في ظل الفرحة العارمة التي يعيشها المواطن المصري بالانجازات العملاقة التي تتم علي أرض الواقع في مصر وأهمها افتتاح قناة السويس الجديدة التي بدأ الحفر فيها منذ عام فقط فهناك من ينغص هذه الفرحة بالإهمال في صحة المصريين وخاصة من الغلابة وغير القادرين.. فهذا هو وزير الصحة الذي لم يحرك ساكناً في قضية وفاة الأطفال داخل مستشفيات الوزارة بعد تناولهم محاليل معالجة الجفاف الفاسدة فقد وصلت حالات الوفيات حتي الآن إلي أكثر من 8 أطفال ومع ذلك مازال الوزير يتقصي الحقائق وفي كل يوم نجد حالات جديدة مصابة بتشنجات من جراء تناولها هذه المحاليل الفاسدة ولم ينفع معها العلاج وفشلت معها كل محاولات الإنقاذ وأصبح مصيرها الموت. الأغرب من ذلك أن المريض المصري أصبح يتسول العلاج في المستشفيات التابعة للوزارة وهذه مأساة سيدة لقيت ربها بعد عناء في البحث عن علاجها في مستشفي ناصر المركزي بمحافظة بني سويف مما دفع نجلها إلي اصطحابها داخل سيارة والتوجه بها إلي قسم الشرطة لتحرير محضر ضد إدارة المستشفي وتسجيل الواقعة علي الطبيعة لكن السيدة فاضت روحها الطاهرة إلي بارئها داخل قسم الشرطة أثناء تحرير المحضر. النيابة العامة استدعت مدير المستشفي ورئيس قسم العناية المركزة والطبيب النوبتجي واثنين من الممرضات لسماع أقوالهم في الواقعة وعدم انقاذهم للسيدة التي كانت تعاني من أزمة صدرية مفاجئة. كالمعتاد في مستشفيات وزارة الصحة أكدوا أن السيدة حضرت للمستشفي وكانت تعاني من أزمة صدرية لكن لا يوجد مكان بالرعاية المركزة مما دفعهم لرفض استقبال الحالة أو محاولة إنقاذها في قسم الطوارئ والاستقبال. هذه الحالة ليست هي الوحيدة من نوعها لكن هناك عشرات الحالات التي تتعرض لأزمات صحية مفاجئة ولم تجدپمكاناً في المستشفيات التابعة لوزارة الصحة حتي تقديم الإسعافات المبدئية. الأصعب من ذلك أن الوزير يغفل عن هذه الحالات ولم يعد لديه جديد يقدمه لمريض الطوارئ لكن نسأله أين قراراتك بإلزام المستشفيات الخاصة باستقبال حالات الطوارئ وعلاجها لمدة 24 ساعة وبعدها يتم نقل الحالة لمستشفي عام لاستكمال العلاج بالمجان إذا كانت مستشفيات وزارة الصحة ترفض استقبال حالات الطوارئ تحتپمسمي العناية المركزة كاملة العدد فكيف يلزم هذا الوزير المستشفيات الخاصة باستقبال مثل هذه الحالات وعلاجها بالمجان لمدة 24 ساعة؟ أين الآليات التي حددها وزير الصحة لتطبيق هذا القرار؟! وإذا كان الوزير لا يتابع ما يجري علي أرض الواقع في مستشفيات وزارة الصحةپوقوله لا يطابق عمله فما هو الداعي لوجوده حتي الآن؟ كل ما يجري في مستشفيات وزارة الصحة يحتاج إلي وقفة حاسمة وسريعة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه حتي نؤكد للمواطن أن انجاز قناة السويس سوف ينعكس علي جميع المجالات ولا مكان للوزراء المتقاعسين الذين يهملون صحة الغلابة ويتخلون عن مشاكل المواطنين الحقيقية. اتصل بي أحد الأشخاص منذ أيام محاولاً انقاذ شقيقه الذي تعرض للإصابة بجلطة وأكد لي أنه اتصل بطوارئ الوزارة 137 وأبلغهم بحالة شقيقه المرضية لكن لم يرد عليه أحد حتي إن شقيقه استسلم للموت أمام عينيه هل هذا كله لا يدعونا إلي التوقف ومحاسبة المهملين في حق المريض المصري فإذا كنا قد أنجزنا قناة السويس في عام فماذا فعل وزير الصحة منذ قدومه للوزارة؟