اللقب الجديد الذي اطلقته نقابة الأطباء علي وزير الصحة د. عادل عدوي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته النقابة بأنه "ممثل بارع" لأنه حاول انكار معرفته بمشكلات الصحة خلال زياراته المفاجئة للمستشفيات واتهمته بأنه المسئول عن الأوضاع السيئة في المستشفيات لتجاهله المستمر لمشكلات منظومة الصحة وأبرزها ضعف الامكانيات واهدار نسبة منها والفوضي والفساد الإداري في قطاعات الصحة. هذا اللقب الجديد لم يكن من فراغ لكن النقابة تراقب مشاكل الصحة ومعاناة المواطنين والمرضي في المستشفيات وتستعرض يومياً المشكلات الصحية التي تعوق مصالح المرضي علي أرض الواقع. الأغرب من ذلك أن د. مني مينا الأمين العام للنقابة طالبت الوزير بتقديم استقالته فوراً من منصبه نظراً لأن هناك محاولات مستمرة منه لتجاهل ما تعانيه منظومة الصحة في مصر وانه المسئول الأول عن الصحة حيث أثبتت إدارته للوزارة فشلاً كاملاً ومتزايداً وأكدت أن النقابة لا تهدف لمجرد تغيير أشخاص لكنها تريد ايجاد حلول جذرية من أجل رفع المعاناة عن المرضي واصلاح حال المستشفيات التي تحولت إلي مقبرة للمرضي غير القادرين. نقابة الأطباء كشفت المستور وعبرت عن مشاكل المرضي والمعاناة الحقيقية التي يشهدها المواطنون داخل مستشفيات وزارة الصحة كما أن زيارة المهندس ابراهيم محلب رئيس الوزراء لمعهد القلب والمفاجآت التي كشفها أكدت ما جاء في المؤتمر الصحفي الذي عقدته نقابة الأطباء. العجيب أن المتحدث الرسمي لوزارة الصحة أكد أن د. عادل عدوي وزير الصحة كان يعلم بزيارة رئيس الوزراء لمعهد القلب وهذه مصيبة كبري فإذا كان وزير الصحة يعلم بزيارة المهندس ابراهيم محلب لمعهد القلب فلماذا لم يستقبله خلال الزيارة وإذا كان يعلم بالزيارة فكيف لا يدري بالمخالفات التي كشفها رئيس الوزراء؟ وعلي سبيل الافتراض أن وزير الصحة كان يعلم بهذه المخالفات فهل لا يملك مقومات الاصلاح وإذا كان لا يملك ذلك فلماذا يجلس علي كرسي الوزارة حتي الآن؟ لقد تناولت في مقالات سابقة ما يدور في وزارة الصحة وأن الوزير لا تهمه مصالح المرضي أكثر من أن يتمتع بلقب الوزير وبوجاهة كرسي الوزير فقد كان يحلم بهذه المكانة منذ فترة طويلة وخاصة بعد أن قابله د. الجنزوري وقت أن كان رئيساً للوزراء ولم يقتنع بأسلوب إدارته ورفضه أن يكون وزيراً للصحة وجاء التشكيل الوزاري باسم د. فؤاد النواوي وزيراً للصحة وهنا كانت الطامة الكبري بالنسبة للدكتور عدوي لكنه ظل يحلم بكرسي الوزارة حتي جاء المهندس ابراهيم محلب رئيساً للوزراء وبدأ في تشكيل الوزارة وظل أكثر من 4 أيام حائراً في اختيار وزير الصحة ولم يكن مقتنعاً بالدكتور عادل عدوي لكن نظراً لضيق الوقت فقد وافق علي اختياره في لحظات عصيبة بسبب اضراب الأطباء واعتراضهم علي الكادر. في الحقيقة إن وضع الصحة في مصر يحتاج إلي معجزة حتي تعود الصحة إلي سابق عهدها وتقدم خدمات متميزة للمرضي وتسير المنظومة الصحية في طريقها الصحيح حيث إن كل شعب مصر يعول علي هذه الوزارة باعتبارها الوزارة الخدمية التي ترعي صحة الغلابة لكن ما نشاهده الآن علي أرض الواقع ينذر بالخطر. لقد اطلقت نقابة الأطباء علي "الفيس بوك" موقعاً تحت عنوان "علشان ما تتفاجئش أثناء زيارة المستشفيات" وجاءت بصورة علي الطبيعة تؤكد مدي الإهمال في المنشآت الصحية حيث شاهدنا صوراً معبرة عن الحقيقة.. كلاب وقطط ترعي داخل العناية المركزة وطرقات المستشفيات وغرف المرضي في جميع المحافظات فأين وزير الصحة من هذه المخالفات الجسيمة وكيف يأمن المريض المصري علي نفسه داخل هذه المستشفيات كما تناولت جريدة "المساء" صوراً معبرة عن الإهمال داخل الوحدات الصحية في احدي قري الفيوم ووجدنا المواشي والحمير تتجول داخل الوحدة الصحية وعنابر المرضي ومع ذلك لم يتحرك الوزير وكأنه يقول هذا هو حال الصحة في مصر.