الطيب: يجب وقف التبشير بالمذهب الشيعي في معاقل أهل السنة الأزهر أحرص المؤسسات الدينية على وحدة الأمة الإسلامية.. وأدعو لإيقاف شلالات الدم التي تجري بين السنة والشيعة الآن
دعا الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر إلى ضرورة وقف التبشير بالمذهب الشيعي في معاقل أهل السنة، الذين يمثلون %90 من مجموع المسلمين في العالم. وقال الطيب في حديثه اليومي على الفضائية المصرية: "مصر بلد سني؛ ولا نريد أن يتحول شعبه المسلم إلى طائفتين تقتتل من أجل المذهب والطائفة، ونقع في الفخ الذي نُصب لبعض الشعوب العربية والإسلامية". وشدد على ضرورة ابتعاد من سماهم ب "بعض ضعاف النفوس من الشيعة عن إغراء الشباب السني الذي ليس له خلفية فكرية ولا إسلامية ولا تاريخية بمثل هذه الأمور العقدية، ولا يعرف الزائف من المذاهب من الصحيح، كما هو حال كثير من الشباب، الذي يمكن أن يقع فريسة أمام بريق المغريات والأموال التي تنساب". ولاحظ أن هذه الدعوات تتخذ من بعض المواطنين "مقاولين أنفار" أو "سماسرة مذاهب" لتكوين قاعدة من هؤلاء الشباب تتمذهب بالمذهب الشيعي، وتابع "ونحن نرفض هذا الكلام جملة وتفصيلا، تحسبا لما نبهت عليه من أن تتحول مصر المحروسة إلى بلد منقسم بين سنة وشيعة، يقتل فيها السني الشيعي وبالعكس، كما يجري الآن في سوريا والعراق واليمن". وأكد شيخ الأزهر أن "مصر ليس فيها شيعة، ولذلك الآن يراد إحداث فتنة فيها من خلال تكوين قاعدة شبابية تتمذهب بالمذهب الشيعي وإقامة حسينيات ثم بعد ذلك يقاتل الشباب الشيعي الشباب السني ويتصارعان وتقع مصر كما وقع غيرها في العالم العربي بسبب الصراع المذهبي". وأوضح أن "أحد المستشرقين الصهاينة يدعى "بيرنارد لويس" ترجمت له مقتطفات من كتبه في سنة 2000م تحت عنوان "تنبؤات بيرنارد لويس.. مستقبل الشرق الأوسط"، يقول فيه : "عاجلاً وليس آجلاً سيعاود النمط التاريخي في المنطقة -يقصد الخلاف بين السنة والشيعة- ظهوره إلى العلن"؛ فتركيا إسلامية وإيران إسلامية، ستتنافسان على الزعامة وستكون المنافسة كما كانت عليه منذ عدة قرون بين المذهبين السني والشيعي"، وهذا الكلام مكتوب منذ 15سنة وهو الذي يتم تطبيقه الآن". ودعا الطيب، كبار علماء السنة وفضلاء علماء الشيعة إلى الاجتماع بالأزهر "لإصدار فتاوى من المراجع الشيعية ومن أهل السنة تُحرِّم على الشيعي أن يقتل السني وتُحرِّم على السني أن يقتل الشيعي". وأوضح أن هدفه من كلامه خلال شهر رمضان عن الشيعة "هي المكاشفة والمصارحة البعيدة عن المجاملات، من أجل الوصول إلى إيقاف شلالات الدم التي تجري في المنطقة، وإنقاذ الأمة مما نصبه لها المتآمرون والمخططون، وندفع ثمنه من دمائنا وأرواحنا كل يوم بل كل ساعة". وأشار إلى أنه "لم نكن نقصد به إحداث فرقة أو اختلاف أو إثارة ضغائن بين السنة والشيعة، إذ الأزهر حريص جدًا على وحدة المسلمين، بل هو أحرص المؤسسات الدينية على وجه الأرض على جمع الشمل ووحدة الأمة الإسلامية، وخاصة في ظل هذا الظروف القاسية التي تمر بأمتنا الإسلامية". ومضى الطيب قائلاً: "الأزهر لا يحجر على الرأي أبدًا، لأن الله عز وجل قال: "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، وكذلك قوله تعالى "ولكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا"، هذه أصول علمنا إياها القرآن الكريم، لكننا نقول تعالوا نتفق ونلتقي على أصول واضحة تمنع وقوع الفتن، تعالوا لإيقاف شلالات الدم التي تجري بين المسلمين الآن، إذ دماء المسلمين ليست رخيصة". ولفت إلى أن "هذه الدماء تجري بسبب ثقافة الحقد والإساءة لرموز الأمة وتخوينهم، وهذا ما حاولنا في حلقاتنا الرمضانية تنبيه المسلمين إلى خطره، وخطر الإساءة إلى سيدنا أبي بكر وعمر وعثمان والسيدة عائشة –رضي الله عنهم".