يبدو أن وزير الصحة ليس لديه أفكار بديلة لإصلاح المنظومة الصحية في مصر سوي الجولات الميدانية التي يقوم بها في المستشفيات مع أن هذه الجولات ليست مفاجأة ولم تغير من الوضع السييء في المستشفيات بل هي مجرد "شو إعلامي" بقصد الظهور أمام شاشات الفضائيات ووسائل الإعلام لإثبات الوجود. لقد ركز الوزير كل مجهوداته علي هذه الزيارات المعروفة مسبقاً والتي يسبقها حضور كبير من الفضائيات ووسائل الإعلام في المستشفي الذي ينوي الوزير زيارته لم يجن المريض ثمارها لأن هذه الزيارة الخاطفة لم تحدد مشاكل المريض أو تحصر السلبيات التي تعوق عمل المستشفيات بل اكتفي "العدوي" بإعطاء توجيهات لمديري المستشفيات الذين قام بتعيينهم هو وجعل الآخرين كبش فداء وغادر المستشفي دون أي حلول جذرية لمشاكل المرضي. هذه الجولات ليست هي المحك الرئيسي لحل مشاكل المواطنين أو كسب رضا المرضي في المستشفيات لكن لابد من وضع حلول أخري أهمها تخصيص مكتب في كل مستشفي يديره أطباء من الوزارة مهمتهم تلقي شكاوي المرضي والتحقيق الفوري فيها وعمل تقرير يومي عن كم المشاكل وأسبابها ثانياً أن يقوم الوزير بمتابعة السلبيات شخصياً من خلال لجنة للتأكد من تلاشي المخالفات وسد نقص التجهيزات وهذا ما كان متبعاً لدي الوزراء السابقين وعلي رأسهم د.حاتم الجبلي وزير الصحة الأسبق الذي كان يقوم بتصوير السلبيات في كل مستشفي والعمل علي حلها فوراً من خلال لجنة متابعة ثم يقوم بتصوير هذه السلبيات بعد تحويلها إلي إيجابيات بالإضافة إلي أنه كان يستمع ويتابع شكاوي المرضي أولاً بأول ويحيل الأطباء المتقاعسين للتحقيق والنقل فوراً. شاهد د.عدوي نفسه مدي تكدس المرضي في جميع العيادات وعدم تواجد الأطباء وكل ما فعله أنه أصدر قراراً غير فعال بتشغيل العيادات الخارجية في مستشفيات الصحة لفترتين ولم يعلم أن سوء التنظيم وتزويغ الأطباء هما السبب وراء هذا التكدس وتعطيل مصالح المواطنين. إذا كان الوزير حقاً يهمه مصلحة المريض فماذا فعل في قوائم الانتظار في الجراحات المختلفة التي وصلت في المستشفيات إلي أكثر من عامين؟ هل أعد خطة وبرنامجاً لإجراء جراحات القلب والعظام التي وصلت إلي أكثر من عامين أم أنه يريد حلولاً سطحية لإثبات الوجود. لقد مات العديد من المرضي قبل إجراء الجراحة لهم وخاصة مرضي القلب ولم يتحرك أحد وكأن هذا الأمر طبيعي وحتي الآن لم يأت دورهم في الجراحة مع أن الله تغمدهم برحمته بدلاً من العذاب في مستشفيات الصحة. منذ يومين جاءتني رسالة من المريضة نورا إدريس أكدت فيها أنها تعاني من متاعب خطيرة بالقلب وخضعت للكشف الطبي بمعهد القلب وأكد لها الأطباء ضرورة إجراء جراحة عاجلة وإلا سوف تتعرض للموت بسبب المضاعفات التي تتزايد يوماً بعد يوم. مرت هذه المريضة بالروتين القاتل في استخراج قرار علاج علي نفقة الدولة وبعد أن حصلت عليه كانت سعادتها بالدنيا واعتقدت أن متاعبها القلبية قد زالت وأن الأوجاع قد ذهبت لكنها لا تعلم أنها سوف تمر بمرحلة تعذيب داخل معهد القلب. أسرعت بقرار العلاج إلي المعهد ولم تجد أي اهتمام وأبلغوها أنها سوف تخضع لقوائم الانتظار بالمعهد وطلبت منهم مواعيد قريبة لإجراء الجراحة حتي لا تتعرض للخطر طبقاً لما قرره طبيب المعهد لكن أبلغوها أنه لا مفر من الانتظار لمدة عام حتي يتم إجراء الجراحة وبعد انتظارها قرروا تأجيل الجراحة لعام آخر. لم تجد هذه المريضة من ينصفها أو يأخذ بيدها مثلها مثل بقية المرضي وسحبت أوراقها من المعهد وقررت أن تنتظر الموت أفضل من انتظار الجراحة في معهد القلب لمدة عام أين وزير الصحة من هذه المشاكل؟ كل ما يفعله جولات فشنك ولم يتعرض للقضايا الهامة التي تهم المريض المصري وإذا كان هذا هو حال الصحة في القاهرة الكبري فما بالك بمستشفيات الريف وخاصة صعيد مصر. أظن أن الوزير لا يريد أن يقحم نفسه في مشاكل مرضي الصعيد ولم يعد قادراً علي الأداء فإذا كانت مصر قد حظيت في عهد هذا الوزير بمخاطر لا حصر لها لقد دخلت الملاريا إلي مصر بعد 20 عاماً من استئصالها ولم يحاسبه أحد والمرضي يموتون علي أعتاب المستشفيات الخاصة والعامة والأطباء يرفضونه بل حولته النقابة للتحقيق والأدوية الأساسية اختفت من الصيدليات ولم يستطع الوزير أن يحرك ساكناً حتي الآن.