة الياسمين" هي الثورة الأم للثورات العربية الحالية ولهم كل الحق وعلينا الاعتراف بذلك إلا أن عدم مضي ثورتهم في طريقها والقضاء علي كل مظاهر الفساد والإفساد وتطهير تونس. فإن ذلك لن يكون انتكاسة لتونس وحدها.. الشباب التونسي يريدها ثورة كاملة لا ثورة تغيير وجوه وأشخاص مع البقاء علي نفس السياسات.