يشهد ملعب الاستاد الوطني بالعاصمة سانتياجو في العاشرة من مساء اليوم بتوقيت القاهرة نهائي كاس امم امريكا الجنوبية كوباامريكا المرتقب بين اصحاب الارض والجمهور منتخب تشيلي امام نظيره الأرجنتين الشهير بمنتخب التانجو. يخوض المنتخبان اللقاء الليلة وبينهما هدف واحد مشترك هو الوصول الي منصة التتويج وحمل الكأس الغالية وذلك رغم الفوارق الكبيرة بين الفريقين سواء من حيث التاريخ او الامكانيات وجميعها تصب بالطبع في مصلحة ميسي ورفاقه نجوم التانجو الأرجنتيني ولكن المؤكد ان كرة القدم لا تعطي الا من يعطيها والاكثر بذلا للجهد والافضل عطاء داخل الملعب وقت المباراة. والصراع الليلة فريد من نوعه فهو ليس مجرد تنافس كروي فقط وانما له ابعاد سياسية واجتماعية وتاريخية ايضا بين هاتين الدولتين المتجاورتين فالصراع السياسي بين الأرجنتينوتشيلي لا ينتهي ابدا وهناك شحن دائم بين البلدين والشعبين لذا خرج العديد من المسئولين والشخصيات العامة بالبلدين وايضا نجوم المنتخبين بتصريحات كان هدفها تهدئة الاجواء الجماهيرية والتأكيد علي ان المواجهة هي مباراة في كرة القدم فقط لاغير بجانب وجود تشديدات امنية غير عادية الليلة لمنع اي احتكاك بين جماهير الفريقين. المهم ان الليلة يدخل اصحاب الارض اللقاء وهم يطمعون في الحصول علي اول لقب كوباامريكا في تاريخهم العريض بهذه البطولة فمنتخب تشيلي من المؤسسين لها مع الثلاثي البرازيلوالأرجنتين واوروجواي الذين قاموا بتنظيم اول بطولة عام 1916 اي منذ مائة عام تقريبا ولكن علي مدار قرن كامل من الزمان لم تصل تشيلي الي منصة التتويج سواء في كوباامريكا التي نظمتها علي ارضها او خارج بلادها. وافضل ما حققه منتخب تشيلي بعد قرن من المشاركة في كوباامريكا كان المركز الثاني اربع مرات فقط اعوام 1955 و1956 و1979 و1987 وهذا الفريق واحد من بين ثلاثة لم يحقق اي منهم اللقب حتي الان مع فنزويلا والاكوادور. في المقابل يبحث التانجو الأرجنتيني وميسي ورفاقه عن اضافة اللقب الخامس عشر لبلادهم الليلة فقد سبق وحقق الفريق كأس كوباامريكا 14 مرة من قبل حيث يأتي كثاني اكثر المنتخبات تحقيقا للقب بعد اوروجواي صاحبة ال15 تتويجا في كوباامريكا. ولكن كانت المرة الاخيرة التي شوهد فيها نجوم التانجو علي منصة التتويج في كوباامريكا منذ 22 عاما وتحديدا في 1993 بالاكوادور عندما تغلبت علي المكسيك وهي من دول امريكا الشمالية في المباراة النهائية 2/1 بقدم باتيستوتا النجم الشهير وشاركت المكسيك تبعا للوائح البطولة التي تسمح بدعوة منتخبات من خارج القارة تحت مسمي الفريق الزائر لاجل زيادة عدد الدول المشاركة في المنافسات. وتمثل كوباامريكا احد الاحلام للنجم الأرجنتيني العالمي ميسي التي يطمح في تحقيقها حتي يصنع تاريخا حقيقيا مع نجوم التانجو. فالنجم ميسي بكل مهاراته وبطولاته التي قدمها علي طبق من ذهب لفريق ناديه الاسباني برشلونة وتتويجه اكثر من مرة كافضل لاعب في العالم الا انه وحتي الان بعيد تماما عن منصات التتويج مع التانجو قاريا وعالميا علي مستوي الكبار وهو ما يفصله عن حصوله علي لقب اسطورة الكرة الأرجنتينية والذي يحمله حتي الان النجم الفذ السابق مارادونا الذي اهدي بلاده لقب مونديال 1986 ببراعة واقتدار فهل يتمكن ميسي من كسر هذا النحس مع الأرجنتين ليقتحم عالم الاساطير الكروية القومية في بلاده. ومع امتلاك منتخب الأرجنتين للتاريخ العريق والعريض في كوباامريكا فانه يدخل النهائي ايضا وهو يملك اسلحة فنية قوية للغاية في مقدمتها بالطبع ميسي ومعه انخل دي ماريا الذي اكتشف نفسه من جديد بعد موسم غير جيد مع ناديه المان يونايتد الانجليزي واجويرو المتألق وكليهما كان صاحب علامة في مباراة الستة بالمربع الذهبي امام باراجواي حيث سجل دي ماريا هدفين واجويرو هدفا وهو اي اجويرو بالمناسبة هداف الأرجنتين في البطولة هذا العام ثلاثة اهداف بينما لم يحرز ميسي سوي هدفا واحدا فقط حتي الان. ومع هولاء النجوم هناك ايضا روخو وزاباليتا ماسيكرانو ولاميلا وباستوري وهيجواين وتيفيز ولافيتزي وجميعهم يطمح ايضا في اعادة التانجو الي منصات التتويج مجددا في العموم والابتعاد عن الوصافة او الخروج خالي الوفاض. في المقابل يواجه كل هولاء النجوم منتخب تشيلي الذي لا يضم بين صفوفه لاعبين علي نفس مستوي الشهرة والنجومية التي يحظي بها لاعبو التانجو باستثناء اثنين او ثلاثة فقط اليكس سانشيز نجم الارسنال الانجليزي وارتورو فيدال نجم اليوفنتوس الايطالي وحارس برشلونة الاسباني كلاوديو برافو وجاري ميدل انتر ميلان وماتياس فرنانديز فيورنتينا والمهاجم فارجاس كوينز بارك الانجليزي. ومن علي الخط بالمستطيل الاخضر ستكون مواجهة المدربين ارجنتينية خالصة فالمدير الفني للتانجو وطني وهو جيراردو مارتينو ويقابله لاصحاب الارض تشيلي مواطنه الأرجنتيني خورخي سامباولي وهو ما قد يزيد من صعوبة المواجهة علي الفريقين معا باعتبار ان الفكر والمدرسة الكروية واحدة ويتقارب الاداء والتكتيك الي ابعد الحدود فقط سيختلف التنفيذ من جانب اللاعبين بالاضافة الي ان سامباولي يعلم بطبيعة الحال كل كبيرة وصغيرة عن منتخب بلاده الأرجنتين. ويعاني مارتينو من عقدة الفشل مع الكبار فهو لم يتوج باي لقب مع منتخب او نادي شهير كبير وكان افضل ما حققه الوصول الي دور الثمانية في مونديال 2010 بجنوب افريقيا مع منتخب باراجواي ولعل تجربته مع برشلونة الاسباني في الموسم الماضي 2013 /2014 تؤكد ذلك حيث قاد خلاله البارسا وفي ظل كل النجوم الموجودة بالفريق خرج البارسا خالي الوفاض في موسم وصف بانه الاسوأ في تاريخ النادي الكبير. ولا يختلف خورخي سامباولي المدير الفني لمنتخب تشيلي كثيرا عن مارتينو وان كان يتفوق لسابق فوزه بلقب امريكا الجنوبية ولكن للاندية مع فريق اونيفر سيداد دي تشيلي عام 2011 وقبلها ثلاثة مواسم بطلا للدوري في تشيلي مع نفس النادي ليتم تسميته في عام 2012 مديرا فنيا لمنتخب تشيلي ثقة في كونه مدرب كفء. ويكبر سامباولي نظيره مارتينو الشهير بلقب تاتا بعامين مما يعني ان الفكر الكروي سيكون غاية في التقارب بالاضافة الي ان كليهما كان لاعب وسط ملعب مما يبنئ بصراع عنيف بينهما يساوي في اثارته صراع اللاعبين في الملعب.