مقاومة ومنافسة شرسة تشهدها محافظة المنيا بين الفخار وغريمه البلاستيك الذي يحاول السيطرة علي الأسواق والاطاحة بالفخار فقد غزا الاسواق سواء عن طريق مواسير الصرف الصحي وقسرية الزهور والأواني إلا ان الفخار اثبت جدارته ومتانته في الطهي ولكن ندرة الطمي وقلة العمالة وعدم الاهتمام بالمهنة قد يؤدي إلي انقراضه من الاسواق. التقت "المساء" بعدد من اصحاب مهنة الفخار المعروفين بالصعيد بالفخرانية التي تجسم بعض صور التاريخ والشخصيات والتراث الصعيدي ناهيك عن استخدامها في أدوات الطهي بصفة مستمرة بنجوع وقري الصعيد. يوجد بقبرية الحواصلية 4 أماكن لصناعة الفخار لأبناء ابراهيم حسن وحسين جمال الفخراني بينما في نزلة عبيد يوجد 8 أماكن لأبناء رجب زكي الفخراني فيما يوجد 3 أماكن لأبناء اسماعيل الفخراني بمنسافيس. قال رضا حسن ان المهنة تعبر عن الاحساس الداخلي لدي الفخرانية حيث يتعامل الفخراني مع قطعة طمي يستطيع ان يشكلها وفقا للاحساس الشخصي بشكل ابداعي يلفت انتباه ونظر الآخرين ويحتاج إلي 4 اشخاص يجيدون فن المهنة ذوو عضلات ويتسمون بالقوة. اضاف احمد عطية الفخراني انه ورث المهنة عن والده وجده واصبح الآن يملك مكانا للفخار الذي يصنع من طمي المصارف والانهار والترع ويتم خلطه بتراب الفرن والتبن ثم يترك لمدة يوم كامل بالمعجنة "الحوض" مع سكب مياه عليه ويتم رفعها وفرزه من الحصو والزلط وقطع الزجاج ويبدأ الفخار في تصنيع وتشكيل عجينة الطينة يدويا علي الدولاب الدوار وهو يتكون من قرص دوار به عجلة الفخار "قرص خشبي" تثبت عليه قطعة الطينة وتوضع عليه كتلة الطينة وتدور عبر "رومان بلي" وتدار بالقدم ويتم وضع المنتج في الشمس ثم يدخل الفرن لمدة تستغرق من 3 إلي 4 ساعات ويخرج المنتج ويتم تخزينه وتسويقه مرتين في الشهر. يتراوح سعر الزير الوسط حول 8 جنيهات بينما الكبير 17 جنيها والقدرة 6 جنيهات أما أجرة الصنايعي 50 جنيها يوميا وحسب الانتاج وينتج المطرح من 100 إلي 120 قطعة من مختلف الانتاج كل 15 يوما. يقول حسن الفخراني ان صناعة الفخار تحتاج إلي مجهود بدني وعضلي صعب جدا حيث يعمل بالمهنة اصحاب الفخار ان كان الأب وأبناؤه واحفاده دون دخلاء مضيفا انه تعلم المهنة وعمره 8 سنوات وكان يتدرب علي يد الجد والأب واصبح الآن يدير مكانا لانتاج وبيع الفخار بمساعدة زوجته وابنائه. أكد جمال كامل الفخراني انه متخصص في صناعة القدر وبلاط فرن الخبز وانه يحافظ علي تراث الأجداد ويقوم بتعليم ابنائه خوفا من انقراضها علي الرغم من انها لم تكف لسد احتياجاته اليومية في ظل المنافسة الشرسة من الأواني البلاستيكية ويطالب بتطوير المهنة وإنشاء نقابة تهتم بتطويرها والعاملين بها حتي نستطيع النهوض بها. اشار إلي أن المهنة كانت أكثر انتشارا قبل وجود الثلاجات والأواني البلاستيكية وكانت مربحة جدا فمن المعروف ان الزير أنقي في ترسيب الشوائب واسرع في تسقيع المياه وكذلك بالنسبة إلي المواخير لأكل الطيور وبلاطة الفرن التي يتم تجهيز العيش الذرة والشامي عليها. كما يزداد بيع المنقد والمواجير في فصل الشتاء للتدفئة فيما ترتفع مبيعات الازيار في فصل الصيف كما اننا نأكل ونعيش من الطين والسؤال الذي يطرح نفسه هل سيتم انقاذ المهنة من الانقراض خاصة انها من ضمن الحرف التراثية بالصعيد والعمل علي النهوض بها وتحقيق مطالب اصحاب الصنعة.