علي الطريق الدولي الساحلي الذي يمر بمحافظة كفر الشيخ تنتشر مجموعات لاستخراج ملح السياحات الفاسد من البرك والمستنقعات بالأراضي المجاورة للطريق الدولي حيث يقومون بتعبئة هذا الملح في شكائر في وضح النهار دون أن يعترضهم أحد لا من مسئولي التموين أو الوحدتين المحليتين بكل من بلطيم ومطوبس المجاورتين للطريق مما يتسبب في كثير من الأمراض الفتاكة وكأن هؤلاء لم يكتفوا بما فعله يوسف والي الأمين العام للحزب الوطني المنحل ووزير الزراعة الأسبق الذي أفسد الزرع والشجر والبشر بالمبيدات المسرطنة. يأتي ذلك في الوقت الذي أكد متخصصون أن ملح السياحات الفاسد يتسبب في الاصابة بالفشل الكلوي وسرطان الكبد وتدمير خلايا المخ وغيرها من الأمراض المستعصية لاحتوائه علي العديد من المواد السامة التي يصعب التخلص منها داخل الجسم. يقول السيد نورالدين مراقب صحي بادارة بيلا الصحية: ان الملح الفاسد يباع علنا في جميع مدن وقري محافظة كفر الشيخ ويقوم البعض بطحنه وتعبئته في أكياس صغيرة مدون عليها اسم شركة معروفة لصناعة الملح وهنا تكمن الخطورة بعد أن يصبح المواطن العادي وخاصة ربات البيوت من الأميين عاجزين عن تمييز الملح الفاسد من الصالح للاستخدام الآدمي ويقبلون علي شرائه لرخص ثمنه. ويشير وليد البدويهي سكرتير مدرسة إلي أن ملح السياحات بالمناطق المجاورة للطريق الدولي يأتي نتيجة ارتفاع مياه البحر في فصل الشتاء وخروج المياه علي الشاطئ وبقاء كميات راكدة لفترة طويلة وعندما يحل فصل الصيف تتبخر المياه ويبقي الملح بجوار البرك حيث يقوم بعض الأشخاص باستخراجه وتعبئته في شكائر وبيعه علي أنه ملح صالح للاستهلاك الآدمي علي قارعة الطريق. يؤكد الدكتور محمد شمس الدين أخصائي التأهيل والعلاج بمنتجات نحل العسل والتغذية أن الملح الذي يتم استخراجه من البرك والمستنقعات يؤدي إلي تدمير صحة المواطنين لاحتوائه علي مواد سامة ومعادن ثقيلة وفي الوقت نفسه لا توجد رقابة تموينية أو صحية علي أماكن تجميع الملح رغم تكديسه في شكائر علي الطريق الدولي الساحلي وقيام عصابت الملح باستخراجه علنا وفي وضح النهار دون أن يعترضهم أحد. يقول مجدي الجندي عضو مجلس إدارة مستشفي بيلا ان البعض يستخدم هذا الملح في تصنيع المنتجات الغذائية مثل الجبن بشتي أنواعه والسمن ومنتجات الآلبان بالاضافة إلي صناعة الفسيخ والأسماك المملحة وهو ما يجعل خطورته تزداد بشكل كبير مشيرا إلي أن الرقابة التموينية تكاد تكون معدومة حتي أن عربات الكارو تقوم ببيع الملح في قري المحافظة وتقوم ربات البيوت بشرائه لرخص ثمنه حيث لا يزيد سعر الشيكارة علي 51 جنيها. ورغم ذلك فانها لاتكلف من يستخرجون ملح السياحات سوي ثمن نقلها فقط. الدكتور نزيه دياب أستاذ التغذية والاقتصاد المنزلي بكلية التربية النوعية بكفر الشيخ أكد ان الملح الذي يتم استخراجه من البرك والمستنقعات غير صالح للاستهلاك الآدمي لاحتوائه علي عناصر سامة تؤدي إلي الاصابة بأمراض الكبد والكلي وتؤثر تأثيرا بالغا علي خلايا المخ مطالبا بتشديد الرقابة الصحية والتموينية علي من يقوم باستخراج هذا الملح. من جانبه أكدعلي هويدي مدير إدارة تموين بلطيم أنه يتم التعامل مع مافيا الملح الفاسد بطريقة مباشرة حيث يتم سكب كميات كبيرة من السولار علي ملح السياحات في حالة عدم وجود أصحاب الملحب أما في حالة ضبطهم فانه يتم تحرير محاضر فورية لهم بالغش التجاري واتخاذ الاجراءات القانونية ضدهم والتحفظ علي كميات الملح المضبوطة وإعدامها بقرار من النيابة العامة. أضاف ضرورة تضافر الشرطة والصحة والبيئة لمواجهة عصابات استخراج ملح السياحات حيث نخشي علي أنفسنا في حالة عدم تواجد شرطي نظرا لحالة الفراغ الأمني الذي يستغله بعض الخارجين علي القانون.