من الحكمة نقل مباراة الأهلي والزمالك إلي ستاد الجونة في مدينة الغردقة التي تبعد عن القاهرة أكثر من 450 كيلومتراًَ.. وهو نفس الملعب الذي استضاف مباراة الدور الأول بين الفريقين. ومر اليوم بسلام.. والجميع يريد أن ينتهي الموسم بسلام. ولا تحدث لا قدر الله أي انتكاسة جديدة. من نوعية كارثة ستاد الدفاع الجوي التي تسببت في توقف النشاط الكروي نحو 55 يوما. وتأجيل نهاية الموسم إلي سبتمبر المقبل رغم أن النتائج النهائية لهذا الموسم قد عرفت مقدما ومبكرا بهبوط الأندية الخمسة. واستعداد الزمالك للتتويج بلقب الدوري بعد شوقة وانتظار طويل. وجماهيره متلهفة علي الاحتفال بهذه اللحظة فما بالكم إذا كانت أمام الأهلي حتي يري الحسرة في عيون لاعبي خصمهم اللدود خاصة أن اللقب واقف علي نقطة. وهي في متناول لاعبي فريق الزمالك المتميز جدا هذا الموسم.. لذلك فلا أحد يضمن أن يجري اليوم بشكله الطبيعي وسط هذه المشاعر المتحفزة من جماهير الزمالك وأيضا من جماهير الأهلي التي سوف يسعدها جدا تعطيل تتويج الزمالك باللقب وأن ينتزع فريقها فوزا يجعله شريكا في اللقب ولو بشكل معنوي.. في هذه المباراة ستكون المشاعر متأججة. ولن يكون من السهل ضمان عدم اندفاع الجماهير لكسر قرار المنع للمشاركة في هذه اللحظة.. وإذا حدث هذا الاندفاع ودخلت الجماهير عنوة فلن يكون مضمونا ألا يحدث ما يعكر صفو اليوم. وحدوث الانتكاسة. وكل ما نخشاه. وبدلا من أن يكون يوما سعيدا للجميع ندخل في نفق مظلم جديد خاصة أن من بيننا من يتربصون بنا. ويتصيدون مثل هذه المناسبات الجماهيرية لإحراج الأمن المصري. ونقل صورة سيئة لبلدنا في الخارج.. ولا أكشف سرا أن وراء نقل المباراة إلي الجونة ما حدث من اختراق لبضعة آلاف من جماهير الزمالك لاستاذ بتروسبورت في مباراة النصر.. فمن يضمن ألا تتحرك قوافل من القاهرة إلي السويس التي تبعد 100 كم فقط. إذا ما أقيمت المباراة في ستاد السويس الجديد.. ونفس الشيء بالنسبة لاستاد برج العرب القريب من مدينة الإسكندرية.. لذلك كان اختيار ستاد الجونة ضروريا وحتميا لضمان يوم خال من المشاكل.. وليفز من يفز. ويفرح من يفرح. ولكن بدون توتر أو صدام متوقع.. فإذا فاز الزمالك أو تعادل يستطيع أن يعود إلي القاهرة بدرع الدوري قبل عشاء نفس اليوم لأن المباراة ستقام عصرا. ويستطيع أن يحتفل مع جماهيره كيف يشاء في ستاد زامورا. وفي كل أرجاء نادي الزمالك.. وإذا فاز الأهلي فاحتفاله سيكون بسيطا للغاية لأنه ليس بطلا. بل مجرد فائز علي البطل وقد فعلها قبله فريق المقاصة. فهو فوز لا يستحق الاحتفال أصلا. وإن كان سيسعد لاعبيه وجهازهم الفني. ويشعرهم بالفخر والارتياح.. وخلاصة القول أن يكون المسئولون في الناديين في مستوي المسئولية بالنسبة للظرف الخاص بهذه المباراة حتي نعبرها جميعا علي خير لأنها بمثابة مطب كبير وخطير في الموسم الكروي الحالي.. ولو أقيمت في بداية الدور الثاني. وليس في آخره ما كنا جميعا في هذا الموقف الحرج.