هلت بشائر القطن مع حرارة الجو تفتح اللوز أو "نور" علي نحو ينبئ بمحصول وفير رغم تراجع المساحات المنزرعة بينما يفجر مزارع بالغربية قضية تراجع الطلب علي القطن المصري طويلة التيلة بقوله ان مصانع الغزل قامت باستيراد ماكينات لا تعمل إلا بالقطن المستورد "قصير التيلة" مما يفقد مصر ميزتها التنافسية. الشرقية عبدالعاطي محمد : سجلت زراعة محصول القطن بمحافظة الشرقية تراجعا بالمقارنة بالعام الماضي ويضع المزارعون أيديهم علي قلوبهم خوفا من عدم دعم الدولة لهم في حالة عدم شراء المحصول من جانب الحكومة أو القطاع الخاص بأسعار تضمن لهم مكاسب بعد زراعة الذهب الأبيض الذي راحت عليه علي حد قولهم. يقول محمد علي: كنا نزرع محصول القطن كل عام خاصة انه كان يطلق عليه الذهب الأبيض لارتفاع ثمنه وكنا نسدد ديوننا منه ونزوج أبناءنا أيضاً لكن راحت عليه وأصبحنا نزرع المحصول ويسكن قلوبنا الخوف وعلي الرغم من دعم الدولة للفلاحين العام الماضي إلا اننا ننتظر مزيدا من الدعم والامتيازات لتشجيع المزارعين علي التوسع في المحصول الاستراتيجي خاصة ان مصر تتميز بالقطن طويل التيلة والذي يتم تصديره للخارج. أحمد متولي: قمت بزراعة المحصول العام الماضي لكن عزفت عن زراعته هذا العام خوفاً من المجازفة وزرعت الأرض بمحصول الأرز والذي يحقق عائدا مضمونا لكننا نعيش علي أعصابنا ولابد من تحديد أسعار للقطن وصرف حوافز لنا بصفة مستمرة. قال السيد رحمو نقيب الفلاحين بالمحافظة ان القطن المصري كان يضرب به المثل في جميع الدول ويتم تصديره وان المزارعين كانوا يتهافتون علي زراعته ومن أهم مشاكل زراعة القطن في مصر تتمثل في عملية التسويق وترك الحكومة الفلاح ليقع في مصيدة تجار يتلاعبون بسعر القنطار لتحقيق أرباح لهم دون النظر إلي تكلفة الإنتاج. قال المهندس علاء عفيفي وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة ان الحكومة تقف دائما بجانب المزارع عصب التنمية ولن تتخلي عنه أبدا وعلي الرغم من زراعة 33 ألف فدان من محصول القطن هذا العام علي مستوي المحافظة بالمقارنة بالعام الماضي 48 ألف فدان بسبب تخوف المزارعين من تراجع الدعم مؤكدا علي وضع خطة متكاملة للمكافحة والرش وعدم ترك المزارع فريسة للتجار.. وتوقع عفيفي أن يحقق المزارعون عائدا ماديا هذا العام من خلال بيعه للحكومة أو القطاع الخاص وان جني المحصول بداية شهر أكتوبر القادم وان تفتيح القطن يبشر بإنتاج وفير. لافتا إلي أن محصول القطن مهم خاصة انه طويل التيلة ويتم تصديره للخارج. مشيرا إلي أن الشرقية تحتل المركز الثالث في زراعة القطن علي مستوي محافظات مصر. الغربية علي أبودشيش: مازالت منظومة زراعة القطن في أراضي محافظة الغربية خلال الأعوام الماضية تشهد تراجعا ملحوظا حيث أكد المزارعون عن تراجع المساحة المزروعة بمحصول القطن هذا العام نظرا لتخبط القرارات من وقف الاستيراد ثم فتحه فهذه القرارات تؤدي إلي تخوف الفلاحين من زراعة القطن. قال محمد حماد من أصحاب الأراضي بكفر الزيات ان زراعة محصول القطن غير مربحة لذلك يلجأ الفلاح إلي زراعة محاصيل أخري مربحة عن القطن. مشيرا إلي أن زراعة القطن كانت في الماضي تمثل أكثر الزراعات التي يعتمد عليها والتي يحصل من خلالها علي عائد ماد كبير كما ان البذور غير جيدة ومن النوع الرديء والحكومة تواجه مشاكل في تصدير القطن. الأمر الذي نتج عنه انخفاض أسعار القطن بشكل كبير موضحا ان الفلاح واجه مشاكل متعددة العام الماضي لترويج المحصول مما شكل عائقا كبيرا في منظومة زراعة القطن العام الحالي. أضاف: أكثر المصانع تمتنع عن استخدام القطن المصري لزعمهم بأنه طويل التيلة ولا يصلح للاستخدام في الآلات الجيدة. مطالباً الحكومة بوضع إجراءات تشريعية لتشجيع الفلاح علي زراعة القطن. مشيرا إلي أن زراعة القطن في مصر كانت تمثل عصب الحياة للفلاح. ان زراعة القطن تكلف الفلاح أموالا كبيرة أثناء زراعة محصول القطن وان العائد منها يكون قليلا في الوقت الحالي لذلك يلجأ المزارعون إلي المحاصيل التي لا تحتاج إلي جهد ويسهل بيعها. طالب عدد من الفلاحين تخفيض أسعار السماد والبذور لتشجيع المزارعين علي زراعة القطن من جديد وأن يتم توفير بذور جيدة لإنتاج قطن قصير التيلة لاستخدامه في المصانع الحديثة. القليوبية مجدي الرفاعي: صرح المهندس سامي سعد وكيل وزارة الزراعة بالقليوبية بأن عدد الأفدنة المنزرعة بالقطن طويل التيلة بالقليوبية 62 فدانا فقط وهي نسبة قليلة جداً بسبب تخوف المزارعين من تسويقه علي الرغم من تأكيدات وزارة الزراعة أكثر من مرة بضمان تسويق المحصول. أضاف ان المزارعين بالقليوبية فضلوا زراعة الخضر عن القطن نظرا لقرب القاهرة من القليوبية.. كما ان القاهرة تعد مركزا كبيرا في تسويق الخضر والفاكهة.. مشيرا إلي أن المديرية تقوم باستلام بذور القطن من مركز البحوث الزراعية وتسليمها للمزارعين ويحظر علي المزارعين زراعة أي بذرة قطن غير الموصي بها من مركز البحوث وإذا قام مزارع بزراعة أي نوع آخر من القطن يتم تحرير محضر له حتي لا يكون هناك خلط بالأصناف.