مسئول العلاقات العامة بهيئة قناة السويس ببورسعيد حول مبني أثرياً يعود لحفر قناة السويس علي يد ديليسبس عام 1859 إلي "بيت للتاريخ" يحكي من خلاله قصة حفر قناة السويس والأحداث المتلاحقة التي شهدتها القناة منذ الحفر مروراً بتأميمها علي يد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عام 56 ثم إغلاقها أمام الملاحة عام 67 ثم عبورها وانتصار المصريين عام 73 ثم عودتها علي يد الرئيس أنور السادات في الخامس من يونيو 75 بعد ثماني سنوات من التوقف. يقول أحمد العيسوي إنه تم تكليفي بالإشراف علي هذا المبني عام 2000 وهو ينقسم إلي قسمين الأول منه اثري يحتوي علي تراث من قبل حفر القناة فلدينا لوحة منذ عام 1851 وهي لوحة نادرة جداً وايضا تمثال فريد من المرمر لمسيو ديليسبس ولوحة اثرية له وصورة لملكة بريطانيا الملكة اليزابيث الأم وبيانو قديم وجهاز اسطوانات خاص بديليسبس بالإضافة إلي القسم الثاني من المتحف وهو ملحمي صنعته بيدي ليحكي قصة حفر القناة منذ أن كانت فكرة وذلك من خلال محاكاة بعض الصور التاريخية "بماكيتات" مجسمة ثلاثية الأبعاد. وقد أنشيء المبني من ثلاثة طوابق علي الطراز الأوروبي منذ القرن التاسع عشر وكان موجوداً أثناء افتتاح قناة السويس كاستراحة للقنصل الفرنسي وأثناء التأميم رحلت فرنسا عن مصر ثم آل المبني لهيئة قناة السويس وتقدمت بمشروع للفريق أحمد فاضل رئيس هيئة قناة السويس السابق فرشح لي هذا المبني عام 2000 وقامت أشغال بورسعيد بترميمه وقمت بترميم الآثار بالكامل وتصميم وتنفيذ ملحمة قناة السويس من خلال ثلاث سنوات.. والماكيتات ساعدتنا فيها كلية التربية النوعية من خلال صنع الوجوه للشخصيات من مادة السيراميك التي تم وضعها بأفران بالكلية ثم قمت بعمل جسم الشخصيات بالخشب والأقمشة وصممت الديكورات الخاصة بالأحداث. يضيف العيسوي أن المتحف يحكي قصة شعب بورسعيد والمقاومة الشعبية التي شهدت العديد من البطولات لأبناء المدينة الباسلة مثل السيد عسران الذي وضع قنبلة في رغيف وقتل الميجور ويليامز قائد المخابرات البريطانية بمدن القناة عام 56 والشاب محمد مهران الذي اقتلعوا عينيه في قبرص بسبب رفضه سب عبدالناصر والإساءة لمصر ومجموعة حمد الله وزنجير وهلال الذين اختطفوا مور هاوس ابن عمة ملكة بريطانيا ووضعوه في صندوق ومات في بيت بشارع عرابي وكذلك البطلات من النساء أمثال زينب الكفراوي التي كانت تهرب بالسلاح للفدائيين في عربة أطفال وفتحية الأخرس التي كانت تخبئ السلاح أثناء وجودها مع والدها الصياد ببحيرة المنزلة والكثير والكثير من بطولات شعب بورسعيد. كما يحكي المتحف قصة الملحمة التاريخية لحفر قناة السويس منذ أن كانت فكرة في ذهن ديليسبس ثم ضرب أول معول في حفر القناة وذلك من خلال ماكيتات مجسمة نفذتها من خلال صور حقيقية وهناك ماكيت لحفل افتتاح قناة السويس في بورسعيد وقد نفذت 250 شخصية خلال تسعة أشهر فقط بنفس ملابس وشخصيات الأصل. يضيف مسئول المتحف: أمر الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس بوطنية شديدة بعدم خروج أي قطعة من هذا المبني لأي مكان وتحتفظ به بورسعيد في متحفها ليكون شاهداً علي العصر والأحداث العظيمة التي مرت بها قناة السويس.