عندما يموت الضمير يصبح كل شيء مباحا.. منذ أيام ضبطت مباحث التموين ومديرية الطب البيطري بالفيوم مزرعة لتربية الحمير بمركز طامية بالفيوم لبيعها للمواطنين علي أنها لحوم صالحة للاستهلاك الآدمي.. وتم ضبط 1500 حمار حي وقرابة 30 حماراً مذبوحا بالمزرعة. أصحاب المزرعة كرد فعل طبيعي برأوا انفسهم من التهمة الموجهة اليهم وأكدوا ان اللحوم كانت معدة لاسالها إلي السيرك حيث تتغدي الأسود علي اللحوم الطازجة والساخنة.. وان كان العدد الكبير للحمير الذي تجاوز 1500 حمار هو الذي يثير علامات استفهام ويحتاج لمتابعة من جهات التحقيق لاطلاعنا علي الحقائق خاصة انه اثير أن هذه اللحوم يتم توريدها للمطاعم الكبري بمحافظتي القاهرة والجيزة باعتبارهما الأقرب إلي محافظة الفيوم.. لكن يبدو ان الغش لا يعترف بحدود أو محافظات فمنذ أيام كنت في زيارة لمحافظة مطروح ولفت نظري اسعار اللحوم واللافتات التي تتصدر المحلات بأسعارها وأن ثمن الكيلو 50 جنيها ودفعني الفضول لسؤال المواطنين عن سر الاسعار المنخفضة في وقت يقترب سعرها من 100 جنيه للكيلو بالقاهرة فكانت الاجابة صادمة بأن احدي العائلات الشهيرة بالمحافظة تطرح المواشي النافقة للبيع وكأنها سليمة وصحية.. وقالوا ان أهالي المحافظة يعلمون ذلك جيدا ويمنعون عن الشراء وان المصطافين هم الصيد السهل الذين ينخدعون بالاسعار وبالطبع هم مستهلكو اللحوم الناققة وزبائن التجار عديمي الضمائر والسؤال الذي يطرح نفسه اين المسئولون بمديرية الطب البيطري ومباحث التموين وحماية المستهلك من هذه المأساة الحقيقية ان تقاعس هؤلاء عن القيام بدورهم الرقابي اتاح لهؤلاء الغشاشين خداع المستهلكين في وقت يبحث فيه المستهلك عن الارخص والاوفر وربما يغيب عن باله جودة وسلامة الغذاء.. وبالتالي أوجه نداء للمسئولين بالمحافظة باجراء حملات تفتيش لضبط هؤلاء المخالفين وكفانا امراضا فتكت بالمصريين بسبب المخادعين والباحثين عن الثروة دون اعتبار لصحة وسلامة المواطنين. يبقي ان اشير إلي أن دار الافتاء المصرية أكدت حرمة ذبح الحمير للاستخدام الآدمي وأنه لا يجوز اكلها ولا ذبحها نافية بذلك ما تداولته بعض المواقع الاخبارية بأن الدار افتت بجواز أكل لحم الحمير.. وبالطبع فان أكل اللحوم النافقة لا يختلف عن ذبح الحمير.. حقا عندما نعطي لضمائرنا اجازة.. فقل علي الدنيا السلام. كلمات لها معني * جميل أن تري النور في طريق مظلم ولكن الأجمل ألا تتجاهل من أضاء لك. * تمنحك الحياة سرها متأخراً حين لا تكون قادراً علي العودة للخلف. * قد نحب انفسنا في شخص آخر.. كما نحب أعمارنا في أعمار غيرنا.