بالأمس انتقلت إلي المستشفي بسبب سرعة ضربات القلب بدرجة منذرة.. هذه الحالة حدثت لي من قبل علي فترات زمنية متباعدة ولكن هذه المرة أصابتني بعد أسابيع قليلة منذ آخر مرة والسبب خدمة أخبار جريدة "الجمهورية" التي تأتينا مباشرة علي المحمول حاملة المستجدات حول ما يجري في الوطن.. هذه الخدمة الجيدة التي تضع المشتركين أولاً بأول في قلب الأحداث أصابت قلبي بالخلل الشديد عندما حملت الأخبار براءة بعض كبار رموز العصر الذي خلناه سقط وأننا تخلصنا منه بفضل ثورة 25 يناير. حين قرأت الخبر: "براءة فلان وفلان وفلان.. الخ" لم أصدق وأعدت قراءته علي شقيقتي وأنا مذهولة ولم تصدق بدورها وشككت في صدقه. قبل هذا الخبر مباشرة كان خبر الحكم ببراءة الضباط المتهمين في قتل المتظاهرين في مدينة السويس"!!" يا الله.. ما هذه الصدمات المتتالية؟ فيا أيها الماسكون بميزان العدالة رفقاً بنا.. وعلي "العدالة" ان تفتح عيونها علي شعب طفح الكوتة وفاض به الكيل واحترقت قلوب عشرات الآلاف من الأمهات والاباء والأبناء فيه من ظلم رهيب وجو بشع علي مدي حقب طويلة. رفقا بنا فالحرائق تطول قلوبنا يومياً كلما رأت العيون ألسنة اللهب في الممتلكات والكنائس ودخان القنابل المسيلة للدموع وصرخات القتلي والمصابين في الميادين. رفقا أرجوكم فنحن نعيش حالة من الفزع تحاصر أي أمل.. ويكفينا جموع البلطجية الذين يعربدون في حماية "جهاز" ما يملك المال والقدرة علي تحريك القتلة وخريجي السجون ومحترفي الاجرام ويستميت لافشال الثورة. رفقاً.. فنحن شهود عمليات التخريب المنظم والفوضي الممنهجة والقوي العاتية التي استبدت بنا واستهانت بآدميتنا. رفقاً لأن أولي الأمر منا الذين يمسكون بزمام أمورنا يعجزون فيما يبدو أمام هذا المد الارهابي في سيناريو الفوضي وكان رجاؤنا فيهم وتوقعاتنا منهم يبدد المخاوف.. وما يجري يزيد هذه المخاوف ولا يبددها. لا توجد تهمة ولا جريمة إذا لم يوجد الدليل والشهود وأوراق هؤلاء النافذين "الأبرياء" "كاملة الأوصاف" لا لبس فيها ولا دليل ادانة مضبوطة قانونياً. وما تخرش الميه. والقاضي يحكم بما أمامه. علماً بأن الثورات لا تحاكم الذين دمروا وخربوا وأفسدوا وبهدلوا شعباً بهذا "الحنان" وحسب "القانون". وبالقياس إذن أتوقع خبرا من خدمة "الجمهورية" بتبرئة "العادلي" والرئيس السابق وباقي نزلاء طرة. فكل هؤلاء يملكون "أوراقاً" كاملة لا دليل فيها ولا أثر لجرائم ارتكبت.. وكتائب القانونيين أبرع من أن تترك دليلاً ولكن في ترزية القوانين ومحامي الشياطين وعصابة السياسيين الدليل الأكبر أمام سطوة هؤلاء ستبقي "العدالة" عمياء فعلا وحينئذ لا نملك الا الهتاف يسقط العدل!! خيرية البشلاوي