ملح السياحات ممنوع من التداول لخطورته علي الصحة العامة.. وتحرر محاضر غش تجاري للمحلات والمخابز التي تضبط لديها كميات من هذا الملح الذي يلجأ البعض من معدومي الضمير إلي استخدامه لرخص ثمنه حيث لا يزيد سعر "الجوال" عن 25 جنيهاً بينما المثيلة المصرح بتداولها تصل إلي 10 أضعاف هذا الثمن. الغريب أنه رغم مطاردة "التموين" لتجار التجزئة ومستخدمي ملح السياحات.. إلا أن تعبئته تتم علناً "جهاراً نهاراً" في كفر الشيخ..!! دون أن تجد من يتصدي للجريمة من المنبع فعلي الطريق الدولي الساحلي الذي يمر بمحافظة كفر الشيخ تنتشر مجموعات لاستخراج ملح السياحات الفاسد من البرك والمستنقعات بالأراضي المجاورة للطريق الدولي حيث يقومون بتعبئة هذا الملح في شكائر في وضح النهار دون أن يعترضهم أحد لا من مسئولي التموين أو الوحدتين المحليتين بكل من بلطيم ومطوبس المجاورتين للطريق. يأتي ذلك في الوقت الذي أكد متخصصون أن ملح السياحات الفاسد يتسبب في الإصابة بالفشل الكلوي وسرطان الكبد وتدمير خلايا المخ وغيرها من الأمراض المستعصية لاحتوائه علي العديد من المواد السامة التي يصعب التخلص منها داخل الجسم. يقول السيد نور الدين مراقب صحي بإدارة بيلا الصحية إن الملح الفاسد يباع علناً في جميع المدن والقري ويقوم البعض بطحنه وتعبئته في أكياس صغيرة مدون عليها اسم شركة معروفة لصناعة الملح وهنا تكمن الخطورة بعد أن يصبح المواطن العادي وخاصة ربات البيوت من الأميين عاجزين عن تمييز الملح الفاسد من الصالح للاستخدام الآدمي ويقبلون علي شرائه لرخص ثمنه؟ يشير مصطفي القصيف مدير مركز "وطن لحقوق الإنسان" بكفر الشيخ إلي أن ملح السياحات بالمناطق المجاورة للطريق الدولي يأتي نتيجة ارتفاع مياه البحر في فصل الشتاء وخروج المياه علي الشاطئ وبقاء كميات راكدة لفترة طويلة وعندما يحل فصل الصيف تتبخر المياه ويبقي الملح بجوار البرك حيث يقوم بعض الأشخاص باستخراجه وتعبئته في شكائر وبيعه علي أنه ملح صالح للاستخدام الآدمي وعلي قارعة الطريق. أضاف عادل سلامة مصور من أبناء بلطيم أنه لا توجد رقابة تموينية أو صحية علي أماكن تجميع الملح رغم تكديسه في شكائر علي الطريق الدولي الساحلي وقيام عصابات الملح باستخراجه علناً وفي وضح النهار دون أن يعترضهم أحد ويمكن متابعتهم بسهولة ومنعهم. محمد الجوهري من أبناء مدينة دسوق يقول إن البعض يستخدم هذا الملح في تصنيع المنتجات الغذائية مثل الجبن بشتي أنواعه والسمن ومنتجات الألبان بالإضافةپإلي صناعة الفسيخ والأسماك المملحة وهو ما يجعل خطورته تزداد بشكل كبير مشيراً إلي أن الرقابة التموينية تكاد تكون معدومة حتي أن عربات الكارو تقوم ببيع الملح في قري المحافظة وتقوم ربات البيوت بشرائه لرخص ثمنه حيث لا يزيد سعر الشيكارة علي 25 جنيه فإنها لا تكلف من يستخرجون ملح السياحات سوي ثمن نقلها فقط. أكد رضا أحمد مختار الباحث في علوم الأغذية العلاجية بجامعةپحلوان ومن أبناء مدينة بيلا مما لاشك فيه أن الملح الطبيعي أفضل بكثير من الملح المكرر التي تكون فيه نسبة كلوريد الصوديوم حوالي 9.99% حيث أنه يحتوي علي العديد من الأملاح المعدنية الطبيعية المفيدة للجسم كما أنه طبيعي غير مضاف إليه أي من المواد التي تضاف إلي الملح المكرر مثل المواد المبيضة أو المواد مانعة التكتل مما يجعله أفضل صحياً إلا أنه يساء صناعته جداً في مصر حيث تكثر الملاحات علي الشواطئ علي طول الطريق الساحلي دون الحصول علي تراخيص ودون وجود أي اشتراطات صحية ولا الخضوع إلي أي رقابة صحية مما قد يتسبب في إحداث العديد من الأمراض التي قد تنتج عن التلوث الكيميائي أو المعادن الثقيلة مثل الرصاص الناتج عن عوادم السيارات.