ظاهرة جديدة بدأت تسيطر علي الدراما الرمضانية هذا الموسم في أكثر من عمل درامي يتناول فكرة "السحر والشعوذة والدجالين" كخيط رئيسي تدور من حوله مجريات الأحداث بعدما كان يتم تناولها كخط فرعي ضمن أحداث العمل الدرامي. تأتي في مقدمة قائمة أعمال "السحر والشعوذة" مسلسل "لعبة ابليس" بطولة يوسف الشريف الذي اختار ان يلعب مع "ابليس" من خلال شخصيتين مختلفتين هما أخوان "توأم" الأول ساحر وله علاقة بالشيطان ويلجأ لكل أساليب السحر والشعوذة والدجل لتحقيق اهدافه غير المشروعة في اطار تشويقي تسيطر علي الشخصية حالة من الغموض والدهشة أما الثاني رجل اعمال ناجح يتعرض للعديد من المطاردات والمشكلات من أخيه الساحر ونظرا لصعوبة شخصية الساحر قام الشريف بمجالسة بعض السحرة والمشعوذين للحصول علي أدق التفاصيل للشخصية حتي يستطيع ان يتقمصها ويوصلها للجمهور. "لعبة ابليس" بطولة يوسف الشريف وشيري عادل وفريال يوسف قصة انجي علاء وسيناريو وحوار عمرو سمير عاطف واخراج شريف اسماعيل. ويأتي مسلسل "ساحرة الجنوب" بطولة حورية فرغلي في أول بطولة مطلقة لها حيث تظهر حورية بشخصية الساحرة التي تعيش في احدي قري صعيد مصر وتلجأ لأعمال الدجل والشعوذة لتوهم أهل الصعيد انها تساعدهم في حل مشاكلهم وبالفعل يلجأ إليها كبار أهل القرية وتجار الآثار لكي تساعدهم في معرفة الأماكن الأثرية وحل مشاكلهم بعدما اصبحت من أهل الكرامات وذلك في اطار كوميدي تشويقي. أما مسلسل "الكبريت الأحمر" وهو عمل مقتبس من احدي المسلسلات الأجنبية بطولة داليا مصطفي ويدور احداثه في اطار ستين حلقة حول عام السحر والعفاريت وبالأخص "السحر الأسود" ومدي اتجاه بعض الناس لهذه الأساليب لتحقيق اغراضهم ولكن في هذا العمل يتم تناول السحر والشعوذة في خط درامي مختلف من خلال النصب والاحتيال علي الشباب. مسلسل "الكبريت الأحمر" تأليف عصام الشماع واخراج خيري بشارة وبطولة احمد السعدني وسحر رامي وريهام حجاج وهاني عادل وعبدالعزيز مخيون وغيرهم. "المساء" رصدت الظاهرة التي تتناول فكرة السحر والشعوذة والرأي حولها: * يقول المؤلف كرم النجار: هذه الظاهرة تكمن في النجاح الذي حققه مسلسل "السبع وصايا" رمضان الماضي وخاصة العشرين حلقة الأولي منه وهذا أوحي للبعض ان يستثمروا فكرة الروحانيات والخوارق غير العادية والمعتقدات الغريبة. اضاف النجار: في حالة ان صناع هذه الأعمال جنحوا في فكرة الاغراق في السحر والشعوذة اعتقد ان هذه الأعمال تلاقي هجوما أما إذا الفكرة تبلورت في شخصية الساحر الذي قدم في الأعمال السابقة بأنه شخص لا يجب اتباعه من خلال مخرج متمكن وسيناريست يكتب بحرفة شديدة من الممكن ان تحقق نجاحا أما في حالة انهم يروجون لفكرة السحر والشعوذة والدجل بححة انها مذكورة في القرآن الكريم وموجودة في الواقع وتترك للخيال سوف تفشل عملية الاقناع وينصرف عنها الجمهور. أشار النجار: هذه الأعمال موجودة في السينما العالمية منها "السحر الأسود" وغيرها ولكن هناك اختلافا كبيرا في نوعية الجمهور وخاصة الموجودة في المجتمع المصري من حيث الثقافة والأمية وغيرها بالاضافة إلي ان منهم من يؤمن بالسحر والشعوذة وهنا يتعمق المشاهد في هذه الأعمال ويبدأ في تقمصها واخشي في ان يتحول التليفزيون من وسيلة ترفيهية إلي وسيلة للترويج للموبقات والخرافات. * الفنان محمود الجندي يقول: مجرد خواطر وظاهرة مثل الأعمال التي قدمت من قبل ظاهرة المخدرات والاكشن وغيرها أما ظاهرة السحر فهي ظاهرة غير مرغوب فيها خاصة وان يكون هناك أكثر من عمل يناقش السحر والشعوذة وتصبح موضة وعلي رأي المثل "الزن علي الودان أمر من السحر" وبالتالي هذه الأعمال يصدقها الناس بدون ما نشعر من أجل تحقيق نسبة مشاهدة عالية ومكسب مادي سريع خاصة بعد نجاح مسلسل "السبع وصايا" فاتجه صناع الدراما إلي هذا الاتجاه. * د.محمود يوسف استاذ العلاقات العامة والاعلام بجامعة القاهرة قال: لا استطيع ان احكم علي هذه الأعمال قبل مشاهدتها ولكن بشكل عام هناك ظواهر وقضايا موجودة في المجتمع والدراما فن من الفنون الاعلامية المؤثرة بشكل كبير وأعمال السحر والشعوذة لابد وان يتم تناولها بشكل صحيح من حيث التصدي لها وتوضيح الاسباب المؤدية إلي علاجها ولا يبتعد صناعها كثيرا عن توضيح رأي الدين والشرع وان يتم تناولها بعيدا عن الخزعبلات والأوهام والأساطير حتي لا تجعل الناس يبتعدون عن الأساليب العلمية ويتجهون إلي الدجل والشعوذة في حياتهم الاجتماعية والعملية وخاصة في مجتمعنا وما يعانون منه من مشاكل عديدة متراكمة عبر السنين.