"بني سويف" محافظة مظلومة مع المحافظين حتي اطلق عليها "ترانزيت" المحافظين أو مركز تدريب المحافظين ففي خلال العشر سنوات الماضية تعاقب منصب المحافظ 9 محافظين منهم من ظل بها لمدة شهر واحد "د. عادل عبدالمنعم الإخواني" ومنهم من مكث بها 3 أشهر "د.ماهر الدماطي" وأقصي مدة كانت للمحافظ السابق مجدي التبتي "23 شهراً" ومنهم من قضي عاماً أو عاماً ونصفاً.. ومن هؤلاء المحافظين من انتقل إلي محافظة أخري مثل "اللواء أحمد عابدين" إلي محافظة كفر الشيخ ثم وزيراً للتنمية المحلية ومنهم من انتقل إلي محافظة الإسكندرية "المستشار ماهر بيبرس" والباقي عاد إلي مناصبه السابقة علي تعيينه محافظ "د. أنس جعفر ود. عزت عبدالله ود. سمير سيف الليزل إلي الجامعة.. باختصار بني سويف لا يعيش لها محافظون. أخيراً عين لها المستشار محمد حفني سليم محافظاً ويعد أصغر محافظ علي مستوي جميع المحافظات "38 عاماً" وهي تجربة جديدة للحكومة اختيار محافظ شاب كما قال اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية ضمن حركة المحافظين الأخيرة التي مضي عليها حوالي 4 أشهر. تعاقب المحافظون خلال الفترة الماضية علي المحافظة أثر بالسلب علي المحافظة وأدي إلي تأخرها في مجال التنمية لأن كل من يأتي له سياسته ولا يكمل ما بدأه السابق ولكن يحاول ان يختلف عن سابقيه حتي ولو كان علي حساب أهل المحافظة!! غياب الرؤية الشاهد ان المحافظ الحالي لم تظهر له رؤية واضحة حتي الآن سوي اصدار قرارات إقالة بعض القيادات مثل سكرتير عام المحافظة ورؤساء مدن ووكلاء وزارات ومديري عموم أو نقلهم إلي أماكن أخري كما حدث مؤخراً مع سيد روبي رئيس مركز أهناسيا تم نقله إلي مدير إدارة بناء وتنمية القرية بديوان عام المحافظة بسبب التزاحم علي المحافظ أثناء توزيع "كراتين" رمضان بقرية النويرة بأهناسيا!! المستشار سليم قام بعدة جولات بقري المحافظة إما للإشراف علي توزيع أنابيب البوتاجاز أو توزيع كراتين رمضان ولذلك اطلق الأهالي علي جولاته بأنها جولات "فشنك" لا يصحبها قرارات حتي ان بعض الجولات لا تزيد عن عدة دقائق كما حدث في قرية الروية التابعة لمركز بني سويف فبعد انتظار حوالي 3 ساعات في أشد الحر مكث مع الناس حوالي دقيقة ونصف كما هو ثابت بالفيديو الذي تم تصويره. ورغم ان الشنط الرمضانية كان متبرعاً بها أحد رجال الأعمال فإن العلاقات العامة بالمحافظة اصدرت بياناً بالجولة لم يتضمن مصدر التبرع ونسبها للمحافظة!! كما ان الشنط كانت موجودة داخل سيارة قمامة تابعة لمجلس مدينة بني سويف!! المحافظ الجديد لم يشارك اطلاقاً في تشييع جنازة أي شهيد سواء من القوات المسلحة أو الشرطة وهم كثيرون منذ مجيئه سواء ضباط أو جنود واكتفي المحافظ بأن يستقبل أسرة الشهيد في مكتبه ويصرف لهم مساعدة مالية!! حتي الكارثة التي وقعت الأسابيع الماضية وهي مصرع 18 شخصاً منهم 15 شرطياً أثناء عودتهم من خدمة تأمين لقرية كفر درويش لم يكلف نفسه بالانتقال إلي الحادث أو تقديم العزاء لأسر الضحايا رغم انه كان من بينهم من بني سويف والباقي من أسيوطوالفيوم والمنيا "مجندين". حتي في معالجة قضية الفتنة الطائفية التي وقعت بقرية كفر درويش تأخر كثيراً حتي استفحلت الأمور ولم يتنبه إلا بعد ان نشرت وسائل الإعلام القطبية وأجري مداخلة مع احدي الفضائيات. حتي القرارات التي يصدرها بعضها أصبح حبراً علي ورق فمثلاً اصدر قراراً في 27/4/2015 بالسماح بالتعلية للأبراج السكنية إلي 10 أدوار طالما يسمح الشارع وطبقاً للقانون 119 لسنة 2008 وعدم جواز تحصيل تبرعات كما كان متبعاً من قبل.. القرار هلل له أبناء المحافظة.. ورغم ان القرار ينص علي تنفيذ القانون الا انه حتي الآن الإدارات الهندسية بمجالس المدن لم تقم بتنفيذه حتي الآن رغم مرور حوالي شهرين والسبب ان القرار ذيل علي ان ينشر في الجريدة الرسمية.. لكن الجهة الإدارية تأخرت في اتخاذ اجراءات النشر علي نحو جعل الأهالي يتساءلون. أليس هذا تعطيلاً للاستثمار العقاري في المحافظة؟ الذي يخدم 26 مهنة عند إنشاء برج أو عمارة؟ هل يعلم المحافظ الجديد ان قراره لم ينفذ لا يعلم طبقاً لأنه لا تسمح سكرتارية مكتبه بدخول أي مواطن لديه مشكلة للعرض علي المحافظ وعليه ان ينتظر دوره في اللقاء المفتوح الذي يعقد أسبوعياً!! الذي أعاده منذ 3 أسابيع فقط. المحافظ الحالي لم يكلف نفسه بالمرور علي المشروعات الجاري تنفيذها ووضع لها حجر الأساس في عهد المحافظ السابق مثل مبني ديوان عام المحافظة الذي احترق أثناء فض اعتصام رابعة والنهضة "14/8/2013" وكذلك مبني نادي القوات المسلحة المجاور للمحافظة!! وغيرها. المحافظ الحالي لم ينزل إلي شوارع وميادين مدينة بني سويف عاصمة المحافظة إلا 3 مرات إحداها مع د. ليلي اسكندر وزيرة العشوائيات والثابتة افتتاح منفذ سلع رمضان ولم يتفقد مخبز أو مستودع بوتاجاز وقت الأزمة.. في الشتاء الماضي!! لم يسمع "سليم" عن وجود كورنيش علي النيل بمدينة بني سويف يحتاج إحلال وتجديد وإعادة تأهيله بعد أن شاخ مبكراً ويعتبر هو "مصيف الغلابة". المحافظ الحالي ليس لديه وقت للتوقيع علي البوسطة الخاصة بالمديريات والمصالح الحكومية وإدارات الديوان.. ولذلك فهي تمكث بمكتبه عدة أيام!! في مجال الاستثمار لم تصدرعنه الموافقة علي إقامة مشروع استثماري جديد حتي الآن فالاستثمار رغم ان الملفات الهامة يجب علي أي محافظ ان يوليها اهتماماً بما أنها توفر فرص عمل لشباب المحافظة. حتي أن هناك بعض المستثمرين علي أرض المحافظة لديهم مشاكل يرغبون في عرضها علي المحافظ الا ان بابه مغلق في وجوههم وكل مستثمر لديه مشكلة عليه ان يعرضها علي مكتب خدمة المستثمرين!! حنفي سليم لم يعقد اجتماعاً مع المجلس القومي للمرأة ولم يعقد لقاء مع المجلس القومي للسكان خاصة ان بني سويف تعاني من ارتفاع نسبة المواليد ومطلوب وضع خطة للحد من ذلك وخاصة بعد انشاء وزارة للسكان. لكنه أصبح ضيفاً كريماً علي صفحات التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" فلا يمر يوم ولا احدي صفحات النشطاء السياسيين والشباب ويتناول مشكلة معينة ويوجه نداء للمحافظ ان يرد عليها ومحاولة منهم فهم ما يدور داخل الديوان.. منها فقد كتب الناشط السياسي حسام غيته علي صفحته "هل صحيح سيادة المحافظ أنك استعنت بصديق لك يدعي وليد صاحب محل موبيلات في مدينة 6 أكتوبر ليعمل في سكرتارية مكتبة وخصص له سيارة ماركو فيلو تحمل أرقاماً 1999 محافظة للذهاب والعودة يومياً من بني سويف للقاهرة؟ المدهش أن المحافظ لم يكلف أحداً من مكتبه أو العلاقات العامة أو حتي المتحدث الرسمي للمحافظة في توضيح ما ينشر علي الفيس. المحافظ الجديد يبدو بينه وبين الثقافة عموماً والأدب والفن خاصة عداء قديم فقد تم دعوته لحضور افتتاح اكثر من مهرجان ثقافي وفني وأدبي ولم يحضر رغم وعده بالحضور ويؤكد ذلك الأديب خالد الصاوي قائلاً لقد اقيم بقصر ثقافة بني سويف مهرجان للفنون الشعبية وتم دعوته للافتتاح ولم يحضر وأيضاً مهرجان للمسرح وأخيراً مهرجان اليوم الواحد للمأثورات الشعبية.. لافتاً إلي ان المحافظ لم يدخل قصر الثقافة إلا مرتين احداهما في ندوة حضرها د. عصام شرف رئيس مجلس الوزراء الأسبق والأخري كانت بسبب توزيع الماشية!! الصاوي أكد ان الأدب والفن هما القوي الناعمة في محاربة الإرهاب.. فأين المحافظ من دعمه لهما؟ صدق أو لا تصدق محافظة بني سويف بطولها وعرضها وعدد سكانها "3 ملايين نسمة" منحت ووافقت علي 60 مشروعاً فقط منهم 23 مشروعاً بمدينة ومركز بني سويف والباقي موزع علي المراكز الستة الباقية؟! فالمبادرة التي يرعاها الرئيس السيسي مهددة بالفشل في المحافظة وهذا ناتج عن عدم دعم المحافظة لها والرعاية الكاملة لها. نريد محافظاً أما باسل غريب "مدير بالتأمينات الاجتماعية" ففجر مفاجأة من العيار الثقيل قائلاً: نحن نريد محافظاً لبني سويف حتي الآن لم نشعر بالمحافظ الحالي.. فالمحافظة مظلومة مع كل حركة محافظين.. وضرب مثالاً ان هناك العديد من الملفات المهمة لم يتطرق إليها مثل الملف السياسي فأين المحافظ من قضية فصل بندر بني سويف عاصمة المحافظة وجعلها دائرة انتخابية مستقلة عن مركز بني سويف شأنها كما في عواصمالمحافظات مثل الفيوم والمنيا المحافظتين المجاورتين لبني سويف.. أليس لعاصمة محافظتنا حق ان تكون دائرة مستقلة؟ أضاف باسل هناك أيضاً ملف لا يقل أهمية الا وهو ملف السياحة والتنمية السياحية بالمحافظة فلدينا مناطق أثرية وهرم ميدوم وكهف سنور والآثار من جميع العصور من الفرعونية حتي الإسلامية ولكن لم نجد المحافظ بعقد اجتماعاً واحداً للتعرف علي هذه المناطق حتي يمكن مخاطبة هيئة التنمية السياحية لوضع بني سويف علي الخريطة السياحية وبالتالي يعمل علي تنمية المحافظة ونقلها إلي مركز متقدم في التصنيف الخاص بالتنمية.. لافتاً إلي ان محمية كهف سنور التي تبعد عن مدينة بني سويف حوالي 60 كيلو متراً "شرق النيل" تحتاج إلي تمهيد للطريق المؤدي إليها حتي يمكن ان تكون مزاراً سياحياً خاصة ان كهف سنور يعد ثالث كهف علي مستوي العالم في عمره الممتد إلي ملايين السنين. كما أكدت عفاف عبدالمنعم "عضو حزب التجمع" علي ان لدينا متحفاً للآثار وللأسف مغلق منذ 6 سنوات بسبب أعمال التطوير والترميم التي تجري بها وتكاد تكون متوقفة بسبب قلة الاعتمادات فلم يكلف المحافظ نفسه بزيارته ويشاهد علي الطبيعة كيف وصل الحال بالآثار التي غمرتها المياه الجوفية. مجمع المواقف أكد أحمد فصلة "موظف" ان مجمع مواقف سيارات الأجرة أصبح عذاب * عذاب فالراكب المسافر لأي مكان سواء داخل المحافظة أو خارجها يعاني أشد المعاناة. طالب محمد عطية "بالمعاش" بسرعة الانتهاء من مشروع الصرف الصحي بقرية بني عفان التابعة لمركز بني سويف والتي يجري تنفيذها منذ 6 سنوات.. كما طالب طه الملط "موظف" بسرعة الانتهاء من محطة المعالجة بقرية الرويه التابعة لمركز بني سويف. ** طلبت "المساء" من المتحدث الرسمي لمحافظة بني سويف ومن مدير مكتب المحافظ تحديد موعد مع المحافظ حفني سليم.. للرد علي تساؤلات الأهالي ولكن قضي شهر كامل دون جواب.