استهداف مبني أمن الدولة بشبرا الخيمة يظهر حالة من التخبط والعشوائية والإفلاس التي باتت عليها تنظيمات الإرهاب. أكد خبراء الأمن ان صدور قانون الإرهاب بمثابة حكم الإعدام علي جماعات الإرهاب مؤكدين ان هدف العملية الأخيرة بشبرا الخيمة وغيرها من العمليات المتزامنة معها تدل علي أن هدف تلك التنظيمات هو مجرد إحداث حالة من الرعب والصدمة لديپالمواطنين ورجال الأمن والجيش لإثنائهم عن مقاومة الإرهاب. يقول العميد حاتم صابر خبير بمكافحة الإرهاب الدولي إن حادث تفجير مبني أمن الدولة بشبرا الخيمة يدل علي ان الإرهاب وتنظيماته تعاني إفلاساً وتخبطاً واضحين لا تخطئهما العين الأمر الذي تجسد في الحادث الأخير الذي استهدف الأمن الوطني بشبرا الخيمة حيث لم تسفر الجريمة عن وقوع ضحايا أو إصابات خطيرة كسائر العمليات التي قاموا بها في الفترة الماضية. أضاف صابر إن عملية الأمن الوطني بشبرا مجرد استعراض للقوي أمام الدولة بعد إصرارها علي إصدار قانون مكافحة الإرهاب الذي يعد بمثابة حكم إعدام علي كل من يشارك أو يساعد في ارتكاب عمل إرهابي يستهدف المواطنين أو المنشآت العامة أو الخاصة. أوضح صابر ان لدي الشرطة والقوات المسلحة استراتيجية لمواجهة الإرهاب تتطور وتتغير بتطور الجريمة الإرهابية وان ما وقع في محيط الأمن الوطني بشبرا يعد بداية النهاية لتنظيمات الإرهاب التي أحكم الأمن قبضته علي مواردها المادية ومصادر تسليحها وهو يعد بمثابة موت بطئ لها. أشار إلي أن سماع دوي انفجارات متعددة في مناطق متفرقة في القاهرة وتوقيت الانفجار في الثانية صباحاً والمواد المتفجرة التي تحتوي علي مكونات كيماوية مخلطة يحدث انفجارها صوتاًپعالياً.. كل ذلك يدل علي أن الهدف من تلك العمليات هو إحداث الرعب لدي المواطنين وأجهزة الأمن. يقول اللواء محمد نور الدين الخبير الأمني إن العمليات الإرهابية التي يقف وراءها تمويلاً وتدعيماً الجماعة الإرهابية وحلفاؤها لم يعد لها قيمة أو تأثير حيث استطاعت الداخلية توجيه ضربات أمنية صاعقة للجماعات التكفيرية المسلحة سواء في سيناء أو غيرها لتحجيم خطورتها الآخذة في التلاشي بدليل ما حدث في شبرا الخيمة أمس الأول حيث يشير جميع التحليلات والتقديرات الأمنية إلي وجود عشوائية واضحة وفقر مدقع في تخطيط وتنفيذ تلك العملية الخسيسة التي جرت بدون رؤية أو استراتيجية واضحة والتي جاءت لمجرد إسقاط أكبر قدر من الخسائر وإحداث الرعب في نفوس المواطن ورجال الجيش والشرطة. أضاف نور الدين ان ما حدث في محيط الأمن الوطني عمل بدائي لا يحمل مقومات الخطورة التي كانت تحملها العمليات السابقة. أضاف نور الدين ان وصول أصوات الانفجارات إلي مناطق متفرقة بالقاهرة والجيزة مع كون مواقع الأحداث تبتعد عنها بعشرات الكيلومترات يرجع إلي أن توقيت الانفجارات في الثانية صباحاً يسمح بانتشار الصوت المدوي في أرجاء مناطق محيطة بمكان الانفجار وقد يسمعها كثيرون في مناطق بعيدة نظراً لهدوء الأجواء في مثل هذا التوقيت. أشار نور الدين إلي ضرورة زيادة التعبئة العامة للشرطة وزيادة استنفارها الأمني وتزويدها بأحدث الأسلحة والتقنيات الحديثة لتشكيل جبهة أمنية صلبة تستطيع إحباط ودحر أي هجوم إرهابي مهما تبلغ قوته. اعتبر صدور قانون الإرهاب وفتح معبر رفح عنصرين سمحا للإرهابيين بالقيام بهذه العملية التي جاءت رداًپعلي صدور هذا القانون. اللواء رفعت عبدالحميد پخبير العلوم الجنائية ومسرح الجريمة والخبير الأمني قال: إن الصوت الانفجاري المدوي مستحدث علي المجتمع المصري ويرجع إلي عدة أسباب أبرزها توقيت التفجير والذي ضاعف من قوة الصوت إلي 5 أضعاف الصوت الطبيعي للانفجار. رجح عبدالحميد ان المواد المستخدمة تصل لما يقرب من طن تم وضعها في السيارة نصف النقل التي تم تفخيخها بمادة C4 وليس كما ذهب البعض إلي التأكيد علي ان المادة المستخدمة tnt. أما عن وجود ثغرة أمنية أو إهمال أو تراخ أمني أدي للحادث المؤسف فأشار عبدالحميد إلي أن أي قوة شرطية لا تستطيع ان تفعل شيئاً مع خفافيش الظلام التي تفخخ سيارة أو تضع حقيبة بها متفجرات غير ما قامت به الأجهزة الأمنية بوضع كاميرات مراقبة في كل الأماكن الهامة والحيوية والمنشآت الأمنية والعسكرية والسيادية والتي تستهدفها يد الإرهاب إلي جانب وجود كتل خرسانية وحواجز أسمنتية استطاععت ان تحجب وتمنع أضراراً جسيمة يمكنها ان توقع ضحايا وتسبب خسائر في الممتلكات العامة والخاصة والمطلوب من الأجهزة الأمنية رفع درجات الاستنفار أمام المقار الأمنية والمراكز الشرطية ووجود آليات وأساليب استباقية وسرعة للرد علي العناصر الخطرة ومداهمة أماكن اختفائها وتجفيف منابعها. أشار عبدالحميد إلي أن تطبيق قانون مكافحة الإرهاب من شأنه محاربة العناصر الإجرامية بمواد صارمة وقوية وهو ما دفع بعضها لارتكاب الجريمة الأخيرة بشبرا الخيمة بعد ان استشعروا تضييقاً للخناق عليهم وأنهم أصبحوا قاب قوسين أو أدني من النهاية.