أكد فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر. أن حديثنا خلال شهر رمضان لم نكن نقصد به احداث فرقة أو اختلاف أو إثارة ضغائن بين السنة والشيعة. إذ إن الأزهر حريص جداً علي وحدة المسلمين بل هو أحرص المؤسسات الدينية علي وجه الأرض علي جمع الشمل ووحدة الأمة الإسلامية خاصة في ظل هذه الظروف القاسية التي تمر بأمتنا الإسلامية. أضاف- في حديثه اليومي. الذي يذاع علي الفضائية المصرية قبيل الافطار: الأزهر لا يحجر علي الرأي أبدا. لأن الله عز وجل قال: "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" وكذلك قوله تعالي "ولكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً" هذه أصول علمنا إياها القرآن الكريم لكننا نقول تعالوا نتفق ونلتقي علي أصول واضحة تمنع وقوع الفتن. تعالوا لايقاف شلالات الدم التي تجري بين المسلمين الآن. إذ أن دماء المسلمين ليست رخيصة. أشار إلي أن هذه الدماء تجري بسبب ثقافة الحقد والإساءة لرموز الأمة وتخوينهم وهذا ما حاولنا في حلقاتنا الرمضانية تنبيه المسلمين الي خطره. وخطر الإساءة الي سيدنا أبي بكر وعمر وعثمان والسيدة عائشة- رضي الله عنهم. وقال: ننبه علي ضرورة وقف التبشير بالمذهب الشيعي في معاقل أهل السنة. الذين يمثلون 90% من مجموع المسلمين في العالم. ومصر بلد سني ولا نريد ان يتحول شعبه المسلم الي طائفتين تقتتلان من أجل المذهب والطائفية. ونقع في الفخ الذي نصب لبعض الشعوب العربية والإسلامية. شدد علي ضرورة ابتعاد بعض ضعاف النفوس من الشيعة عن إغراء الشباب السني الذي ليس لديه خلفية فكرية ولا إسلامية ولا تاريخية بمثل هذه الأمور العقدية. ولا يعرف الزائف من المذاهب من الصحيح. كما هو حال كثير من الشباب الذي يمكن ان يقع فريسة أمام بريق المغريات والأموال التي تنساب وتتخذ هذه الدعوات من بعض المواطنين "مقاولين أنفار" أو "سماسرة مذاهب" لتكوين قاعدة من هؤلاء الشباب تتمذهب بالمذهب الشيعي. ونحن نرفض هذا الكلام جملة وتفصيلاً تحسباً لما نبهت عليه من أن تتحول مصر المحروسة الي بلد منقسم بين سنة وشيعة. يقتل فيها السني الشيعي وبالعكس. كما يجري الآن في سوريا والعراق واليمن. أكد أن مصر ليس فيها شيعة. ولذلك الآن يراد احداث فتنة فيها من خلال تكوين قاعدة شبابية تتمذهب بالمذهب الشيعي وإقامة حسينيات ثم بعد ذلك يقاتل الشباب الشيعي الشباب السني ويتصارعان وتقع مصر كما وقع غيرها في العالم العربي بسبب الصراع المذهبي.. موضحاً ان أحد المستشرقين الصهاينة يدعي "بيرنارد لويس" ترجمت له مقتطفات من كتبه عام 2000 تحت عنوان "تنبؤات بيرنارد لويس.. مستقبل الشرق الأوسط" يقول فيه: "عاجلاً وليس آجلاً سيعاود النمط التاريخي في المنطقة -يقصد الخلاف بين السنة والشيعة- ظهوره الي العلن فتركيا إسلامية وإيران إسلامية ستتنافسان علي الزعامة وستكون المنافسة كما كانت عليه منذ عدة قرون بين المذهبين السني والشيعي" وهذا الكلام مكتوب منذ 15 عاماً وهو الذي يتم تطبيقه الان. دعا شيخ الأزهر كبار علماء السنة وفضلاء علماء الشيعة الي الاجتماع بالأزهر لإصدار فتاوي من المراجع الشيعية ومن أهل السنة تحرم علي الشيعي ان يقتل السني وتحرم علي السني ان يقتل الشيعي.. مختتماً حديثه بأن هدفه من كل الحلقات السابقة هي المكاشفة والمصارحة البعيدة عن المجاملات. من أجل الوصول إلي إيقاف شلالات الدم التي تجري في المنطقة وإنقاذ الأمة مما نصبه لها المتآمرون والمخططون وندفع ثمنه من دمائنا وأرواحنا كل يوم بل كل ساعة.