بدعوة من مركز الإبداع السكندري أقيم في قاعة توفيق الحكيم لقاء للكاتبة د. سهير المصادفة. تحدثت فيه عن تحربتها الإبداعية. شعراً. ورواية. وترجمة. ضمنت حديثها رؤي عن مستقبل الثقافة والإبداع في مصر. رأت انه بحاجة إلي جدية وجرأة وتضحية أكثر ليبرز وجه مصر الإبداعي الثقافي بعد ثورتي الشعب العملاقتين 25 يناير 30 يونيو.. مضيفاً بكيمياء حلم الكاتب والمبدع الملهم. ان كل شيء يمكن أن يُطاله صدأ الهزيمة والتلاشي إلا الكلمات.. إلا الفن والثقافة. قدم هذا اللقاء الكاتب والروائي السكندري رشاد بلال. وكان الضيف المتحدث عن مسيرة سهير المصادفة الإبداعية عذاب الركابي الكاتب العراقي الكبير المقيم في الإسكندرية. وقد جاء حديثه محملاً بزهو الكلمات وحلم الإبداع. علي شكل بورتريه للكاتبة. فسيفساء كلمات باعثة للكثير من الأسئلة المهمة لدي حضور عدد من كتاب ومثقفي الإسكندرية. وكانت اجابات المصادفة مقتضبة وهادفة بدم وإيحاء القصيدة. من الأسئلة المهمة التي طرحت علي المبدعة سهير المصادفة: لماذا يجمع الشعراء والكتاب والنقاد والفنانين أوراقهم ويذهبون إلي الرواية؟ أهو زمن الرواية فعلاً؟ وهل هناك فن يمكن أن يتنازل عن كرسيه الوثير لفن آخر؟ يسيل لعاب الكثيرين من الكتاب علي لقب الروائي.. أهي رغبة الناشر التي لم تعد خفية. أم صرعة الجوائز؟ أم ماذا؟ هل تعتقدين. وأنت الشاعرة المتميزة. ان الشعر أصبح كالجسم الغريب في جسد ثقافتنا!؟ لماذا هجره الناشرون والجمهور معاً؟ ما الأسباب؟ وما الحلول؟. قلت انك موجودة في كل أعمالك الشعرية والروائية. وهذه حقيقة.. كيف تنظرين إلي نظرية بارت عن "موت المؤلف"؟. أغلب السرد النسائي دفاع عن الأنثي في دولة الذكورة. في روايتيك "لهو الأبالسة" و"رحلة الضباع" كان هذا الدفاع واضحاً ومستميتاً.. ماذا تقولين؟ وجاءت اجابات سهير المصادفة هادفة إلي المزيد من الإبداع والتواصل.. وإلي المزيد من الحرية!. قدم الركابي اللقاء قائلاً: الشاعرة الروائية سهير المصادفة. الكتابة لديها كيمياء وجود.. وعطر حياة لا ينفد. تراهن علي أبدية مملكة الحروف والكلمات المسوّرة بحنان الكون. وأنغام الطبيعة. وحراسة عيون عذاري المدي والأزل.. تراهن بصوت الروح. وعزف القلب. ولا تخسر الرهان أبداً. وهي تلقح نبض القلب بفسفور مفردات عشقها وشوقها. وهما صلاة لا تصير قضاء. وضوؤها دمع القصائد. ومحرابها الإيحاء ببخور الجدية. ونبيذ الإصرار. جاهدة بمثابرة الأنثي القادر علي أن تؤنث المكان. تصنع حياة الحياة. وتؤكد حقيقة الحقيقة. وهي المنتصر الوحيد في موكبها البياني الساحر. وهو يتوجها ببلاغة طازجة. هي بلاغة البلاغة. وأخيلة منتجة. هي خيال الخيال. ومفردات تتسابق كالأنجم في فضاء من الضوء والريحان!. كتبت سهير المصادفة الشعر والرواية والمقال. وترجمت أيضاً إبداعات لغات أخري. وأشرفت علي هذه الترجمة. لتهبنا كنوزاً حين تستقر في خزائن الروح والعقل لا تصدأ أبداً.. كل هذه المثابرة. لتحسم الجدل الذي لم يزل قائماً حول الكتاب حياة أم ان الحياة كتابة. الرواية لديها كتاب حياة. بكل تفاصيلها في الواقع الخيال. والخيال الواقع.