تشهد محافظة الإسكندرية أزمة طاحنة في اعقاب تشكيل هاني المسيري محافظ الإسكندرية لجنة هندسية لردم ترعة المحمودية وتحويلها إلي "شريان مروري" وهو ما أثار المواطنين وفتح علي صفحات الفيس بوك حالة من الجدل الرافضة للمشروع خاصة انه مشروع إخواني في الأساس وكان قد تم اعداده في عهد الإخوان بموافقة وزير الري في ذلك الوقت لتتولي شركة "ابدأ" الإخوانية عملية الردم والاستثمار فيه. يقول المهندس الدكتور هشام سعودي عميد كلية الفنون الجميلة السابق ان ترعة المحمودية تعد شريان حياة وتنمية بجانب انها ممر مائي مرتبط بنهضة المدينة كما ارتبطت بالميناء وحركة نقل البضائع وتشكل علي أجنابها أنشطة اقتصادية من شون وصناعات مازالت بقاياها التراثية قائمة حتي الآن.. وتساءل: لا أدري لماذا نردم المحمودية ولماذا نهدر كل ما لدينا من قيم بالمدينة؟! أضاف: نعلم ان المحمودية ليست ممراً مائياً فقط ولكنه قيمة عمرانية مكتملة المباني والسكان والأنشطة ونطالب بالتطوير والتنمية للمحافظة عليها وبدلا من ان نقوم بالارتقاء باقتصادياتها وتوفير حياة كريمة لسكانها البسطاء نفاجأ بتوغل وتوحش المال والتنمية الموجهة واطالب الدكتور حسام غازي بمراجعة أمر المحمودية والقرار السابق صدوره ضدها خاصة ان نهايتها مع الميناء ليست مغلقة وهناك سرداب مغطي يربطها بالمتوسط والأمر يحتاج لدراسة المحيط العمراني واحتياجات سكان المنطقة بدلا من الردم والقضاء علي القيمة لدينا. يقول المهندس أحمد الشيخ عضو المجلس المحلي للمحافظة السابق: الكلام عن تحويل ترعة المحمودية لشريان نقل حركة هو كارثة فكرية وبيئية وكلنا نعرف مصير أي شارع من شوارع المنطقة من تكاتك وتونايات وميكروباص وحياة عشوائية وردم المحمودية هو ردم لما تبقي بالإسكندرية من خطوط دفاع طبيعية تحميها من عبور أهل قبلي وخط أبوقير بالاضافة إلي البعد الأمني والاستراتيجي لها. أما الدكتور أحمد حلمي خبير التنمية المستدامة فيقول ان تربة الإسكندرية الصخرية غير قابلة للانخفاض وبالتالي تعتبر ترعة المحمودية وبحيرة مريوط بمثابة حماية للإسكندرية من زيادة ارتفاع منسوب سطح البحر عكس محافظة بورسعيد التي تعتبر تربتها طينية غير قابلة للانخفاض مع زيادة منسوب سطح البحر. وأضاف ان ما ذكره سبق وان قام الخبير العالمي الدكتور إبراهيم الشناوي مدير معهد بحوث الشواطئ بوزارة الري بذكره ضمن تقرير متخصص وبناء علي ذلك قام المحافظ السابق طارق المهدي بتشكيل لجنة للمحافظة علي الترعة وتطهيرها وللأسف تغيرت السياسات بالإسكندرية مع تغير القيادات ولكن لا يضيع حق وراءه مطالب واضاف: يكفي ان أذكر ان حائط محمد علي الذي يبلغ طوله عشرة كيلوا متر وتم بناءه عام 1830 بخليج أبوقير بالإسكندرية تعرض للتصدع فقامت وزارة الري بمعالجة الأمر وصيانته وتعليته ليصبح حامي الإسكندرية من الغرق ونفاجأ الآن بمن يريد هدم الترعة الحامية للثغر. أما الجيولوجي محمد درويش فيقول ان ردم الملاحات رفع منسوب ماء التربة وتسبب في مشكلات العجمي التي نعاني منها حاليا وردم المحمودية سيغرق محرم بك وأغلب الاحياء لان منسوب الأرض منخفض قليلا بتلك المناطق وبدلا من ان نطهر الترعة وتعود المياه لها ونطور جوانبها مثلما فعل المحجوب ومن بعده لبيب نفاجأ بمن يطلب ردم "8 كيلو" بحجة ان ذلك ممكن هندسياً وان نستخدم أنابيب لنقل المياه للأسف نحن نكمل مؤامرة الإخوان وكلنا نعلم ان الأرض ستباع بالكيلو والمتر زي الكوسة. أما المؤرخ الأثري محمد عبدالفتاح فيقول ان ترعة المحمودية هي ممر مائي فرعي من نهر النيل يخترق مدينة الإسكندرية وينتهي في البحر الأبيض المتوسط وكان محمد علي قد أمر بحفرها عام 1807 وسميت بهذا الاسم مجاملة للسلطان محمود الثاني سلطان الاستانة حيث كانت مصر ولاية عثمانية ولقي في حفرها ما يقرب "18 ألف مصري" مصرعهم بعد انتشار الطاعون عام 1819 وكان من يموت يدفن في مكانه خوفاً من انتشار المرض حتي انتهي العمل بها عام 1820 وأوضح انه قد تم العثور علي قطع نحاسية وقيعان وصناديق مغلقة وأرسلت إلي محمد علي رأسا أثناء حفر الترعة التي شارك في حفرها عمال وبنائون وحدادون وغيرهم. أما المهندس ياسر سيف منسق عام الجبهة الشعبية لانقاذ الإسكندرية ففجر العديد من المفاجآت وقال في عام 2013 أصدر وزير الري الإخواني قراراً بردم ترعة المحمودية وقطع المياه عنها لتردم من منطقة السيوف حتي المصب بجوار ميناء الإسكندرية بطول "8 كيلو" وتولي عملية التنفيذ شركة "أبداً" التي أصبحت في ذلك الوقت كياناً موازياً لجمعية رجال الأعمال وتضم صبحي صالح وحسن البرنس ومدحت الحداد والهارب عبدالكريم تاج نائب رئيس الجمعية والصادر بحقه حكم بالسجن المؤبد وأضاف قامت اللجان الالكترونية الإخوانية بدعم القرار والتهليل له بالرغم من رفض أبناء الإسكندرية وكان المستهدف هو شراء المناطق العشوائية بطول المحمودية وتحويلها لفيلات وعقارات تباع من جديد ورصدت الإخوان مبلغ "5 مليارات جنيه" لتنفيذ المشروع وتصدي له في البداية أحمد صالح الادكاوي السكرتير العام رافضا الفكرة لوجود بعد أمني للترعة وأهمية استراتيجية فتم التنكيل به ونقله للمنصورة ولولا ثورة "30 يونيو" ما استطعنا انقاذ الترعة.