حياتها في منزل أسرتها كانت بمثابة كابوس تمنت الخلاص منه والاستقلال بحياتها بعيداً عن قسوة الأب الذي كان لا يعرف الرحمة أو الحنان أو لم يتصف بمشاعر الأبوة.. فقد كانت دائماً تراه يهين والدتها ويكيل لها السباب والإهانات والضرب المبرح بسبب وبدون سبب.. وكانت الأم تتحمل من أجل أطفالها الخمسة الذين جاءوا للحياة مع أب لا يستحقهم ولا يريد لهم الحياة الكريمة. بالرغم من كرهها للزواج والارتباط برجل إلا أنها كانت الطريقة الوحيدة أمامها للخلاص من البؤس الذي تعيش فيه نظراً لنشأتها الريفية ولذلك أيضاً صممت علي إنهاء دراستها بأي وسيلة كي تتمكن من العمل والإنفاق علي والدتها المريضة والتي يرفض أبوها علاجها بحجة ضيق الأموال بالرغم من إنفاقه علي ملذاته وسهراته مع أصدقائه. تعرفت عليه أثناء ترددها علي المعهد الذي تدرس به وشدها إليه انطواؤه الشديد وأحست بأنه يعاني من مشاكل أسرية مثلها وبدأت صداقتهما في كافيتريا المعهد وتطورت تدريجياً حتي أصبحا لا يفترقان بعد أن علمت بأنه أيضاً من الأرياف وأن والده يريد تزويجه غصباً عنه من ابنة عمه المعاقة ذهنياً كي لا يضيع إرث الأسرة مع شخص غريب ضارباً براحة ابنه عرض الحائط. شعرت بأن الحياة مليئة بالمآسي وأن مشكلتها تعتبر هينة بالنسبة لمشاكل كثيرة وأخذت تهون عليه حياته وتخفف عنه مشاكله مع والده واتفقا علي الزواج مع انتهاء دراستهما بعد أن جمعتهما ووحدت بين قلبيهما مشاكل أسرهما. بالفعل تم ارتباطهما معاً بدون علم أسرته الأمر الذي وافقت عليه بالرغم من اعتراض والدها وبعد أن أوهمها خطيبها بأن والدها يطمع في راتبها من عملها ونظراً لتاريخ والدها معها وبخله عليها وعلي أشقائها صدقت ذلك وأصرت علي الزواج ممن اختارته شريكاً لحياتها كي تهرب من قسوة أبيها خاصة بعد وفاة والدتها بمرضها والتي أحست بأن والدها هو السبب في وفاتها لأنه رفض علاجها وتزوجت ممن اختارته وقطعت كل السبل والتواصل مع أسرتها كي تستطيع نسيان الماضي وتحقيق السعادة التي طالما حلمت بها. مرت 3 سنوات علي زواجهما أنجبت خلالها طفلة وكان زوجها يزور أسرته باستمرار ويعود مثقلا بالأعباء وكانت دائماً تهون عليه حياته وتمده بالأموال من عملها كي يرضي والده وينسي فكرة زواجه من ابنة عمه لتفاجيء بزيارة شقيق زوجها لهما بعد أن عاني الأمرين في معرفة مكان سكنهما وتعجبت من الزيارة وكان بصبحته طفلان معاقان ذهنياً وأخبرها بالصدمة التي زلزلت كيانها.. فهما أبناء زوجها من ابنة عمه المعاقة. سقطت من هول المفاجأة فلم تكن تتخيل بأن زوجها استطاع خداعها كل تلك الفترة وأنه بالفعل عندما تزوجها كان متزوجاً من ابنة عمه وأنه أخفي عنها تلك الحقيقة ولم تعلمها إلا بعد زيارة شقيقه بصحبة الطفلين نظراً لوفاة والدتهما وأنه أحضرهما كي يعيشا مع والدهما وينفق عليهما. لم تستطع مواجهة زوجها وتركت منزل الزوجية مع ابنتها وقامت بالإقامة لدي إحدي صديقاتها كي تفكر في المصيبة التي وقعت علي رأسها وكيفية الخروج منها وشعرت بأنها هربت من قسوة أب لتقع فريسة لزوج ظالم غدار لم يكتف بذلك بل قام بالتعدي عليها في مسكن صديقتها وإجبارها علي العودة معه مرة أخري لمسكنهما كي ترعي أبنائه ووافقته كي تتمكن من حماية صديقتها منه بعد أن كشف عن وجهه الحقيقي وإجرامه ولكنها قررت اللجوء لمحكمة الأسرة لطلب الطلاق للضرر. أكدت أمام بثينة عصام "خبيرة المكتب" أنها لا تستطيع استكمال حياتها معه وأيضاً لا تستطيع رعاية أبنائه المعاقين بعد أن كذب عليها وأخفي عنها حقيقة زواجه الذي اكتشفته مصادفة وبعد أعوام من زواجهما لأنه غير أمين عليها أو علي ابنته.