الغش الإلكتروني في الامتحانات لم يقتصر علي مصر فقط بل تعاني منه أغلب دول العالم التي تتفنن في القضاء عليه.. فمثلا الصين استعانت بطائرات بدون طيار للتحليق فوق لجان امتحانات الثانوية العامة للكشف عن أي ذبذبات تصدرها الموبايلات للتواصل والغش وإبطالها في التو واللحظة أما عندنا فقبل امتحانات الثانوية العامة بأيام تخرج علينا وزارة التربية والتعليم كل عام بتصريحات تتعلق بمواجهة الغش الإلكتروني وآخرها أن لديها أجهزة إليكترونية تكشف المحمول أو البلوتوث أو أي شيء تكنولوجي آخر مع أي طالب يدخل بها لجان الثانوية العامة حتي لو كان مغلقا.. لكن تبين أن كل هذا سراب ولا توجد أجهزة لكشف الغش بعدما ثبت تسريب اسئلة اللغة العربية وان الغش الإلكتروني يعرف طريقه إلي اللجان رغم أنف المسئولين والدليل ان صفحة "شاو مينج بيغشش ثانوية عامة" المتخصصة في هذا النوع من الغش طمأنت الطلاب وأكدت لهم قبل الامتحان بساعات عزمها علي تسريب الاسئلة بل الأدهي أنها كشفت عن خطتها فذكرت أنها ستحصل علي ورقة الاسئلة قبل الامتحان بربع ساعة ووعدت بنشر الإجابات بعد ربع ساعة أخري وقالت في بيان: "كل حاجة مجاني أثناء الامتحانات زي ما عودناكو" وإنها سترسل ورقة الأسئلة للطلبة الأكثر تفاعلا علي الصفحة منذ بدء الامتحان ووجهت كلمة إليهم بقولها: "كنا علي العهد وسنبقي معكم دائما فكونوا مستعدين وادعمونا حتي نستمر". السؤال الذي يفرض نفسه.. أين المسئولون من هذه المهزلة التي تصيب الطلاب الذين سهروا الليالي في المذاكرة بالإحباط وأولياء أمورهم الذين دفعوا ما في جيوبهم للدروس الخصوصية حتي يحصل أبناؤهم علي مجاميع تؤهلهم للالتحاق بكليات القمة؟ لاشك أن هناك مخربين مأجورين مازالوا يعيثون في الأرض فسادا لتظل حالة الفوضي هي السائدة في المجتمع ولا يفرق مع الملاحظين عقوبات وزارة التربية "الهايفة" إذا كان سوف يتم حرمانهم من الامتحانات خمس سنوات أو خصم شهرين من المرتب أو مع الطلاب الذين هددت الوزارة بحرمانهم من بقية الامتحانات فهم راسبون في جميع الأحوال.. وكل هذه عقوبات ساذجة.. لذلك نتمني أن تكون هناك عقوبات مشددة تصل إلي السجن لكل من يتم ضبطه متلبسا بالغش الإلكتروني لأنه مجرم يساعد علي تفشي الفساد في المجتمع لأننا إذا تهاونا عن مواجهة هذه الظاهرة فلن تقوم للتعليم قائمة لأنها لن تقتصر علي الثانوية العامة فحسب بل ستنتقل العدوي لكل المراحل التعليمية وفي النهاية يتم تخريج أجيال من الغشاشين لا يفقهون شيئا في أي شيء. إشارة حمراء الأحكام التي صدرت في قضية مذبحة بورسعيد الشهيرة كانت متوقعة سواء علي الذين حكم عليهم بالإعدام أو السجن المؤبد أو المشدد أو حتي البراءة.. نتمني أن تنتهي هذه المآسي ونتخلص من هذا الكابوس المزعج فالذين راحوا ضحية هذا الحادث من أبنائنا والذين حكم عليهم من أبنائنا أيضا المهم أن يخضع الجميع للقانون ولا تحدث فوضي في المجتمع تسقط المزيد من الضحايا.. وهذه الأحكام درس لكل الجماهير أن تلتزم بالروح الرياضية بعيدا عن التعصب.