مازالت تداعيات "خلع" المنتجات الصينية ذات البديل المحلي تؤلم المستوردين الذين اعتمدوا لسنوات في تحقيق الأرباح علي اغراق الأسواق بالبضائع الرخيصة المستوردة رغم ما سببته من خطورة علي الصناعة الوطنية وما أحدثته من بطالة في صفوف العمال والحرفيين المصريين.. لكن يبدو ان متاعب قرار الحظر تشبه "آلام المخاض" تبشر بميلاد جديد للصناعة الوطنية حيث يطالب الآن المستوردون وأصحاب البازارات في البحر الأحمر الحكومة بتوفير الأراضي بالمناطق الصناعية استعداداً لدخولهم في مجال تصنيع ما كانوا يستودرونه.. وكأن قرار الحظر قد بدأ يحقق أهدافه. يقدر قناوي عطا "صاحب بازار سياحي"" بمدينة الغردقة عدد بازارات البحر الأحمر بأكثر من 30 ألف بازار تعمل في مجال الهدايا والمنتجات الصينية الفرعونية.. يقول: انه فور صدور قرار وزير الصناعة أصابتنا حالة من الاستياء والحزن وضياع أموالنا و"العرابين" وخصوصاً بعد مرور أربع سنوات عجاف وركود سياحي تام كتداعيات للأحداث السياسية التي جرت خلال تلك الفترة. يشير قناوي إلي ما أحدثه الاعتماد علي الاستيراد من تراجع للمنتج المحلي بقوله: ان المنتجات التي يتم تصنيعها في مصر اقتصرت علي الورق البردي وأحجار البازلت والمرمر والشيشة وتمثل هذه لا تتعدي 5% فقط من اجمالي المنتجات الفرعونية المستوردة الأرخص بحوالي نصف الثمن. ويؤكد مصطفي إبراهيم لطفي أحد المستوردين علي انه ليس ضد القرار ولكن المشكلة ان البضائع المدفوع ثمنها في الصين معظم هذه المنتجات لها ماكينات خاصة وضخمة غير موجودة الآن في مصر وتحتاج بعض الوقت لتوفيرها. بينما أضاف رضا عبدالسميع "مستورد": ان مجلس الوزراء أعطي فترة سماح لتطبيق القرار تصل إلي سنة كاملة ويقول ان ذلك من أجل الوفاء بالتزامنا ولا تضيع علينا "العرابين" والمبالغ المدفوعة. ويطالب سعد الشرويدي "مستورد" الحكومة بالموافقة علي اقامة مصانع جديدةتعمل في هذه المجالات.. يقول: نحن نريد أن نفتح مصانع لكن أين الأراضي.. نريد توفير المساحات اللازمة وتخصيصها لاقامة هذه المصانع التي تحتاج الكثير من رأس المال وماكينات ذات طابع خاص غالية الثمن. ويقول ماكين أسعد "مستورد": ان السائح الأجنبي يرغب في شراء هذه السلع لذلك نطالب الحكومة بتسهيل حصولنا علي أراضي بالمناطق الصناعية لفتح أماكن جديدة للصناعة وليس للتجارة فيها مع وضع الشروط اللازمة لضمان حق الدولة والجدية في التصنيع حتي لا نتعرض لجشع تجار الأراضي الذين يعرضونها للبيع بمبالغ عالية.