عاد ملح السياحات الفاسد للظهور مرة أخري بأسواق كفر الشيخ بعد فترة من اختفاء مروجيه إلا أنهم انتهزوا فرصة انشغال التموين بأزمة الوقود من سولار وبنزين وخلافه وعادوا الي الظهور بقوة في القري والمدن. يقول محمود الهنداوي دبلوم تجارة إن انتشار ملح السياحات الفاسد بكفر الشيخ هذه الأيام أصبح علي كل شكل ولون سواء عن طريق بيعه علنا علي عربات الكارو في القري أو عن طريق استخدامه في محلات الفسيخ والسردين بالمدن أو استخدامه في مصانع الألبان والجبن, لافتا الي ان غياب الرقابة جعل أصحاب المصانع يتداولون الملح الفاسد علنا دون خوف رغم الخطورة التي يسببها هذا الملح السام علي الصحة العامة. ويشير خالد حسن مهندس زراعي الي ان المصدر الرئيسي لانتشار ملح السياحات بكفر الشيخ هي المساحات الشاسعة من الأراضي البور بجوار البحر المتوسط والموازية للطريق الدولي الساحلي بمنطقتي بلطيم ومطوبس حيث يقوم معدومو الضمير من تجار ومافيا الملح الفاسد باستخراجه من البرك والمستنقعات الموجودة بالأراضي في ظل غياب الرقابة التموينية. ويشير محمد حسين محام الي قيامه بتقديم شكاوي عديدة لمسئولي التموين والوحدة المحلية لمركز ومدينة مطوبس من قيام التجار ببيع الملح الفاسد علنا علي الطريق الدولي إلا أن كل شيء كما هو ولم نسمع عن عقوبة هؤلاء التجار الذين يتسببون في تدمير صحة المواطنين من أجل تحقيق مكاسب سريعة. ويؤكد د. محمد الجوجري المدرس بكلية الزراعة جامعة المنصورة أن ملح السياحات الفاسد الذي يتم تجميعه من البرك والمستنقعات دون معالجة ملئ بالمواد السامة ويتسبب في أمراض الفشل الكلوي وسرطان الكبد وتدمير خلايا المخ, لافتا الي ان ملح الطعام الذي يسمح باستخدامه تتم معالجته في مصانع مرخصة ومخصصة لصناعة الملح حتي يكون صالحا للاستهلاك الآدمي. من جانبه, أكد المهندس مراد الصفصافي وكيل مديرية التموين بكفر الشيخ انه يتم فحص أي شكوي تصل من أي مواطن أو جهة بكل جدية, لافتا الي انه تم ضبط كميات كبيرة من ملح السياحات الفاسد خلال الأشهر الأخيرة, وتم تحرير المحاضر اللازمة للمخالفين والتحفظ علي كميات الملح المضبوطة.