* يسأل توكل رمضان السيد صيام - صاحب استوديو معرض للتصوير: ما معني قول الله تعالي "سيماهم في وجوههم من أثر السجود" وهل المقصود في الآية صحابة رسول الله - صلي الله عليه وسلم - أم يسري الحكم علي كل مسلم يسجد لله سبحانه وتعالي؟ ** يجيب الشيخ إسماعيل نورالدين من علماء الأزهر: معني السمات الحسني أي سمات حسن وخشوع وخضوع وتواضع يظهر أثره في الوجوه وذلك لأن للحسن نورا في القلب وضياء في الوجه وسعة في الرزق ومحبة في القلوب وفيه الوجاهة وحسن القبول فالمؤمن إذا كانت سريرته صحيحة مع الله أصلح الله - عز وجل - ظاهره للناس فإن المؤمن ظاهره كباطنه بخلاف المنافق "يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم" روي عن عمر - رضي الله عنه - أنه قال من أصلح سريرته أصلح الله علانيته. وقال مجاهد وغيره يعني الخشوع والتواضع وقال بعض السلف من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار وهذه هي السمات في الظاهر وقال بعضهم إن للحسنة نورا في القلب وضياء في الوجه وسعة في الرزق ومحبة في قلوب الناس. وقال أمير المؤمنين عثمان بن عفان - رضي الله عنه - ما أسر أحد سريرة إلا أبداها الله - تعالي - علي صفحات وجهه وفلتات لسانه وهذه السيمة ليست للسلف الصالح فقط وإنما هي لكل مؤمن إذا اتصف بالإيمان والتزم بشروطه ودواعيه. * يسأل الشيخ رمضان عبدالموجود الملواني أبوسجدة من الإسكندرية: ما تفسير قوله تعالي: "واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا "28"" "سورة الكهف". ** يجيب الدكتور كمال بربري حسين - مدير عام مديرية أوقاف السويس: يقول - تعالي - لنبيه محمد - صلي الله عليه وسلم - "واصبر" يا محمد - صلي الله عليه وسلم - "نفسك مع" أصحابك "الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي" بالتسبيح والتحميد والتهليل والدعاء وتعلم العلم الشرعي والعلم الدنيوي لصلاح المجتمع المسلم وقوته والأعمال الصالحة من الصلوات المفروضة وغيرها من أعمال الدنيا النافعة لبناء الوطن ورفعته "يريدون" بفعلهم ذلك "وجهه" لا يريدون عرضا من عرض الدنيا. قال ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله: "ولا تعد عيناك عنهم" قال: لا تجاوزهم إلي غيرهم. وعنه أيضا: لا تتعدهم إلي غيرهم "تريد زينة الحياة الدنيا.." لأنك إن فعلت ذلك وانصرفت عنهم. فكأنك تريد زينة الحياة الدنيا وزخارفها. وذلك لأن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - حرصا منه علي هداية أشراف قريش لما في هدايتهم من خير للفقراء والضعفاء لأن الناس علي دين ملوكهم وكان أشراف قريش يرفضون أن يجلسوا مع الضعفاء فأراد رسول الله - صلي الله عليه وسلم - أن يجعل للأشراف مجلسا فنهاه الله عن ذلك وأمره ألا يطرد من كان منهم يريد وجهه. وأن يصبر نفسه معهم. وهذه الآية تدل دلالة واضحة علي أن هذا القرآن هو كلام الله تعالي. وكذلك تدل علي حرص الرسول - صلي الله عليه وسلم - علي هداية جميع الناس. "ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه" يقول - تعالي - لنبيه - صلي الله عليه وسلم: ولا تطع من شغلنا قلبه من الكفار الذين سألوك طرد الرهط الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي "عن ذكرنا" بالكفر وغلبة الشقاء عليه. واتبع هواه. وترك اتباع أمر الله ونهيه. وآثر هوي نفسه علي طاعة ربه. وهم فيما ذكر: عيينة بن حصن. والأقرع بن حابس وذووهم "وكان أمره فرطا" وكان أمره ضياعا.